جاء في کتاب مصباح المنهاج / الطهارة للسيد محمد سعيد الحكيم: مما يستدل به على مطهرية الماء قوله تعالى: "وينزل عليكم ماء ليطهركم به" (الانفال 11). لكنه لا ينهض بالعموم لا من حيث أفراد الماء، ولا من حيث أنحاء التطهير الحدثي والخبثي، لوروده في قصة خارجية خاصة لا عموم لها من الجهتين. وغاية ما قيل في تفسيره مما ينفع في المقام أنه ورد في غزوة بدر حين أصيب بعض المسلمين بالجنابة فنزل عليهم المطر ليتطهروا به منها. وهو لو تم مختص بحدث الجنابة وبماء المطر. وما ذكره بعض مشايخنا من أن الانتفاع بماء المطر غالبا يكون بعد نزوله في الارض وتجمعه فيها، ومن الظاهر أن حكمه حينئذ حكم سائر مياه الأرض. قد عرفت الجواب عنه في الآية السابقة. وأما ما عن الحدائق من اختصاصه بالمجاهدين في وقعة بدر فلا مجال لتعميمه لغيرهم.
جاء في كتاب اصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: انتشار الإسلام: وهو ما حصل فعلاً في دين الإسلام العظيم، حيث انتشر في فترة قصيرة انتشاراً لا مثيل له، ودخل الناس فيه أفواج، على تقصير في كثيرٍ من حَمَلته، وسلبيات كثيرة فيهم، استوعبها بحقه ووضوح حجته، وتكامل دعوته، وموافقتها للفطرة. ولولا السلبيات المذكورة لطبق الأرض في عصوره الأولى. ولله أمر هو بالغه. لكنه وعد، ووعده الحق. قال عزّ من قائل: "هُوَ الَّذِي أرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكُونَ" (التوبة 33). وقال سبحانه: "وَلَقَد كَتَبنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أنَّ الأرضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ" (الانبياء 105). والحمد لله رب العالمين. وحيث انتهى الكلام في هذين الأمرين فاللازم علينا النظر في أدلة النبوة الخاتمة والرسالة المهيمنة، وهي نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ورسالته، حيث لابد من إثباتها بأدلة كافية، وبراهين وافية، تقوم بها الحجة الواضحة على الناس "لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحيَى مَن حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ" (الانفال 42).
جاء في المحكم في أصول الفقه لآية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم: لامكان أن يكون اللزوم بلحاظ التزامه تعالى بمقتضى اللطف وإن لم يكن واجبا، نظير قوله تعالى: "وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (الانفال 33) مع وضوح الاستحقاق، كما يشهد به قوله تعالى بعد ذلك: "وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ " (الانفال 34) وكيف كان، فيكفي في الاستدلال بالآية دلالتها على نفي فعلية العقاب وإن لم تدل على نفي استحقاقه لكونها حينئذ مؤمنة من العقاب، فلا يحتمل الضرر المقتضي للحذر والمستلزم لتنجز التكليف المحتمل. غايته أنها إن دلت على نفي الاستحقاق كانت إرشادا لحكم العقل المتقدم بقبح العقاب من غير بيان، وإلا كانت دليلا على الأصل الأولي المذكور في قباله.
جاء في كتاب اصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: عبادة الأوثان في العصر الحاضر: ويتجلى لنا ذلك إذا نظرنا إلى حال الناس اليوم في بقاع الأرض المختلفة، حيث نرى منهم حتى الآن من يعتنق أدياناً ضرورية البطلان ظاهرة البشاعة، كعبادة الأوثان، ونسبة الإدراك والحول والقوة له، مع أنها جمادات حادثة مصنوعة قطع، كما قال عزّ من قائل: "إنَّ الَّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللهِ عِبَادٌ أمثَالُكُم فَادعُوهُم فَليَستَجِيبُوا لَكُم إن كُنتُم صَادِقِينَ ألَهُم أرجُلٌ يَمشُونَ بِهَا أم لَهُم أيدٍ يَبطِشُونَ بِهَا أم لَهُم أعيُنٌ يُبصِرُونَ بِهَا أم لَهُم آذَانٌ يَسمَعُونَ بِهَا قُل ادعُوا شُرَكَاءَكُم ثُمَّ كِيدُونِي فَلاَ تُنظِرُون" (الاعراف 194-195). وترى هؤلاء يتمسكون بعقائدهم ويجرون عليه، ويدافعون عنه، ويتعصبون له، غافلين أو متغافلين عن واقعها المزري الشنيع. وقد حدثنا بعض المؤمنين الثقات ـ والعهدة عليه ـ قال: ذهبنا قبل مدة إلى اليابان موفدين من قبل الدولة في زيارة رسمية، وقد صحبنا هناك مضيف رسمي من قبل الحكومة اليابانية من أجل إطلاعنا على معالم البلد. وفي بعض الأيام بينما نحن في الشارع أواخر النهار قرب المغيب إذ انقطع السير وتوقفت السيارات، من أجل فسح المجال للإله المعبود عندهم. فمرّ علينا شابان وشابتان يحملون مصطبة عليها تمثال إنسان ضخم. فسألت المضيف عن ذلك. فقال: هذا المعبود يضيق صدره وينحبس طبعه في هذا الوقت حيث يقرب مغيب الشمس ونشرف على الظلام، فيتنقل به في الشوارع من أجل النزهة به وإيناسه. كما أخذنا المضيف إلى معبد فيه معبود لهم، وهو عبارة عن تمثال إنسان له ست عشرة يد يزعمون أن كل يد منها تدبر جهة من جهات الحياة من الرزق والصحة والحب وغيره. وقد كان أمام وجهه كوة كأنه يشرف منها على الشارع، فذكر لنا المضيف أن من مرّ به من الناس صباحاً وقد عمل حسنة أنس وابتهج، ومن مرّ به وقد عمل سوءاً استاء وانقبض، فقلت له: أهو هكذا حقيقة فقال: هو هكذا سيكولوجي. وليس هذا لانحطاط هؤلاء عقلي، أو ضعف مستواهم الفكري والثقافي، بل لعدم اهتمامهم بالوصول للحقيقة، ورضاهم بما عندهم من الدين جموداً على التقاليد الموروثة. ولذا لما انصبّ اهتمامهم على الجوانب الماديَّة لم يرضوا بالجمود على الماضي، بل تحرروا منه وحاولوا الوصول للأصلح الأنفع، حتى انتهوا إلى ما انتهوا إليه من الازدهار الاقتصادي والصحي وغيرهما من الجوانب المادية. ولو أنهم اهتموا بالدين والعقيدة كما اهتموا بالماديات لما صعب عليهم الوصول للحقيقة، لما سبق من وضوحه. وكما أمكن للإنسان أن يعتنق الدين الباطل تقليداً أو تعصباً أو تسامحاً في طلب الحقيقة، ويغفل الضرورة على بطلانه، أمكن أن ينكر الحق تقليداً وتعصباً أو تسامح، ويغفل الضرورة على صحته.







وائل الوائلي
منذ 8 ساعات
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN