1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق


المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : معلومات عامة :

حركة الفرد في المجتمع

المؤلف:  الشيخ محمد تقي فلسفي

المصدر:  الشاب بين العقل والمعرفة

الجزء والصفحة:  ج2 ص81ــ84

2023-08-07

964

لا يفكر المرء في مجتمعه بصلاح أمره أو فساده ولا بعواقب أعماله وتصرفاته ، فهو وسط مجتمعه أشبه ما يكون بقطعة صغيرة من الخشب تتقاذفها الأمواج المتلاطمة ، ويسير دون وعي أو إرادة في الوجهة التي يحددها له مجتمعه .

«يعتقد «لوبن» في نظريته بأن الفرد في مجتمعه يفقد شخصيته الواعية ويكون تابعاً لتلقينات المجتمع تماماً كتأثيرات التنويم المغناطيسي . ومن الممكن جداً أن يكون شخص ما في قمة التربية والأدب ، ويفكر عندما يخلو بنفسه بعواقب سلوكه وتصرفاته ، لكنه قد يتحول إلى إنسان متوحش بين المجموعة ، وينقاد إلى سلطة الغريزة ليقوم بأي عمل دون تفكير أو تأمل.

فالإنسان بين الجماعة يسقط إلى درجة الوحشية ، ويتبع أي تلقين دون تردد ، ويرتكب ما هو مخالف لعاداته وأفكاره . ويرى «لوبن» ان الفرد بين الجماعة كحبّة رمل بين الرمال تتلاعب بها الرياح كيفما شاءت»(1) .

حركة الغوغائيين :

لو افترضنا أن مجتمعاً ما يشكل العقلاء والعلماء والفضلاء والصالحون غالبية أفراده، فإن التوجه العام لمثل هذا المجتمع وحركته الاجتماعية سيكونان مصدراً للخير والصلاح ، وسيؤمنان لأفراد المجتمع مزيداً من الرفاهية ، ولكن المجتمع الذي يشكل الجهلة والأميون والغوغائيون غالبية أفراده ، تكون الحركة الاجتماعية فيه في الغالب ضارة وخطيرة قد تجر على المجتمع مزيداً من الويلات والمصائب .

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في صفة الغوغاء: هم الذين إذا اجتمعوا ضروا وإذا تفرقوا نفعوا(2).

إن الغوغاء الاجتماعية هي كالأمراض السارية التي تتفشى بسرعة كبيرة بين الناس، وتبدأ قدرة المجتمع باستقطاب عامة الناس نحوها دون وعي منهم أو شعور، أما أصحاب الإرادات القوية من الناس ، فقد يتمكنون من حفظ شخصيتهم وصون أنفسهم من كل التيارات المخربة والهدامة .

وثمة أفراد مخربون يستغلون جرائمهم ، ليلحقوا الأذى والضرر بالناس دون أن يعرفهم الناس، ولأنهم لم يعرفوا فإنهم في أمان من الجزاء والعقاب.

قال امير المؤمنين علي (عليه السلام) : هم الذين إذا اجتمعوا غلبوا وإذا تفرقوا لم يعرفوا(3).

المجرمون المجهولون:

«هناك أفراد يعيشون وسط الجمع يسيطر عليهم حس الأنانية والخصومة ، والجمع الذي يعيشون فيه يسمح لهم بأن يتمادوا في حسهم هذا. ومما يمتاز به الجمع من خصوصيات مهمة الكبر والغرور والتشبث بالرأي والعقيدة ، وفي ظل هذا الرأي وتلك العقيدة ، لن يتوانى هذا الجمع عن ضرب كل ما يعترضه في طريقه تحقيقاً لأفكاره ومعتقداته"(4).

«وبين مجموعة من الأفراد يجمعهم هدف مشترك ، يشعر الفرد بقدرة غريبة لم يكن يشعرها خارج الجمع . إضافة إلى أن الانتماء إلى الجمع يعني مجهولية الفرد وسقوط المسؤولية الفردية من على عاتقه، ومن هنا يرى الفرد نفسه داخل الجمع متحرراً من قيود المسؤولية وبعيداً من أصابع الاتهام في كل ما قد يُقدم عليه دون أن يفكر بعواقبه».

«فضلاً عن ذلك فإن قوة الإيحاء والتلقين تكون في المجموعة ذات الهدف المشترك بارزة تماماً ، بحيث ان أي تلقين فكري أو حس إيحائي ينتشر بسرعة فائقة ليعم كافة أفراد المجموعة» .

(أما الأفراد الذين يمتازون بشخصية فذة ويستطيعون مقاومة قدرة الإيحاء والتلقين والسير بعكس التيار فهم قليلون إن لم نقل نادرين ، ولكن كل ما يستطيع مثل هؤلاء الأفراد فعله هو إبداء الرأي وإظهار العقيدة والعمل على بث الفرقة بين الجمع ، علّهم يستطيعون في كثير من الحالات منع الجمع من القيام بممارسات وحشية وأعمال ظالمة)(5).

إن ما نريد في بحثنا هذا هو أن الإنسان يكون منذ ولادته وحتى انتهاء فترة بلوغة عرضة لتأثيرات محيط المنزل والمدرسة والزقاق والحي، وعلى أساس هذه التأثيرات القوية تقوم قواعد شخصيته وصفاته الأخلاقية ، التي تصبح فيما بعد وبالتحديد في مرحلة الشباب قاعدة لتعامله مع الناس وتكيفه مع المجتمع.

«طالما لم يتغير شكل المجتمع ولم يطرأ عليه تحول كبير ومهم ، لن تحصل مواجهة بين المبادئ والقيم، وسيواصل الجميع حياتهم إلى جانب بعضهم البعض الآخر» .

«فتجد القدرة والفخر والاعتزاز والهيمنة هنا ، وتلمس الكدح والحرمان والمشقة والحقارة هناك ، وترى مبدأ القوة والعنف والاستغلال مسيطراً على هذه الفئة ، بينما يسيطر مبدأ الصبر والطاعة والخنوع على تلك الفئة ، للنساء صفاتهن الخاصة بهن وللرجال فضائلهم الخاصة بهم» (6).

اختلال الشخصية:

أما إذا تعرض المجتمع لتحول وتغيير، وسادت فيه مبادئ جديدة تتعارض والمبادئ التي خرج فيها الإنسان من محيط أسرته ، فإن الشاب سيصبح متردداً في اتخاذ القرارات ، ومتحيراً بين البقاء على مبادئ الأسرة أو انتهاج المبادئ الاجتماعية الجديدة، وهذا التردد وعدم الثقة والحيرة من شأنها أن تربك شخصية الشاب وأخلاقه.

_______________________

(1) علم الاجتماع ، ص 395 .

(2و3) نهج البلاغة، الكلمة 190.

(4) علم الاجتماع، ص398.

(5) نفس المصدر، ص 39.

(6) الأخلاق والشخصية، ص 83. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي