1
القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

مِنْ أنواعِ التَّرفِيهِ المُريحِ الذي يَبعَثُ على نَشاطِ الإنسانِ وحَيويَّتِهِ، ويترُكُ آثارًا إيجابيّةً على تَحسينِ وَضعِهِ النفسيِّ وصِحَّتِهِ الجسميّةِ، هُوَ السَّفَرُ.
والسَّفَرُ مِنْ وُجهَةِ نَظَرِ الإسلامِ واحِدٌ مِنْ أنواعِ التَّرفيهِ التي تَعودُ على الإنسانِ باللّذَّةِ والاستمتاعِ، وقَدْ أَكَّدَتِ الأحاديثُ الشَّريفَةُ والرّواياتُ على أهمّيةِ السَّفرِ، شَرطَ أنْ لا يكونَ بِهَدَفِ الإتيانِ بِمَعصِيةٍ أو القيامِ بِما هُوَ غيرُ مُباحٍ لكَسبِ اللّذَّاتِ.
إنَّ أوَّلَ أَثَرٍ مُفيدٍ يترُكُهُ السَّفرُ على الإنسانِ ويُضفِي جَوًّا مُلائماً على حياتِهِ، هُوَ سلامَةُ الجِسمِ واكتسابُ الحيويّةِ والنَّشاطِ. فاللذينَ يُسافرونَ في أيّامِ عُطَلِهِم لإزالَةِ تَعَبِ أشهُرٍ مِنَ العَمَلِ المُستَمِرِّ وتجديدِ القِوى، إنَّما يُساهِمونَ في استعادَةِ سلامَتِهِم وقِواهُم إلى جانِبِ تَرفيهِهِم واستجمامِهِم.
قالَ رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ): (سَافِروا تَصِحُّوا).
سَافِروا وحاوِلُوا أنْ تَتَجَوَّلُوا مَشيًا على الأقدامِ، واعلمُوا أنَّ السيرَ يُعتَبَرُ جُزءًا مِنْ أفضلِ أنواعِ الرياضَةِ، فَسِيروا عِدَّةَ ساعاتٍ يَوميًّا على الأقَلِّ، لينشَطَ جريانُ الدَّمِ في أجسامِكُم، وتَقومَ الغُدَدُ الإفرازيّةُ وسائرُ أعضائِكُم بأَدَاءِ واجباتِها على أفضلِ وَجهٍ، فتَلفِظُ أجسامُكُم السُّمومَ وتستعيدونَ حيَويَّتَكُم ونشاطَكُم، وتهدأُ أعصابُكُم، فسَفرَةٌ مُريحَةٌ واحِدَةٌ تتركُ عليكُم أثرًا أَقوى مِنْ مِئاتِ الزُّجاجاتِ مِنَ الأقراصِ والشَّرابِ المُسَكِّنِ والمُقَوِّياتِ والحُقَنِ.
وكذلكَ مِنْ فَوائدِ السَّفرِ هُوَ تَعزيزُ قُدرةِ الإدراكِ، واكتسابُ المزيدِ مِنَ المعلوماتِ، وتَقويَّةُ الشَّخصيّةِ. فالإنسانُ الذي يُسافِرُ في عُطلَتِهِ بِهَدفِ السياحَةِ والاستجمامِ، ويجولُ في المُدنِ والبُلدانِ، يَجِدُ أَمَامَهُ فُرصَةً مُناسِبةً للتَّعرّفِ على مُختلفِ الأوضاع ِالطبيعيّةِ والاجتماعيّةِ في تلكَ البُلدانِ، ويلمَسُ عَنْ كَثَبٍ ما بَلَغَتْهُ مِنْ رُقِيٍّ وحَضارةٍ أو تراجُعٍ وتَخَلُّفٍ، ويُشاهدُ تَطَوُّرَ الحالةِ العُمرانيّةِ أو تأَخُّرَها فِيها، ويَتَعَرَّفُ على شُعوبٍ مُختَلِفَةٍ بعاداتَ وتَقاليدٍ مُتفاوِتَةٍ تستأثِرُ باهتمامهِ وتَشغَلُ عليهِ تفكيرَهُ، ويحاولُ الاستفادَةَ منها عِلميًّا وَعَمَليًّا لرَفعِ قِيمَتِهِ الشَّخصيّةِ.
قالَ النَّبيُّ (صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ): (سَافِرُوا فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَغْنَمُوا مَالاً أَفَدْتُمْ عَقْلاً).