Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
الحقوق المتبادلة :

منذ 1 سنة
في 2024/10/05م
عدد المشاهدات :1144
قال (عليه السلام) : ان للولد على الوالد حقا ، وان للوالد على الولد حقا : فحق الوالد على الولد : ان يطيعه في كشيء إلا في معصية الله سبحانه ، وحق الولد على الوالد : ان يحسن اسمه ، ويحسن ادبه ، ويعلمه القرآن.

الدعوة إلى التعرف على الحقوق المتبادلة ، توصلا لتطبيقها ، ووصولا لمرحلة العدالة الاجتماعية ، المستوعبة لمتطلبات جيلين من الناس، لهما مشتركاتهما، كما لمرحلتيهما خصوصيات فارقة ، من اجل ترشيد التعامل القائم احيانا على الاستبداد ، بل العنف ، واخرى على الاستخفاف ، بل التمرد ، لما يجده كل من الجيلين من بعد مسافي في أسلوب المعالجة لقضايا الحياة المتنوعة ، او المستجدة ، مما يدعو لتأصيل الحقوق ، والتثقيف عليها ، كوسيلة حماية من التطرف والتجاوز.

وقد عملت الحكمة على ترسيخ قاعدة الاحترام والمودة بين الطرفين ، للعمل المشترك على تفعيل ذلك حياتيا ، فبدأت في التذكير باستحقاق الولد ، تألفا لقلبه ، واشعارا بالعطف والحنان ، وهو ما يتوقع الابتداء به من جانب الوالد ، حيث انه لو تجاهله ، فسيؤدي إلى حرمان الولد مما لا يستطيع احد تعويضه به ، مع انعكاس ذلك على مستوى العلاقة الثنائية ، ثم عطفت – الحكمة – بذكر حق للوالد كذلك ، لكنه (عليه السلام) عندما شرع ببيان التفاصيل ، أشعر الولد بقدسية العلاقة مع والده ، وضرورة مطاوعته ، والانقياد له ، ما لم يؤد إلى معصية الله سبحانه ، الذي لا يتقدم امر على امره ، ويخضع له الجميع ، وينقادوا لحكمه ، لئلا يتوقع احد غير ذلك، ويفرض لنفسه حقا، يستبيح به الحرام ، مما يعتبره طبيعيا له ، كونه الوالد !!

وهنا أراد (عليه السلام) ان يثبت حدا لتجاوزات العباد ، عندما يستسيغ والد ان يأمر ولده بترك عبادة ، او فعل معصية، توهما لاستحقاقه ، ثم ثنى (عليه السلام) بذكر ملامح حق الولد الثلاثة ، التي تبدأ معه وليدا ، وتصاحبه في مراحله اللاحقة ، ليتأمن بعد ذلك حسن خاتمته ، عندما يتعلم القرآن ، ويهتم به كمفردة اصيلة في حياته ، فيقف عند اوامره ونواهيه ، فيتشكل وفقا لمقتضياته التي تنشط فيه خلايا الخير والصلاح ، وتحفزه نحو الأفضل ، فينجو بعمله في يوم القيامة ، مما يقع في غيره.

وان التدقيق في اختياره (عليه السلام):

أ- الاسم ، بما له من دلالة شخصية ترتبط وثيقا بالفرد المسمى ، حتى ينعكس سلبيا ، لنعرف اهمية دقة الاختيار، ومدى تأثيره المباشر في بعض تفاصيل حياة المسمى ، فيلزم الوالد لا يقع تحت تأثير ضغط معين ، في تسميته لولده ، بل يفكر في شراكة الولد في هذه القضية المهمة في حياته ، حتى لتبدو اكثر اهمية مما هو للوالد ، فلا يستعجل، او يستجيب لرغبة معينة ، مهما كانت

ب- الادب ، بما يمثله من بدايات تربوية ، وأسس فكرية ، ومنطلقات ثقافية ، تبقى مع الوالد ، فتسهم في بلورة شخصيته ، وتكوين قناعاته العامة ، التي تترك بصماتها على قراراته المهمة الكبرى ، حيث ان اهمال هذا الجانب في حياة الناشئ يعرضه لمخاطر عديدة ، قد لا يسلم منها يوما ما.

ت- القرآن ، بما يمثله من مجموعة مبادئ وقيم سامية ، تأخذ به بعيدا عن منزلقات التخلف الفكري والثقافي والنهضوي والعصري وساير ما يلزمه التوافر عليه ، باعتباره الإنسان ، ذي الدلالة على القيمة المعنوية الكبرى التي يمثلها وجوده الارضي ، فلا يستهين احد بنفسه ، وينحدر إلى الرذيلة والفساد ، بشتى مظاهرهما المنتشرة ، وهي كثيرة – للأسف - ، بل يعتز بخصائصه ومقوماته الذاتية ، فيبتعد عن اكتساب عادات غرباء الإنسانية ، وانما يمارس نشاطه الحياتي العام من موقع شعوره بأنه المخلوق المفضل ، قال تعالى : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } [الإسراء : 70] ، {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} [لقمان : 20] {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين : 4] ، وهو ما يبعث فيه القوة لمواجهة موجات تفتيت شخصيته ، وإغرائه بمظاهر معينة، تستجلب منه قواه المعنوية والمادية ، ليكون قالبا مثاليا ، بدون قلب واع لما يراد به.

فالتدقيق في تركيزه (عليه السلام) على هذه الملامح البارزة لتقويم شخصية الولد انما يوضح الهدف من ذلك ، حيث يصلب عوده ، وقوى للتغلب على المؤثرات القاهرة ، التي لا غناء بالمال عنها، لكنها تسد فراغه ، من خلال تمكن حاويها لتحصيل وسيلة العيش الكريم ، بقدراته ، ومواهبه، التي نمت في ظل تربية الوالد ، وأجواء القرآن الراعية للسعي الدنيوي ، والإفادة من الإمكانيات الهائلة التي اتاحها الخالق تعالى ، وهيأها لعباده قال تعالى : { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15] ، {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ} [الحج : 65] ، {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الجاثية : 12].
وصايا أمير المؤمنين نماذج حيّة لمعالجة التحديات المعاصرة
بقلم الكاتب : حسن الهاشمي
حسن الهاشمي ان وصايا الإمام علي (ع) مدرسة متكاملة لبناء الإنسان: إيمانا، وعقلا، وأخلاقا، وسلوكا، وهي صالحة لكل زمان ومكان، وليست مقتصرة على زمانه عليه السلام فحسب، اذ ان الوجدان الإنساني يتقبّلها بقبول حسن ويتلقّاها المتلقّي برغبة إنسانية جامحة توّاقة الى كل ما هو جديد في العلاقات الإنسانية... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان هناك رجل يُدعى سامر، يعمل موظفًا في دائرة الأراضي. كان سامر معروفًا بنزاهته... المزيد
لغة العرب لسان * أبنائك تميز بالضاد لغة العرب نشيدك غنى * حتى البلبل الغراد لغة... المزيد
في زاوية خافتة من بيت بسيط، جلس يوسف يحدق في شجرة الليمون التي غرستها يداه قبل... المزيد
يا هادي الخير لقبت أنت * وأبنك بالعسكرين النجباء يا هادي الخير نشأت على * مائدة... المزيد
الْتَّضَارِيْسُ إِنَّ الْـعُـيُوْنَ الَّـتِـيْ سَـالَـتْ تُـوَدِّعُـكُمْ ... المزيد
كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد يصف قومه...
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها شاهقٌ، وعينيها...
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط التاريخ أسماءٌ...
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...


منذ 4 ايام
2025/12/22
خطر صامت يهدد الصحة العصبية , يُعد نمو دماغ الطفل من أكثر العمليات الحيوية تعقيدًا...
منذ 4 ايام
2025/12/22
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الخامس الثمانون: النقطة الأخيرة في سطر النظرية...
منذ 6 ايام
2025/12/20
* البذور (Seed): - النباتات أحادية الفلقة (Monocots): تحتوي بذور النباتات أحادية الفلقة...