فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

يتصوَّرُ الكثيرُ–رُبّما-أنَّ الزواجَ مِنِ امرأةٍ ذاتَ قَوامٍ ممشوقٍ أو غَضَّةِ الجِّسمِ أمرٌ يجلِبُ السَّعادةَ الزوجِيّةَ؛ ذلكَ أَنَّها ستكونُ طوعَ اختيارِ زوجِها.

وفي مُقابِلِ هذا التَّصَوُّرِ مِن قِبلَ بعضِ الرِّجالِ يوجدُ من بينَ النِّساءِ مَن تُفَكِّرُ بهذا النَّحوِ، فتطمَحُ للزواجِ مِن رَجُلٍ وَسيم ِالمنظرِ وبهيِّ الطلّةِ وتُفَضِّلُ فيهِ ضَعفَ شخصيَّتِهِ وانْ يكونَ مُستسلِماً لإرادتِها ولا يُعارضُ تصرفاتِها سوى أنّها تفتَخِرُ بشَكلِهِ!

إنَّ المعاييرَ الشَّرعيةَ والعُقلائيّةَ ترفضُ تماماً مثلَ هذا المنطِقِ، ذلكَ أنَّ الهدفَ مِن تشكيلِ الأُسرةِ لا ينحصِرُ في هذهِ الأطُرِ الشَّكليّةِ والماديّةِ والغرائزيّةِ مِن توفيرِ الطعامِ وإشباعِ الحاجَةِ!

ومَن يتزوَّجُ لأجلِ هكذا أهدافٍ فقط؛ فلنْ يحظى إلا بِما يُناسِبُ طبيعةَ الدنيا الفانيةِ الزائلةِ التي يَبطُلُ ما فيها بمرورِ الزَّمَنِ وتخفُتُ نَظَارَةُ نعيمِهِ وبريقِهِ بتَقَلُّباتِها الُمقلِقَةِ والمُربِكَةِ.

إنَّ الذينَ يتزوجونَ لأجلِ المُتَعِ الزائلةِ واللذائذِ الماديّةِ كالمالِ أو الجَّمالِ الجَسَديِّ عليهِم أنْ يُدرِكوا أنَّ هذهِ الأمور تُعتَبَرُ مؤقتةً وسُرعانَ ما ينتهي مفعولُها، وحينَها لا تبقى غيرُ مشاعرِ الحِرمانِ القاتلةِ.

إنَّ ما يجعلُ الحياةَ الزوجيّةَ حياةً لها معنىً حقيقيٌّ وجميلٌ هوَ أنْ يكونَ معيارُ الاختيارِ هوَ الجمالَ الباطنيَّ والمعنويَّ الذي يتمَظهَرُ بالخُلُقِ الكريمِ والالتزامِ بالشَّرعِ القويمِ، فهذا ما يجعلُ شخصيّةَ الإنسانِ تتَّصِفُ بما يجذبُ الشريكَ ويُعمِّقُ مِنَ العَلاقةِ لا جمالُ الشَّكلِ وجاذبيةُ المظاهرِ الماديّةِ والثَّراء.

إنَّ قِوامَ الحياةِ الزّوجيةِ السَّعيدةِ أنْ تقومَ على الحُبِّ والمودَّةِ فيما بينَ الزّوجينِ حينَما يتَّحِدُ هدفُهُما روحياً، ويبحثانِ عَنِ القيمِ في تجذيرِ علاقَتِهما، ولا يُمكِنُ في حالٍ مِنَ الأحوالِ أنْ ينمو حُبٌّ حقيقيٌّ على أساسٍ مِنَ المظاهرِ الماديّةِ الزائفةِ.

كما أنَّ أيَّ رحلةٍ في سَفرٍ تحتاجُ الى رفيقٍ مُتَفهِّمٍ لا يجعلُنا في ضيقٍ، فكذلكَ رحلةُ العُمرِ وبناءِ الأسرةِ تحتاجُ أنْ يكونَ فيها شريكٌ ورفيقٌ يتحلّى بالأخلاقِ الفاضلةِ والسّجايا الخُلُقيّةِ الجميلةِ.