يُعد التلوث النفطي من أخطر أنواع التلوث البحري، لأنه يؤثر مباشرة على الماء والهواء والغذاء وجميع أشكال الحياة في البحر وتأثيره يكون سريعاً وطويل الأمد وابرز هذه التأثيرات هي:
1. التأثير على الأسماك
ـ انسداد الخياشيم: يلتصق النفط بخياشيم الأسماك، فيصعّب عليها التنفس ويؤدي للاختناق.
ـ التسمم: تمتص الأسماك المواد السامة الموجودة في النفط، مما يسبب أمراضاً واضطرابات في النمو والتكاثر.
ـ تغير السلوك: تصبح أبطأ وتقل قدرتها على الهروب من المفترسات.
2. التأثير على الطيور البحرية
ـ فقدان العزل الحراري: عندما يغطي النفط ريش الطيور تفقد قدرتها على الطفو وعلى الحفاظ على حرارة جسمها.
ـ التسمم: تحاول الطيور تنظيف ريشها فتبتلع النفط، مما يؤدي إلى تلف الكبد والمعدة وقد يسبب موتها.
3. التأثير على الثدييات البحرية (الحيتان الدلافين الفقمات)
ـ تهيج الجلد والعيون: يسبب النفط التهابات شديدة.
ـ اضطراب التنفس: الأبخرة النفطية تدخل إلى الرئتين وتصيبها بالتلف.
ـ اختلال السلوك والتواصل: تتأثر الدلافين والحيتان لأنها تعتمد على الصوت، والنفط يغيّر خواص الماء الصوتية.
4. التأثير على الكائنات الدقيقة والعوالق
ـ هذه الكائنات أساس السلسلة الغذائية، وأي خلل بها يؤثر على كل النظام البيئي.
ـ النفط يمنع دخول الضوء إلى الماء يقلل من التمثيل الضوئي.
ـ السموم النفطية تقتل العوالق، فتقل كمية الغذاء المتاحة للأسماك الصغيرة.
5. التأثير على الشعاب المرجانية
ـ اختناق الشعاب بسبب غطاء النفط الذي يمنع عنها الأوكسجين والضوء.
ـ تلف أنسجة المرجان وصعوبة تجددها.
ـ بطء التكاثر وارتفاع معدلات الموت.
6. التأثير على السلسلة الغذائية كاملة
ـ عندما تتلوث الكائنات الصغيرة، تنتقل السموم إلى الأسماك الأكبر ثم إلى الإنسان عبر الطعام البحري.
7. تأثيرات طويلة الأمد
ـ بقاء النفط في قاع البحر داخل الرواسب لعشرات السنين.
ـ موت البيوض ويرقات الأسماك.
ـ نقصان الثروة السمكية وتهديد بعض الأنواع بالانقراض.
والتلوث بالنفط هو إطلاق عناصر أو مركبات أو مخاليط غازية أو سائلة أو صلبة مصدرها النفط إلى عناصر البيئة التي هي الهواء و الماء والتربة مما يسبب تغييراً في وجود هذه العناصر ، ويؤدي تلوث البحار والمحيطات بالنفط إلى مجموعة كوارث حقيقية في غاية الخطورة فمنها ما يمكن ملاحظته وحصره والسيطرة عليه منذ بداية التلوث وخلال عدة أيام وإلى شهور ومنها لا يمكن حصره والسيطرة عليه لأن أثاره الخطيرة لا تظهر إلا بعد عدة سنوات ولايمكننا السيطرة عليها.
يتوزع ضرر التلوث بالنفط على كافة أشكال الحياة الإنسان والكائنات الحية البحرية والبرية والطيور والنباتات و يؤدي بالنهاية إلى موت وانقراض الملايين من الكائنات الحية البحرية ومن كافة الأجناس والأنواع والأحجام وإلى تعطل أغلب الخدمات الملاحية وإلى تدمير السياحة من خلال تلويثه المياه و الشواطئ وإلى إلحاق الضرر بمحطات تحلية المياه ووصول بعض المواد الكيميائية الناتجة من النفط إلى مياه الشرب وإلى انخفاض كبير في إنتاجية صيد الأسماك ، كما يدمر الأيكات النباتية وعلى رأسها غابات المانجروف بالإضافة إلى إلحاق الضرر بألاف الأنواع من الطيور حيث يؤدي النفط إلى قتل الطيور من خلال قتله إلى الأحياء البحرية كاليرقات التي يعتمد عليها في غذاؤه وأيضا من جراء تلوث الطيور ذاتها بالنفط عند قيامها بصيد تلك اليرقات.
بالإضافة إلى تأثيرات أكثر خبثاً وهي الوصول إلى غذاء الإنسان حيث تتجمّع وتخزن مركبات النفط في الكائنات الحية البحرية من أسماك وغيرها من الأصداف والقشريات والروبيان ، وتصلنا نحن البشر عبر سلسلة الغذاء عندما يأكلها الإنسان ، كما أن المركبات النفطية الخطيرة و الأكثر ثباتاً تنتقل إلى الإنسان أيضا عن طريق السلسلة الغذائية حيث تختزن في أكباد ودهون الحيوانات البحرية، وهذه المركبات لها آثار سيئة بعيدة المدى لا تظهر على الجسم البشري إلا بعد عدة سنوات.
وفي الوطن العربي أصبحت مشكلة تلوث الشواطئ والبحار خطرا داهماً على النشاط البشري والاقتصادي يؤرق المهتمين بالبيئة حيث أن أكثر من نصف السكان العرب يعيشون على امتداد المناطق الساحلية والبحرية وهم بذلك يعتمدون على مياه البحر في مجالات السياحة والاصطياف وتحلية مياه البحر نتيجة لندرة المياه العذبة بالإضافة إلى استخدام البحر كمصدر للغذاء واستخراج المعادن ، وإن البحار المطل عليها الوطن العربي (البحر المتوسط، البحر الأحمر، الخليج العربي) تعتبر من أكثر البحار تلوثاً وذلك لأنها بحار شبه مغلقة حيث أن مياهها لا تتجدد إلا بعد حوالي مائة سنة أو يزيد بالإضافة إلى كثافة حركة الملاحة واستخدام هذه البحار كمستودعات للملوثات الأخرى مثل القمامة ومياه الصرف الصحي.
اما الأشكال المتعددة لتفاعل وانتشار النفط في الطبيعة يتميز النفط بقدرته العالية على التفاعل والانتشار بعدة أشكال والوصول إلى الهواء وإلى التربة وإلى المياه العذبة وإلى البحار أو المحيطات وبعدة أشكال مختلفة تعتمد على العديد من العوامل الحيوية والفيزيائية والجوية مع العلم بأن كافة هذه الأشكال هي في غاية الخطورة وقد يجتمع في موقع ما شكل واحد أو أكثر أو كافة الأشكال وكلما زادت عدد تلك الأشكال كلما زادت الصعوبة من التخلص منه.
والأشكال المتعددة لتفاعل وانتشار النفط في الطبيعة هي : الانتشار (spreading) و الانجراف (Drifting) و التبخر (Evaporation)و التفكك والتحلل الطبيعي (Natural Dispersion) و تشكله على شكل مستحلب (خليط ماء ونفط) (water in oil Emulsification ) و الذوبان ( Dissolution) و الأكسدة (Oxidation) و الترسب ( Sedimentation) و التحلل البكتيري ( Biodegradation).







وائل الوائلي
منذ 20 دقيقة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN