الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
الغضب
المؤلف: السيد عبد الله شبر
المصدر: الأخلاق
الجزء والصفحة: ج2، ص 57 ـ 61
15-8-2022
1898
الغضب هو شعلة من النار اقتبست من {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} [الهمزة: 6] إلا أنها لا {تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} [الهمزة: 7] وإنها لمستكنة في طي (1) الفؤاد استكنان (2) الجمر تحت الرماد، ويستخرجها الكبر الدفين من قلب {كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [إبراهيم: 15]، كما يستخرج الحجر النار من الحديد، وتستخرجها حمية الدين من قلوب المؤمنين.
وسببه ثوران نار الغضب، وهي الحرارة المودعة في الإنسان واشتعالها، فيغلي بها دم القلب وينتشر في العروق ويرتفع إلى أعالي البدن كما ترتفع النار وكما يرتفع الماء الذي يغلي في القدر، ولذلك ينصب إلى الوجه فيحمر الوجه والعين والبشرة لصفائها تحكي ما وراءها من حمرة الدم كما تحكي الزجاجة لون ما فيها.
وإنما ينبسط الدم إذا غضب على من دونه واستشعر القدرة عليه، فإن صدر الغضب على من هو فوقه وكان معه يأس من الانتقام تولد منه انقباض الدم من ظاهر الجلد إلى جوف القلب وصار حزناً، ولذلك يصفر اللون، وإن كان الغضب على نظير يشك فيه تولد منه تردد بين انقباض وانبساط فيحمر ويصفر ويضطرب.
وقوة الغضب محلها القلب، ومعناها غليان دم القلب لطلب الانتقام، وإنما تتوجه هذه القوة عند ثورانها إلى دفع المؤديات قبل وقوعها، وإلى التشفي والانتقام بعد وقوعها، والانتقام فوت هذه القوة وشهوتها وفيه لذتها ولا تسكن إلا به.
والناس في هذه القوة على درجات ثلاث في أول الفطرة من التفريط (3) والإفراط (4) والاعتدال (5):
أما التفريط: فبفقد هذه القوة أو ضعفها، وذلك مذموم، وهو الذي يقال فيه إنه لا حمية له، ومن ثمرته عدم الغيرة على الحرام، واحتمال الذل وصغر النفس والخور (6)، والسكوت عند مشاهدة المنكرات. وقد وصف الله تعالى خيار الصحابة بالشدة والحمية فقال: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} [الفتح: 29]. وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} [التوبة: 73] والشدة والغلظة من آثار قوة الغضب (7).
والإفراط: هو أن تغلب هذه الصفة حتى تخرج من سياسة العقل والدين وطاعتهما فلا يبقى للمرء معها بصيرة ونظر وفكر واختيار، ويعمى ويصم عن كل موعظة، ومن آثاره تغير اللون وشدة الرعدة في الأطراف وخروج الأفعال عن الترتيب والنظام واضطراب الحركة والكلام وانطلاق اللسان بالفحش والشتم (8) وقبح الكلام والضرب والتهجم (9)، ولذلك قال (صلى الله عليه وآله): الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل (10).
وعن ميسر (11) قال: ذكر الغضب عند أبي جعفر (عليه السلام) فقال: إن الرجل ليغضب فما يرضى أبدا حتى يدخل النار، فأيما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك، فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان، وأيما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسه، فإن الرحم إذا مست سكنت (12).
وعن أبي حمزة الثمالي (13) عنه (عليه السلام) (14) قال: إن الغضب جمرة من الشيطان توقد في جوف ابن آدم وإن أحدكم إذا غضب احمرت عيناه وانتفخت أوداجه ودخل الشيطان فيه فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض فإن رجز الشيطان يذهب عنه عند ذلك (15).
وعن الصادق (عليه السلام): الغضب مفتاح كل شر (16).
وعنه (عليه السلام) (17) قال: من كف غضبه ستر الله عورته (18).
وعنه (عليه السلام) (19) قال: إن في التوراة مكتوب: ابن آدم (20) اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضي فلا أمحقك في ما أمحق (21)، وإذا ظلمت بظلمة فارض بانتصاري لك فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك (22).
وقال (عليه السلام) (23): من لم يملك غضبه لم يملك عقله (24).
وعنه (عليه السلام) (25) في ما ناجى الله به موسى: يا موسى أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي (26).
واعلم أن قمع أصل الغضب من القلب غير ممكن، بل التكليف إنما هو بكسر سورته (27) وتضعيفه حتى لا يشتد هيجان الغيظ في الباطن، وينتهي ضعفه إلى أن يظهر أثره في الوجه، بل ينبغي للإنسان أن يكون غضبه تحت إشارة العقل والشرع، فيغضب في محل الغضب ويحلم في محل التحلم، ولا يخرجه غضبه عن الاختيار. قال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: 134]. ولم يقل: والفاقدين الغيظ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الطية تكون نزلا، وتكون منتوي، تقول: مضى فلان لطيته، أي: لنيته الني نواها.
كتاب العين، الفراهيدي: 7 / 465، مادة "طوي".
(2) منه الحديث: "على ما استكن"، أي: استتر.
النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير: 4 / 206.
(3) فرط في الأمر يفرط فرطا، أي: قصر فيه وضيعه حتى فات، وكذلك التفريط.
لسان العرب، ابن منظور: 7 / 368، مادة "فرط ".
(4) الإفراط: إعجال الشيء في الأمر قبل التثبت. وأفرط فلان في أمره، أي: عجل فيه جاوز القدر. كتاب العين، الفراهيدي: 7 / 419، مادة "فرط".
(5) الاعتدال: توسط حال بين حالين في كم أو كيف، وكل ما تناسب فقد اعتدل وكل ما أقمته فقد عدلته وعدلته.
القاموس المحيط، الفيروزآبادي: 4 / 13، مادة "العدل".
(6) الخور: رخاوة وضعف في كل شيء، تقول خار يخور خورا، ورجل خوار، وخور تخويرا.
كتاب العين، الفراهيدي: 4 / 302، مادة "خور".
(7) انظر: بحار الأنوار، المجلسي: 70 / 269، كتاب الايمان والكفر، باب 132، ذم الغضب ومدح التنمر في ذات الله.
(8) الشتم: السب، والاسم الشتيمة.
الصحاح، الجوهري: 5 / 1985، مادة "شتم".
(9) هجم على القوم يهجم هجوما: انتهى إليهم بغتة. وقيل: دخل بغير إذن. وقال الجوهري وغيره: وهجمت أنا على الشيء بغتة أهجم هجوما وهجمت غيري، يتعدى ولا يتعدى.
لسان العرب، ابن منظور: 12 / 600 ـ 601، مادة "هجم".
(10) الكافي، الكليني: 2 / 302، كتاب الايمان والكفر، باب الغضب/ ح1.
(11) ميسر بن عبد العزيز: بياع الزطي، مات في حياة الصادق (عليه السلام)، وقيل: ميسر بفتح الميم، من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام).
وقال الكشي: قال علي بن الحسن: إن ميسر بن عبد العزيز كان كوفيا وكان ثقة. نقد الرجال، التفرشي: 4 / 446، الرقم 2.
(12) الكافي، الكليني: 2 / 302، كتاب الايمان والكفر، باب الغضب/ ح2.
(13) ثابت بن دينار: أبو حمزة الثمالي، ودينار أبوه يكنى بأبي صفية، كوفي، ثقة، لقي علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله وأبا الحسن (عليهم السلام) وروى عنهم، وكان من خيار أصحابنا، وثقاتهم، ومعتمدهم في الرواية والحديث.
نقد الرجال، التفرشي: 1 / 311 ـ 312، ثابت بن دينار / الرقم 14.
(14) الامام الباقر (عليه السلام).
(15) انظر: الكافي، الكليني: 2 / 304 ـ 305، كتاب الايمان والكفر، باب الغضب / ح12.
(16) إرشاد القلوب، الديلمي: 1 / 177، الباب الحادي والخمسون في أخبار عن النبي (صلى الله عليه وآاله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام).
(17) الامام الصادق (عليه السلام).
(18) الكافي، الكليني: 2 / 303، كتاب الايمان والكفر، باب الغضب / ح6.
(19) أي: " الإمام الصادق (عليه السلام) ".
(20) في الكافي: " يا ابن آدم ".
(21) في الكافي: "فلا أمحقك فيمن أمحق".
(22) الكافي، الكليني: 2 / 304، كتاب الايمان والكفر، باب الغضب / ح 10.
(23) أي: الإمام الصادق (عليه السلام).
(24) الكافي، الكليني: 2 / 305، كتاب الإيمان والكفر، باب الغضب/ح13.
(25) الإمام الباقر (عليه السلام).
(26) انظر: الكافي، الكليني: 2 / 303، كتاب الإيمان والكفر، باب الغضب / ح7.
(27) سورة كل شيء: حده.
لسان العرب، ابن منظور: 4 / 387، مادة "سور"0