جاء عن النبي الأكرم والعترة الطاهرة بيان عن أهمية حقوق الولد (ذكرا وأنثى) حتى يتعرف الوالدان على مسؤوليتهما تجاه أبنائهم من ناحية تربيتهم ورعايتهم لأنهم أمانة في أعناقهما.
ولا تسير الأسرة نحو شاطئ السلامة وتستقر على بر الأمان إلا إذا انطلق الأبوان من موقع المسؤولية في تربية أبنائهم، قال رسول الله -صلى الله عليه وآله-: (يلزم الوالد من الحقوق لولده ما يلزم الولد من الحقوق لوالده). وورد عنه -صلى الله عليه وآله-: (يلزم الوالدين من العقوق لولدهما - إذا كان الولد صالحا ـ ما يلزم الولد لهما).
إذ لا يقصر العقوق على دائرة الأبناء، وإنما قد يقع الوالدان في عقوق أبنائهم أيضا، ولكيلا يحصل تقصير وتضييع للحقوق لابد من الوقوف على بعض أهم تلك الحقوق والأولويات:
أولا: الدعاء للأبناء، فهو يعد من أسباب صلاحهم؛ لأنه يعبر عن رغبة الوالدين في أن يروا أبناءهم على هداية وخير وصلاح في أمورهم الدنيوية والأخروية، قال رسول الله -صلى الله عليه وآله-: (دعاء الوالد للولد كالماء للزرع بصلاحه).
ثانيا: ترك الدعاء عليهم في حالات الانفعال والغضب، قد يفقد أحد الأبوين السيطرة على نفسه فيدعو على ابنه، وهذا ما نهى عنه رسول الله بقوله: (لا تدعوا على أولادكم أن توافق من الله إجابة)، وعن الإمام الصادق -عليه السلام-: (أيما رجل دعا على ولده أورثه الله الفقر).
ثالثا: عدم الإفراط في ملامتهم، يميل بعض الآباء والأمهات الى اللوم والنقد اللاذع لأبنائهم ظنا منهم بأن ذلك يصب في مصلحتهم، ولكن في الحقيقة أن ذلك يترك آثارا سلبية عليهم، قال الإمام علي -عليه السلام- في الحكم المنسوبة إليه: (إذا عاتبت الحدث فاترك له موضعا من ذنبه لئلا يحمله الإخراج على المكابرة)
رابعا: التزويج، حاجة الإنسان البالغ للزواج من الحاجات الأساسية في الحياة ولا يمكن الاستغناء عنه، ولهذا يجب على الوالدين أن يهتموا بأمر زواج أبنائهم ويسعوا في دعمهم في الزواج قال رسول الله -صلى الله عليه وآله-: (من بلغ ولده النكاح وعنده ما ينكحه، فلم ينكحه، ثم أحدث حدثا فالإثم عليه).
خامسا: العدالة، لا تستقر الأسرة وتنتظم أمورها إلا بمراعاة الإنصاف والعدالة بين الأبناء؛ لأن الظلم والتحيز يؤدي إلى إثارة المشاكل بين الأبناء، قال رسول الله -صلى الله عليه وآله-: (اتقوا الله واعدلوا في أولادكم).