علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
الإيمان والإسلام في الكافي.
المؤلف: السيّد هاشم معروف.
المصدر: دراسات في الحديث والمحدّثين.
الجزء والصفحة: ص 307 ـ 313.
2023-09-02
1198
إنّ عظمة أهل البيت (عليهم السلام) تتجلّى في جميع المراحل التي مرّوا بها، وفي جميع مرويّاتهم واعمالهم وكتاب الكافي بمجموعه يعكس عظمتهم، ويقدّم للباحث عشرات الأدلة على سعة علمهم وحرصهم على توجيه الانسان إلى ما فيه صلاحه في دينه ودنياه، ذلك لأنّ علمهم مستمد من علم الرسول ومن كتاب الله الكريم، لا من الاجتهادات والأقيسة والظنون والاستحسان التي تخطئ وتصيب.
فقد روى في الكافي عن عمر بن حريث انّ ابا عبد الله الصادق (عليه السلام) قال له: اتقِ الله وكفَّ لسانك الا من خير، ولا تقل إنّي هديت نفسي، بل الله هداك، فأدِّ شكر ما انعم الله عزّ وجلّ به عليك، ولا تكن ممّن إذا اقبل طعن في عينه، وإذا أدبر طعن في قفاه ولا تحمل الناس على كاهلك فإنّك أوشك إن حملت الناس على كاهلك ان يصدّعوا شعب كاهلك (1).
وروى في باب انّ الايمان يشارك الاسلام، والاسلام لا يشارك الايمان، عن جميل بن صالح عن سماعة انّه قال: قلت لجعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): أخبرني عن الايمان والاسلام، أهما مختلفان؟ فقال: انّ الايمان يشارك الاسلام، والاسلام لا يشارك الايمان. فقلت: صفهما لي: فقال: الاسلام شهادة ان لا إله الا الله والتصديق برسول الله (صلى الله عليه وآله) به حقنت الدماء، وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره جماعة الناس، والايمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الاسلام، وما ظهر من العمل به، وروى عن عبد الرحيم القصير انّه قال: كتبت مع عبد الملك بن اعين إلى ابي عبد الله اسأله عن الايمان ما هو؟ فكتب لي مع عبد الملك: سألت رحمك الله عن الايمان، فالإيمان هو اقرار في اللسان وعقد في القلب وعمل بالأركان، واضاف إلى ذلك: قد يكون العبد مسلما قبل ان يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما فالإسلام قبل الايمان ويشارك الايمان، فإذا أتى العبد كبيرة من المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى الله عنها كان خارجا من الايمان ساقطا عنه اسم الايمان وثابتا عليه اسم الاسلام، فإن تاب واستغفر عاد إلى الايمان، ولا يخرجه إلى الكفر الا الجحود والاستحلال ان يقول للحلال هذا حرام، وللحرام هذا حلال، ويدين بذلك فعندها يكون خارجا من الاسلام والايمان (2).
وروى عن محمد بن حماد الخزّاز عن عبد العزيز القراطيسي انّه قال: قال لي أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): يا عبد العزيز، انّ الايمان عشر درجات بمنزلة السلّم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولنّ صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شيء حتى ينتهي إلى العاشرة، ولا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك، وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه اليك برفق ولا تحملنّ عليه ما لا يطيق فتكسره، فإنّ من كسر مؤمنا فعليه جبره (3).
وقد اورد مجموعة من الروايات حول درجات الايمان وتفاوته بمختلف الاساليب، والذي يعنيه هذا النص وغيره، انّ الانسان لا يجوز ان ينظر إلى غيره من زاويته، لأنّ الناس يتفاوتون في تفكيرهم وعقولهم وجميع مواهبهم، والنتيجة الحتميّة لهذا التفاوت ان تكون بينهم الفوارق والمسافات الواسعة في ايمانهم واخلاقهم ومواهبهم، فالانسان الذى يملك مرتبة من الفضل والايمان، ليس لمن فوقه ان ينظر إليه من زاويته ويجرّده عن ايمانه لأنّ ذلك يؤدّي إلى التنكّر للفضيلة، وجحودها من الأساس، ولأنّه إذا جرّد من هو دونه جرّده من هو فوقه ومراتب العلم والدين والاخلاق لا تحدّها الحدود، والكمال المطلق لله وحده، وحتى انّ الانبياء انفسهم يشعرون بانّهم لم يصلوا إلى منتهى حدود المعرفة ويتفاوتون في فضلهم ومعرفتهم، ولذا فإنّ الامام (عليه السلام) يقول: لا يقولنّ صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شيء، ويضيف إلى ذلك لا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك، وإذا رأيت من هو اسفل منك بدرجة لا تنظر إليه من زاويتك، بل يجب ان تقدر له فضله، وترفع من شأنه، وتحاول ان ترفعه إلى مرتبتك برفق واخلاص، ولا تحمله ما لا يطيق فيخرج من حيث اردت اصلاحه.
ولم يكتفِ الإمام (عليه السلام) بهذه المناهج والقواعد التي تتكوّن منها الفضيلة والخلق الرفيع في نفس الانسان، بل ضرب امثلة على ذلك، كما جاء في رواية يعقوب بن الضحّاك، انّ ابا عبد الله الصادق (عليه السلام) قال لأصحابه وهو يحدّثهم عن الفضيلة ومراتبها وكيف ينبغي لكل واحد ان ينظر الى الآخر ويتعاون معه ليرفع مستواه، قال لهم: انّ رجلا كان له جار نصراني فدعاه إلى الاسلام وزيّنه له فأجابه إليه، وجاء في اليوم الثاني عند السحر فقرع عليه بابه، ثم قال له: توضّأ والبس ثوبيك لنخرج إلى الصلاة: فتوضّأ وخرج معه فصليا ما شاء الله، ثم صليا الفجر ومكثا حتى اصبحا، فقام النصراني يريد منزله، فقال له الرجل اين تذهب؟ انّ النهار قصير، والذي بيننا وبين الظهر قليل، فجلس معه إلى ان صلّى الظهر، ثم قال له: لم يبقَ إلى العصر الا القليل، واحتبسه إلى أن صلّى العصر، ولمّا اراد ان ينصرف إلى منزله قال له: انّ هذا آخر النهار، واحتبسه حتى صلّى المغرب، ثم قال له: لقد بقيت صلاة واحدة فسكت الرجل وانتظر إلى أن صلّى العشاء، وتفرّقا، فلمّا كان وقت السحر طرق عليه الباب، وقال له: قم فتوضّأ واخرج لنصلّي، فقال النصراني: اذهب واطلب لهذا الدين من هو افرغ منّي فانا انسان مسكين ولي عيال فلا اطيق ان اتحمّل دينكم، قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): ادخله في شيء وأخرجه منه (4).
وروى في باب الطاعة والتقوى، عن عمر بن شمر عن جابر الجعفي انّ ابا جعفر الباقر (عليه السلام) قال: يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيّع أن يقول: يحبّنا اهل البيت، فوالله ما شيعتنا الا من اتقى الله واطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر الا بالتواضع والتخشّع وصدق الامانة وكثرة ذكر الله، والصوم والصلاة، والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء واهل المسكنة، والغارمين والايتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكفّ الالسن عن الناس الا من خير، وكانوا امناء عشائرهم في الاشياء.
قال جابر: يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم احدا بهذه الصفة، فقال يا جابر: لا تذهبنّ بك المذاهب، حسب الرجل ان يقول: احبّ عليا واتولاه، ثم لا يكون مع ذلك فعّالا، فلو قال: انّي احب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورسول الله خير من علي، ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنّته ما نفعه حبّه ايّاه شيئا، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين احد قرابة احبّ العباد إلى الله عزّ وجلّ، واكرمهم عليه اتقاهم واعملهم بطاعته، يا جابر والله ما يتقرّب إلى الله الا بالطاعة وما معنا براءة من النار، ولا على الله لأحد من حجة، من كان مطيعا فهو لنا ولي، ومن كان عاصيا فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا الا بالعمل والورع.
وروى عن محمد بن حمزة العلوي عن عبيد الله بن علي انّ ابا الحسن الأول (عليه السلام) قال: كثيرا ما كنت أسمع أبي يقول: ليس من شيعتنا من لا تتحدّث المخدّرات بورعه، وليس من أوليائنا من هو في قرية فيها اثنا عشر ألف رجل وفيهم من خلق الله من هو أورع منه (5).
وروى في باب الحب في الله عن عمرو بن حورك انّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أوثق عرى الايمان الحب في الله، والبغض في الله، وتولي اولياء الله، والتبرّي من اعداء الله.
وقال الامام أبو جعفر الباقر (عليه السلام): إذا اردت ان تعلم انّ فيك خيرا فانظر إلى قلبك، فان كان يحب اهل طاعة الله ويبغض اهل معصية الله ففيك خير والله يحبك، وان كان يبغض اهل طاعة الله، ويحب اهل معصية الله فليس فيك خير والله يبغضك، والمرء مع من أحب.
وروى عن الإمام الصادق (عليه السلام) انّه قال: ثلاثة أقرب الخلق إلى الله عزّ وجلّ يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى ان يحيف على من تحت يده، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة، ورجل قال بالحق فيما له وعليه.
وروى عن عثمان بن جبلة انّ ابا جعفر الباقر (عليه السلام) كان يقول: انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ثلاث خصال من كنّ فيه أو واحدة منهنّ كان في ظل عرش الله يوم لا ظل الا ظله، رجل اعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم، ورجل لم يقدّم رجلا ولم يؤخّر رجلا حتى يعلم انّ ذلك لله رضا، ورجل لم يعب اخاه المسلم في عيب حتى ينفي ذلك العيب عن نفسه، فانّه لا ينفي عنها عيبا الا بدا له عيب، وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن عيوب الناس (6).
وروى في باب البر بالوالدين عن زكريا بن ابراهيم انه قال: كنت نصرانيا فأسلمت وحججت، فدخلت على الامام الصادق (عليه السلام) وقلت له: إنّي كنت نصرانيا واسلمت، فقال واي شيء رأيت في الاسلام؟ قلت قول الله عزّ وجل: {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء} فقال: لقد هداك الله، ثم قال: سل عما شئت، قلت: انّ أبي وأمي على النصرانيّة وامي مكفوفة البصر فأكون معهم وآكل من آنيتهم، فقال: يأكلون لحم الخنزير، فقلت: لا، ولا يمسّونه، فقال: لا بأس، انظر امّك فبرّها، وإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك، وكن انت الذي تتولّى امرها وتقوم بشأنها، ولا تخبرنّ احدا أنّك أتيتني حتّى تأتيني بمنى إن شاء الله.
قال فأتيته بمنى والناس حوله كأنّه معلّم صبيان، هذا يسأله وهذا يسأله، فلمّا قدمت الكوفة كنت اطعمها بيدي واخدمها بنفسي واتولّى جميع شؤونها كما أمرني الامام جعفر بن محمد (عليه السلام) فقالت: يا بني ما كنت تصنع بي هذا وانت على ديني، فقلت: لقد أمرني بهذا رجل من ولد نبيّنا يدعى جعفر بن محمد، فقالت: والله ان هذه وصايا الأنبياء، اعرض عليّ دينك يا بني، فعرضته عليها، فأسلمت، وأدّت ما عليها من فروض الاسلام، ثم توفّيت (7).
وروى في الكافي مئات الأحاديث عن النبي والائمة (عليه السلام) حول التعاون والتسامح والتآخي وحقوق الاخوان وصلة الارحام والثورة على الظلم ونبذ الاحقاد. وغير ذلك من المرويات التي تدعو إلى تهذيب النفس وتطهيرها من الدنايا والامراض وبخاصة التي تسيئ إلى الغير ويلتقي الكافي مع الصحيح للبخاري في أكثر هذه المواضيع من حيث الجوهر والمؤدّى ولا يضرنا الاختلاف في السند والاسلوب ما دامت تنتهي إلى نتيجة واحدة تتّفق مع روح الاسلام وسماحته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اي لا تكن من الاشرار الذين يتعرّضون للذم والطعن في حضورهم وغيابهم ولا تحملهم على كاهلك بالمداهنة والمداراة لهم، فإنّك ان فعلت ذلك يطمعوا فيك ويحملوك على خلاف الحق، وعلى ما لا يحل لك فانّ هذه الكلمات من الجوامع التى تحمل في طيّاتها ابلغ العظات واصدقها واقربها من منطق القرآن وروح الاسلام وسماحته.
(2) وهاتان الروايتان تؤيّدان الرأي القائل انّ الايمان اقرار باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان، وفي مقابل ذلك الرأي المشهور بين الامامية، وهو انّ الايمان هو الاقرار بأصول الاسلام وامامة الاثني عشر والمعاصي لا تخرج الانسان عن صفة الايمان (انظر كتابنا الشيعة بين الاشاعرة والمعتزلة، الفصل الذي تعرّضنا فيه للفرق بين الاسلام والايمان).
(3) وهده الرواية صريحة في انّ الايمان يزيد وينقص، ولا يحصل دفعة واحدة، بل تدريجا، ولازم ذلك انّ الايمان هو الاقرار والعمل، ولا بد للقائلين بأنّه تصديق واعتقاد، ان يلتزموا بأنّه لا يزيد ولا ينقص، إذ لا يصح وصفه بالزيادة والنقصان الا إذا كان نتيجة لفعل الانسان واعماله والمفروض انّ العمل الخارجي ليس من مقوّماته كما يدّعي أكثر الاماميّة، كما وانّ المعاصي لا تسلب العبد صفة الإيمان إذا كان مصدّقا ومعتمداً بالله ورسوله، وبما جاء به.
(4) والذي عناه الامام بذلك، انّ المسلم أراد أن يفرض عليه ايمانه فلم يتحمّل فخرج من الاسلام ولم يعد إليه، ولو اّنه تركه وحاول تقوية ايمانه بالطرق المألوفة تدريجا، لكان باستطاعته ان يرفعه إلى حيث يريد.
(5) انظر ص 74 و75 و78 وقد تكرّر مضمون هاتين الروايتين في الكافي حسب المناسبات وذكرنا بعضها في المواضيع السابقة، وهذه الروايات تضع الحد الفاصل بين التشيع الصحيح والمزيف وتنفي عنه غلو المنحرفين، وأباطيل المرجفين، ودسائس الحاقدين الذين ألصقوا به الاتهامات والبدع والخرافات، وارادوا له ان يموت في مهده، فلم يحقّق لله لهم امنية ولم يمدّهم بالقدرة على ذلك، وردّ الله الذين كفروا بكيدهم لم ينالوا شيئا وبرز التشيّع قويا يقتحم الصعاب ويطوي الاجيال ويثق بمبادئه النيّرة الساطعة للإنسان طريق الفوز برضوان الله والسعادة الدائمة ويقدّم عشرات الادلة على انّ دعاة الحق ورسل الخير والمحبة احياء في نفوس المؤمنين والناس اجمعين إلى قيام الساعة.
(6) ص 144 و147، ج 2.
(7) لقد اشتمل سند هذه الرواية على أحمد بن محمد البرقي، وعلي ابن الحكم ومعاوية بن وهب وهؤلاء الثلاثة من الممدوحين في كتب الرجال، اما الراوي الاخير لها الذي رواها عن الامام (عليه السلام) فلم اجد من تعرّض له بمدح، أو ذم، ويظهر منها ان النهي عن مباشرة أهل الكتاب من حيث انّهم يباشرون النجاسات كالخنزير ونحوه، لذا فإنّ الامام (عليه السلام) قد رخّصه بمباشرة ابويه، بعد ان تبيّن له انّهما لا يأكلان الخنزير، ولا يباشرانه، ومن الممكن ان تكون هذه الطائفة من المرويّات المفصلة مفسّرة لبقية المرويات التي تعرّضت لطهارتهم ونجاستهم بقول مطلق، بانّ يراد من الاخبار الناهية عن مباشرتهم من حيث انّهم لا يتجنّبون النجاسات والأخبار التي رخّصت بمباشرتهم من حيث ذاتهم.