عن شبكة الامام الهادي عليه السلام: قولـه تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَبِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَبِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ" (آل عمران 23) الإمام العسكريّ عليه السـلام: أنّ رجلاً من فقهاء شيعته فدخل على عليّ بن محمّد عليهما السـلام وبحضرته (خلق كثير) من العلويّين، وبني هاشم، فمازال يرفعه حتّى أجلسـه في ذلك الدست، وأقبل عليه، فاشتدّ ذلك على أولئك الأشراف. فأمّا العلويّة فأجلّوه عن العتاب، وأمّا الهاشميّون فقال له شيخهم: يا ابن رسول اللّه! هكذا تؤثر عاميّا على سادات بني هاشم من الطالبيّين، والعبّاسيّين. فقال عليه السلام: إيّاكم وأن تكونـوا مـن الذين قال اللّه تعالى فيهم "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَبِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَبِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌَ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ" (آل عمران 23). قوله تعالى: "يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفُ بِالْعِبَادِ" (آل عمران 30) ابن شعبة الحرّانيّ رحمـه الله: من عليّ بن محمّد عليهما السلام: إنّ اللّه عزّ وجلّ جـازى العباد على أعمالهم، ويعاقبهم على أفعالهم بالإستطاعـة التي ملّكهم إيّاها، فأمرهم ونهاهم بذلك وقال جلّ ذكره: "يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ" (آل عمران 30). قـولـه تعالى: "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَاتَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَنًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (آل عمران 103) أبو عمرو الكشّيّ رحمـه الله، أحمد بن محمّد بن عيسـى قال: نسخة الكتاب مع ابن راشد إلى جماعة الموالي الذين هم ببغداد المقيمين بها، والمدائن، والسواد، وما يليها "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا" (آل عمران 103) "وَلَاتَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ" (آل عمران 102)
جاء في كتاب مفاهيم القرآن للشيخ آية الله جعفر السبحاني: إنّ للإمام الهادي عليه السلام رسالة في الردّ على الجبر والتفويض، وإثبات المنزلة بين المنزلتين، فقد استعان في إبطال المذهبين الذين كان يدين بهما أهل الحديث، والمعتزلة بكثير من الآيات على شكل بديع، ولأجل إيقاف القارئ على نماذج من إحاطته بالآيات ونضدها بشكل يوصل الجميع إلى الغاية المطلوبة، نقتبس منها ما يلي: فأمّا الجبر الذي يلزم من دان به الخطأ، فهو قول من زعم أنّ الله ـ جلّ وعزّ ـ أجبر العباد على المعاصي وعاقبهم عليها، ومن قال بهذا القول، فقد ظلم الله في حكمه وكذّبه ورّد عليه قوله: "وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا" (الكهف 49) وقوله: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" (يونس 44) . فمن دان بالجبر، أو بما يدعو إلى الجبر فقد ظلم الله ونسبه إلى الجور والعدوان، إذ أوجب على من أجبره العقوبة، ومن زعم أنّ الله أجبر العباد، فقد أوجب على قياس قوله: إنّ الله يدفع عنهم العقوبة (أي لازم القول بالجبر أنّ الله لا يعذّب العصاة، لأنّه دفعهم إلى المعاصي)، ومن زعم أنّ الله يدفع عن أهل المعاصي العذاب فقد كذب الله في وعيده، حيث يقول: "بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة 81). وقوله: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا" (النساء 10) وقوله: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا" (النساء 56)، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة في هذا الفن ممّن كذب وعيد الله ويلزمه في تكذيبه آية من كتاب الله، الكفر، وهو ممّن قال الله في حقّه: "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (البقرة 85). بل نقول إنّ الله عزّوجلّ يجازي العباد على أعمالهم ويعاقبهم على أفعالهم بالاستطاعة التي ملّكهم إيّاها، فأمرهم ونهاهم بذلك ونطق كتابه: "مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" (الأنعام 160). وقال جلّ ذكره: "يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ" (آل عمران 30) وقال: "الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ" (غافر 17) فهذه آيات محكمات تنفي الجبر، ومثلها في القرآن كثير. ثمّ شرع في إبطال التفويض وأبان خطأ من دان به وتقلده.
عن شبكة الامام الهادي عليه السلام: قولـه تعالـى: "فَإِن كُنتَ فِى شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَسَْلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَبَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ" (يونس 94) الشيخ المفيد رحمـه الله، موسى بن محمّد بن علـيّ بن موسى، سأله ببغداد في دار الفطن قال: قال موسى: كتب إليّ يحيى بن أكثم يسألني عن عشر مسائل، أو تسع، فدخلت على أخي عليه السلام فقلت لـه: جعلت فداك إنّ ابن أكثم كتب إليّ يسألني عن مسائل. قال عليه السلام: وما هي؟ قلت: كتب إليّ وأخبرني عن قول اللّه عزّ وجلّ: "فَإِن كُنتَ فِى شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَسَْلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَبَ مِن قَبْلِكَ" (يونس 94) من المخاطب بالآيـة. فإن كان المخاطب رسـول اللّه صلوات اللّه عليه أليس قد شكّ فيما أنزل إليه، وإن كان المخاطب به غيره فعلى غيره إذا أُنزل القرآن؟ قال عليه السلام: وأمّا قوله: "فَإِن كُنتَ فِى شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَسَْلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَبَ مِن قَبْلِكَ" (يونس 94) فإنّ المخاطب في ذلك رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ولم يكن في شكّ ممّا أُنزل إليه، ولكن قالت الجهلة: كيف لم يبعث اللّه نبيّا من ملائكته؟ أم كيف لم يفرق بينه وبين خلقه بالإستغناء عن المأكل،والمشرب، والمشي في الأسواق؟ فأوحى اللّه إلى نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم: "فَسَْلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَبَ مِن قَبْلِكَ" (يونس 94) تفحّص بمحضر كذا من الجهلة، هل بعث اللّه رسولاً قبلك إلّا وهو يأكل ويشرب، ويمشي في الأسـواق، ولك بهم أُسوة، وإنّما قال: "إِن كُنتَ فِى شَكٍّ" ولم يكن للنصفة كما قال: "قُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَذِبِينَ" (آل عمران 61) ولو قال: نبتهل فنجعل لعنة اللّه عليكم لم يكونا يجـوزان للمباهلة، وقد علم اللّه أنّ نبيّه مؤدٍّ عنه رسالاته وما هو من الكاذبين، وكذلك عرف النبي أنّه صادق فيما يقول، ولكن أحبّ أن ينصفهم من نفسه.
العياشي، بإسناده عن محمد بن سعيد الأزدي، عن موسى بن محمد بن الرضا عليه السلام، عن أخيه أبي الحسن عليه السلام، أنه قال في هذه الآية: "قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين" (آل عمران 61) ولو قال: تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم، لم يكونوا يجيبون للمباهلة، وقد علم أن نبيه مؤد عنه رسالاته، وما هو من الكاذبين. العياشي، بإسناده عن أيوب بن نوح بن دراج، قال: سألت أبا الحسن الثالث عليه السلام عن الجاموس، وأعلمته أن أهل العراق يقولون إنه مسخ. فقال: أو ما سمعت قول الله: "ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين" (الأنعام 144)؟







وائل الوائلي
منذ ساعتين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN