1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : معلومات عامة :

جنبة الانسان الفطرية

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  حدود الحرية في التربية

الجزء والصفحة:  ص43 ـ 48

11/9/2022

1395

حسب رأي المحققين وعلى ضوء المشاهدات والبحوث فإن طلب الحرية أمر فطري وذاتي في الإنسان والحيوان ويضاف إليها أحياناً بعض العوامل الاجتماعية وتحذف منها أحياناً أخرى، إن هذا الأمر واضح جداً حتى أنه يمكن القول بأن بذرة النبات تطلبها لأجل الخروج من الأغلفة والانطلاق إلى أعالي الفضاء والشروع بالنمو والتكامل، وهذا ينطبق ايضاً على الإنسان بسعيه والحيوان لأجل التطور الحر وهذا ما نشاهده في الأشهر الأولى بعد الولادة، من الطبيعي أن هذه الحرية محذوفة في الحيوانات الأليفة، أما في الإنسان فإنه ينظمها وفق قوته العقلية وإرادته والقانون وحسب قول العلامة الطباطبائي: الأصل الطبيعي والتكويني الذي تنشاً منه الحرية هو أن الإنسان مجهز بإرادة وهذه تحفزه على العمل(1).

تعتبر الجنبة الفطرية والذاتية في طلب الحرية لدى الإنسان من الفضائل ولكن بشرط أن يسخر ذلك بالاتجاه المطلوب والبناء والكمال، وإلا فإن هذا الأمر قد يسبب بروز المفاسد والعوارض الأخرى التي لا يمكن جبرانها ببساطة.

عمومية الحرية

كانت الرغبة في الحرية والسير إليها موجودان على طول التاريخ وفي جميع طبقات المجتمع وهذا من الأدلة الفطرية على وجودها في الإنسان نلاحظ في جميع العالم أن الطفل وبسبب عامل حب الاطلاع يعبر عن حريته بأشكال مختلفة، يتطفل في كل جانب لكشف أسراره، يريد لمس كل شيء ويذوقه ويطّلع على نعومته وخشونته و.... وهذا الأمر بحد ذاته طلباً للحرية وكما تعلمون أن هذا من عموميتها.

نشاهد هذه العمومية في الحيوان أيضاً، كما لو حبسنا حيواناً في غرفة أو قفص فإنه يخاطر بنفسه لنيل حريته وهذا الأمر يتجلى أكثر لدى الحيوانات غير الأليفة والتي تستأنس بالطبيعة.

النزاع والجدال لأجل كسب الحرية ونيلها أمر طبيعي في الحياة، خنق المجتمعات يؤدي إلى التحرك والانتفاض وقيام الناس بثورة.

ويعتقد علماء المجتمع أن أغلب الانتفاضات هي لإزالة المانع والتحرر من القيد(2)، والحيوان يختلف عن الإنسان بذلك حيث أن احتياجات الحيوان من الماء والحب لا يمكنها أن تكون سبباً لترك طلب الحرية.

تفاوت الحرية في الإنسان والحيوان

فطرية الحرية في الانسان والحيوان يمكن مشاهدتها عملياً من خلال بناء الحياة على أساس طلب الحرية والأمر المهم لهما عدم وجود قيد في الحياة، ولكن هناك تفاوت بينهما بالنسبة لهذه الرغبة وسنحاول شرحها بالشكل التالي:

- طلب الحرية في الحيوان قائم على الذات والفطرة أو الغريزة الصرفة ولكنها في الإنسان تقع تحت تأثير العقل أيضاً.

- محدوديتها في الحيوان واقتصارها على عدة نكات لكنها متنوعة لدى الإنسان وتشغل مساحة واسعة جداً كحرية البيان وانتخاب العمل والحرفة والزوجة واللباس والمسكن.

- تتشابه في جميع الحيوانات مهما اختلفت مجاميعها ولكن عامل الثقافة في الإنسان يجعلها متنوعة ومختلفة.

ـ ينعدم الاهتمام بالمصلحة لدى الحيوان بسبب أعتزازهم بالحرية في حين نرى تجاوز الإنسان لقسم من الحريات حفاظاً على المصلحة.

ـ يتميز طلب الحرية في الحيوان بالفردية فهو يفكر في نفسه فقط في حين أن الإنسان ينظر إلى مصالح المجتمع أيضاً.

ـ ينظر الإنسان الطالب للحرية إلى الشرع والعرف والعواطف والماضي في حين ينعدم هذا الأمر لدى الحيوان.

ـ الحيوان يطلب الحرية للفرار من الخطر وفي الإنسان علاوة على ذلك فإنه يأخذ بنظر الاعتبار عزة النفس والشخصية ويسعى إلى حفظ قيمة وجوده وسبيله عن طريق القبول بها.

ميول الانسان الى الحرية

يعتبر طلب الحرية من الميول الإنسانية القيمة والتي يؤيده الدين(3)، والفطرة ولو منع طالبها عن ادراكها فانه سيتأثر بشدة ويعرض نفسه إلى الخطر لاسترجاعها. ووجودها يؤثر على سلامة جسم وروح الانسان ويتعرض من يصرف النظر عنها إلى أمراض واختلالات. بديهي أن الطبع السالم للإنسان يهديه إلى الاستقلال، وأما الطغيان وسوء الخلق والسلوك المنحرف وعدم رعاية آداب النزاكة وسوء المعاشرة نابع على الأغلب من الشعور بوجود المانع أمام الحرية.

لا يقتصر طالبها بالحرية فقط وإنما يبغي الحصول على تجربة قيمة إلى جانبها ويعمل ويظهر بنفسه تحت ظلها؟

الطفل الذي يصرخ وسط الجمع فإنه في الحقيقة يريد أن يظهر نفسه أمامهم وكذلك عندما تصدر منه الشيطنة والتدلل أو يلقي بنفسه أحياناً إلى الخطر لأجل ذلك أو انه يرغب في الاستفادة من حريته أو لكي يجلب انتباه الآخرين إليه.

يريد أن يستقل بطعامه ولباسه ويقف أمام الأوامر والنواهي ويرفع المحدوديات عن نفسه، فهو يتمنى أن لا يعلو عليه أحد وحتى أن قراراته تصدر من قبله فقط، فهو يريد أن تقترن حرمته مع حريته وأن تقبل شخصيته ويحسب لها حساب يتناسب مع مرحلته، وأن تمنح له حرية أوسع، ويسعى تدريجياً إلى الخروج من قيد التبعية.

الحرية والهدفية

لا شك بأن العاقل ينظر إلى كل شيء على اساس أنه هادف فهل أن طلب الحرية كذلك؟ يلزمنا التحقيق والتعمق للإجابة على ذلك.

- نجزم بأن الحرية بالنسبة للحيوان ما هي إلا لأجل الحرية فقط لأنه حر ومحكوم بالحرية، وقد اعتبر البعض هذا الأمر صحيح بالنسبة للإنسان أيضاً(4).

يقال إن الإنسان حر ومجبور على الحرية، يمكن أن يكون ذلك أكثر صحة بالنسبة للأطفال(5)، وأما بالنسبة للإنسان البالغ العاقل فإن لهذا الموضوع جنبتين:

1ـ فطرية الحرية تجبر الإنسان على الحركة باتجاهها.

2ـ الحرية وسيلة للوصول إلى المقاصد والأهداف، يحتاجها الإنسان للوصول إلى أهدافه وكذلك في عمله وفعاليته وحربه وصلحه وعبادته وزواجه وجميع الأعمال الأخرى، دور الحرية هنا كدور الأداة والوسيلة وفي نفس الوقت هي كل شيء بالنسبة له.

 بعبارة اخرى نقول ان الانسان موجود هادف وهدفه ناشئ من عقله، فهو يعلم ما يفعله وكيف يتخذ قراره، ولو حيل بينه وبين وصوله إلى الهدف فإنه سيضطرب ويتأوه(6)، سيقاوم إن استطاع أو يهرب أو يحتال(7)، القاعدة هنا هي الهدف، وأحيانا يصرف النظر عن حريته من اجل الوصول إلى هدفه ويوافق بعزله وحبسه من اجل ذلك(8)، وكما تلاحظون أن هذه الصفة مفقودة من الحيوان.

النشاط الناشئ من الحرية

عند سماع السجين بخبر إطلاق سراحه فإنه يشعر بلذة خاصة وبهجة لا نظير لها، كان الماضون يقمطون أطفالهم فعند حل القماط يفرح الطفل ويبتسم رضاءً بذلك وكذلك الأمر بالنسبة لتحرير الطير من القفص فنراه يغرد ويسبح في الفضاء بفرح ونشاط إلى درجة يشعر ناظره بذلك.

نعود إلى الحبيس الذي فارق أحبته سنين طوال ويصل الى مسامعه فجأة قرار الحرية، يطير فرحاً وتغمر السعادة جميع وجوده(9).

الطفل الذي يسمح له والديه بانتخاب لباسه وغذائه ولأول مرة يشعر بفرح عظيم فهو ينظر إلى الدنيا بنظرات جميلة ويستذوق لذة العيش.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ العلامة الطباطبائي: بحوث إسلامية، ص149.

2ـ اتوكلاين برتر: علم النفس الاجتماعي، ج1.

3ـ الناس كلهم أحرار.

4ـ أصالة الوجود.

5ـ لأن فطرته أكثر وضوحاً.

6ـ شعر سعد سلمان في السجن.

7ـ مثل الفرار من السجن.

8ـ حياة الإمام الكاظم (عليه السلام)، وسجنه.

9ـ والدنيا عنده كيوم حان انسلاخه، خ45، نهج البلاغة. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي