ما بينَ فَرحَةِ النَّجاحِ مِنْ مَرحَلَةٍ الى مَرحَلَةٍ جديدةٍ، وما بينَ حُزنٍ وأسَفٍ على عدمِ اجتيازِ مَرحَلَةٍ؛ هكذا يستَقبِلُ الطُّلابُ وأهاليهُم العامَ الدراسيَّ الجَديدَ..
ومِنَ المألوفِ أنَّ أوّلَ شيءٍ يأخُذُ حيّزاً مِنْ تَفكيرِ الأهلِ هُوَ شِراءُ اللّوازِمِ الخاصّةِ بالدّوامِ مِنَ الملابِسِ والقُرطاسيّةِ، وتهيئةِ خُطوطِ النَّقلِ المُناسِبَةِ وما شابَهَ ذلكَ، غيرَ أنَّ ثَمَّةَ أُمورٍ مُهمّةٍ يجِبُ أنْ يُراعِيها الأهلُ والطُّلّابُ؛ وهِيَ: -
أولاً: على الأهلِ أنْ يُهيّؤوا أبناءَهُم لاستقبالِ المرحَلَةِ الجديدَةِ قبلَ بَدْءِ الدَّوامِ بأسابيعَ، مِنْ خِلالِ بَيانِ مُفردَاتِ المنهاجِ الدراسيِّ، وبيانِ بعضِ مَوضوعاتِ تلكَ الموادِ الدِّراسيّةِ على سبيلِ التَّحفيزِ والتَّشجيعِ لَهُم، وشَرحِ الصُّعوباتِ التي مِنَ المُحتَمَلِ مُواجَهَتُها وكيفَ يتغلَّبونَ عَليها.
ثانياً: أنْ يُبادِرَ الأهلُ -معَ اقترابِ الدَّوامِ- الى إبعادِ أجهِزَةِ الألعابِ الإلكترونيّةِ وباقي الألعابِ الأُخرى وخَزنِها في أماكِنَ بَعيدةٍ عَنْ مُتناوَلِ أيدي أبنائِهِم؛ حتّى لا ينشَغِلُوا باللَّعِبِ واللَّهوِ عَنِ القِراءَةِ. ولتَكُنْ عمَليّةُ الإبعادِ والتَّغييبِ تدريجيّةً شيئاً فَشيئاً.
ثالثاً: عندَما يُباشِرُ الأبناءُ في الدَّوامِ فإنَّهُم لا يزالونَ رَهْنَ الرَّوتينِ اليَوميِّ مِنْ نَاحيةِ الطَّعامِ والنَّومِ واعتيادِهِم على قَضاءِ الأوقاتِ باللَّعِبِ ومُشاهَدَةِ التِّلفازِ؛ فإنَّهُم غالِباً يَكُونُونَ غيرَ مُنضَبِطِينَ وفي حُرِّيةٍ مِنْ أمرِهِم؛ وعَليهِ فيَجِبُ تَنظِيمُ أوقاتِ النَّومِ والطَّعامِ، وتَنسيقُ أوقاتِ المُذاكَرَةِ والذَّهابِ للدَّوامِ والعَودَةِ أيضاً.
رابعاً: قطعُ العِلاقاتِ الخارجيّةِ معَ الأصدِقاءِ إلّا عَنْ زُملاءِ الدِّراسَةِ، وكذلكَ إيقافُ السَّفَرِ والرِّحلاتِ أيضاً وخُصوصاً في بدايةِ المُباشَرَةِ؛ لأنَّهُ يجِبُ أنْ يَشعُرَ الطالِبُ بالاستقرارِ النفسيِّ، وأنْ يتَكَيّفَ معَ الوَضعِ الجديدِ، وبعدَ فَترةِ الاستقرارِ بالدَّوامِ مِنَ المُمكِنِ أنْ يُوضَعَ في جُملَةِ برنامَجِهِ الرَّحلاتِ الترفيهيةَ في نهايةِ الأُسبوعِ واللِّقاءِ بالأصدقاءِ ومُنادَمَتِهِم.
خامساً: المُداوَمَةُ على مُمارَسَةِ الرِّياضَةِ، وجَعلِها فَقَرةً ثابتةً في البرنامجِ اليَوميِّ وخُصوصاً عندَ الصَّباحِ الباكرِ، ومِنَ المُفيدِ أنْ تكونَ الرِّياضَةُ هِيَ السباحَةَ والرِّكضَ والتَّأَمُّلَ.
سادساً: يجِبُ الابتعادُ عَنِ الضَّغطِ على الأبناءِ حتّى يلتَزِمُوا بالدَّوامِ والمُطالعَةِ في الأيّامِ الأُولى مِنَ العامِ الجَّديدِ، بَلْ يَجِبُ على الأهلِ شَحنُ أبنائهِم بالطّاقَةِ الإيجابيّةِ، وجعلهم يعيشون في اجواء ملئها المرح والتفاؤل ويحثوهم عبر التحفيز والترغيب لشحذ هممهم على الدراسة لكي ينجحوا بتفوق.
سابعاً: حَثُّهُم على تَعَلُّمِ مَهاراتٍ جَديدةٍ مِنْ خِلالِ النَّشاطاتِ الهادِفَةِ التي تُقيمُها مدارِسُهُم كالنَّشاطاتِ الرياضيّةِ والمُباراةِ العلميّةِ والفِكريّةِ، وتَفعيلِ مَهاراتِ الرَّسمِ والخَطِّ والإنشادِ الدِّينيِّ وغَيرِهِ أوِ الانضمامِ لعُضويّةِ الاتِّحادِ الطُّلابيِّ وتَسَنُّمِ أدوارٍ رِياديّةٍ.