يقول الله تعالى في محكم كتابه: {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين} [الأنعام: 161].
هذه الآية الكريمة تجسد جوهر الدين القويم، الذي هو امتداد لملة إبراهيم الخليل (عليه السلام)، الملة الحنيفية التي ترفض الشرك وتتجه إلى التوحيد الخالص.
وفي هذا السياق، يروى عن الإمام السجاد (عليه السلام) قوله: "ما أحد على ملة إبراهيم (عليه السلام) إلا نحن وشيعتنا، وسائر الناس منها براء".
هذا القول يؤكد أن الخط الإبراهيمي الأصيل، الذي يجسد الحنيفية السمحة، لم يبق عليه إلا الأئمة من آل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم المخلصين.
فهم الامتداد الحقيقي لهذا النسل الطاهر، الذي حافظ على نقاء التوحيد وسلامة المنهج.
فالأئمة (عليهم السلام) هم المثل الأعلى للحنيفية الإبراهيمية، لأنهم حملوا نفس الروح والجوهر الذي جاء به إبراهيم (عليه السلام)، فالدين الإسلامي، بكل تفاصيله، من عقائد وأخلاق وتشريعات، هو امتداد طبيعي لتلك الملة الحنيفية، لأن مصدرهما واحد، وهو الوحي الإلهي.
حتى التفاصيل الدقيقة، مثل قص الشارب والأظافر، تنبع من نفس المنطلق الذي جاء به إبراهيم (عليه السلام)، مما يؤكد وحدة المصدر واتصال الخط.
وهكذا، فإن الأئمة (عليهم السلام) ليسوا فقط ورثة النبوة، بل هم أيضا حماة الحنيفية الإبراهيمية، فهم الذين حفظوا هذا الخط الإلهي من الانحراف، وأقاموه في واقع الحياة من خلال سيرتهم وأقوالهم، ومن تبعهم من الشيعة، فقد سار على نفس الصراط المستقيم، متمسكا بالتوحيد الخالص، ومتجنبا كل أشكال الشرك والانحراف.
إذا، الصراط المستقيم الذي هدى الله إليه رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو نفس الصراط الذي سار عليه إبراهيم (عليه السلام)، وهو نفسه الذي سار عليه الأئمة من آل البيت (عليهم السلام).
فمن أراد أن يكون على ملة إبراهيم حقا، فعليه أن يتبع هذا الخط الطاهر، خط الإمامة، الذي يحمل جوهر الحنيفية ويجسدها في كل تفاصيل الحياة.







وائل الوائلي
منذ 22 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN