النواقل العصبية هي جزيئات كيميائية حيوية تلعب دورًا حاسمًا في نقل الإشارات بين الخلايا العصبية (العصبونات) وأجزاء الجسم الأخرى. تساهم هذه الجزيئات في تنظيم عدد لا يحصى من الوظائف الفسيولوجية، بما في ذلك الحركة، المزاج، الإدراك، والنوم. يتم تحرير النواقل العصبية من نهايات الخلايا العصبية لتنتقل عبر الفجوة المشبكية وتصل إلى مستقبلات خاصة على خلايا الهدف، مما يؤدي إلى تأثيرات متنوعة.

تصنيف النواقل العصبية وفوائدها :
تلعب الناقلات العصبية دوراً رئيسياً في الحياة اليومية والأداء، لا يعرف العلماء بعد بالضبط عدد الناقلات العصبية الموجودة ولكن تم التعرف على أكثر من 60 ناقل كيميائي مميز وواضح يستوفي معاير النواقل العصبية المحددة.
يمكن تصنيف النواقل العصبية وفقاً لوظيفتها كالتالي:
1. النواقل العصبية الاستثارية :
لدى هذه الأنواع من النواقل العصبية تأثير منشط للعصبون، ما يعني زيادة احتمالية إطلاق العصبون لأي جهد فعل. تشمل بعض النواقل العصبية الاستثارية الرئيسية الإبينفرين والنورادرينالين.
2. النواقل العصبية المثبطة :
لدى هذه الأنواع من الناقلات العصبية تأثيرات مثبطة على الخلايا العصبية فهي تقلل من احتمالية إطلاق العصبون لجهد فعل ما تتضمن بعض الناقلات العصبية المثبطة الرئيسية السيروتونين وحمض غاما أمينوبوتيريك (GABA).
3. النواقل العصبية المعدلة :
يشار إلى هذه النواقل غالباً باسم المعدلات العصبية بسبب قدرتها على التأثير على عدد أكبر من الخلايا العصبية في نفس الوقت، وتمتد فعاليتها أيضاً لتصل إلى تأثيرات النواقل الكيميائية الأخرى.
إذ يتم إطلاق النواقل العصبية المشبكية بواسطة النهايات العصبية المحورية ليكون لها تأثير أدائي سريع على الخلايا العصبية المستقبلة الأخرى تنتشر المُعدّلات العصبية عبر منطقة أكبر وتكون أبطأ من حيث الأداء. يمكن لبعض النواقل العصبية مثل أستيل كولين والدوبامين أن تخلق تأثيرات بنوعيها الاستثارة والتثبيط اعتماداً على نوع المستقبلات الموجودة.

ما هي أهم النواقل العصبية
يوجد عدة نواقل عصبية تم اكتشافها حيث فاق عددها 100 ناقل عصبي حتى اليوم، نذكر في ما يأتي أهم النواقل العصبية:

1. الأسيتوكولين :
هو أول ناقل عصبي تم اكتشافه، وهو جزيء صغير الحجم، وتشمل وظائفه:
يلعب دورًا أساسيًا في الجهاز العصبي الطرفي؛ إذ يتم إفرازه من الخلايا العصبية الحركية والخلايا العصبية للجهاز العصبي اللإرادي.
يحفز الأسيتوكولين انقباضات العضلات.
يحفز إفراز بعض الهرمونات.
ينظم ضربات القلب.
يلعب دورًا أساسيًا في وظيفة الدماغ والذاكرة.

2. الدوبامين :
يعد الدوبامين ناقل عصبي مهم للذاكرة، والتعلم، والسلوك، وتنسيق الحركات.
كما يعرف الكثير من الناس أن الدوبامين هو هرمون السعادة؛ إذ يقوم الدماغ بإفرازه عند الشعور بالسعادة. والدوبامين مسؤولًا عن حركات العضلات؛ كما نقصه يؤدي الى مرض باركنسون.

3. الإندورفين :
يمنع الإدورفين إشارات الإحساس بالألم، وتخلق شعور حيوي ومليء بالنشوة، وهي مسكنات الألم الطبيعية في الجسم. وواحدة من أهم الطرق الطبيعية لزيادة الاندورفين في الجسم عن طريق ممارسة الرياضة، والضحك.

4. الإبينفرين:
يعرف أيضًا بالأدرينالين، وهو هرمون وناقل عصبي في نفس الوقت وهو مسؤول عن استجابة "الكر والفر".
إذ عندما يتعرض شخص ما إلى خوف أو ضغط، يقوم الجسم بإفراز الإبينفرين، والذي يعمل على:
زيادة معدل ضربات القلب، ومعدل التنفس.
يمد العضلات بالطاقة.
يساعد الدماغ في اتخاذ قرارات سريعة في مواجهة المخاطر.

5. السيروتونين :
هو ناقل عصبي مثبط، يساعد في ما يأتي:
يساعد في التحكم بالمزاج والشهية.
تنظيم تخثر الدم، والنوم والساعة البيولوجية في الجسم.
يلعب السيروتونين دورًا في مكافحة الاكتئاب والقلق: إذ إن مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية قد تساعد في علاج الاكتئاب عن طريق زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ.

6. الغلوتامات :
يعد من أكثر النواقل العصبية استثارة في قشرة المخ، ومن الجدير بذكره أن إفراز الكثير من الجلوتامات يؤدي إلى سمية استثارية، وموت الخلايا العصبية نتيجة جلطة دماغية، أو إصابة دماغية، أو التصلب الجانبي الضموري. والغلوتامات أهمية كبيرة في التعلم والذاكرة.

7. النورإيبينفرين :
هو ناقل عصبي وهرمون في نفس الوقت، يعرف أيضًا بالنورأدرينالين. يرتبط إفرازه بالمزاج، والاستيقاظ، والذاكرة، والضغط.

ميكانيكية عمل الناقلات العصبية:
تتكون هذه المواد الكيميائية في منطقة تدعى ما قبل منطقة التشابك بين خليتين عصبيتين وتقوم بارسال الايعازات الى منطقة ما بعد التشابك بين الخليتين. يوجد عادة ما لا يقل عن 10.000 من نواقل الارسال العصبية في منطقة تشابك اي خليتين عصبيتين وعندما يصل ايعاز معين من الدماغ الى نهاية خلية عصبية يتحفز الالاف من نواقل الارسال العصبية لتقوم بنقل الايعاز الى منطقة ما بعد التشابك مع الخلية مع الخلية العصبية المجاورة حيث تقوم بالاتحاد مع مستقبلات موجودة في الخلية العصبية المجاورة
ماذا يحدث إذا حدث خلل في النواقل العصبية
إذا كان هناك خلل في الناقلات العصبية في الدماغ، يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من مشاكل الصحة العقلية والجسدية. تقوم الناقلات العصبية بوظائف مختلفة في الدماغ كما رأينا، ويمكن أن يؤثر عدم التوازن في أي منها على مزاج الشخص وسلوكه وأدائه الإدراكي.
على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي عدم توازن السيروتونين إلى الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم. ويمكن أن يؤدي عدم توازن الدوبامين إلى حالات مثل مرض باركنسون والفصام والإدمان. ويمكن أن يؤدي عدم توازن النوربينفرين إلى حالات مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
يمكن أن يؤثر عدم التوازن في الناقلات العصبية أيضًا على الصحة البدنية. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي عدم توازن الأسيتيل كولين إلى ضعف العضلات ومشاكل الحركة.
قد يشمل علاج عدم توازن النواقل العصبية الأدوية التي تؤثر على إنتاج أو إعادة امتصاص نواقل عصبية معينة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة مثل التمارين الرياضية والنظام الغذائي الصحي في دعم مستويات الناقل العصبي الصحي.

في النهاية تتعدد فوائد النواقل العصبية، فهي تلعب دوراً مهماً في التواصل العصبي، إذ تؤثر على كل شيء بدءاً من الحركات اللاإرادية مروراً بالتعلم ووصولاً إلى المزاج هذا النظام معقد ومترابط للغاية و هناك معايير محددة لتصنيف النواقل العصبية تعمل النواقل العصبية بطرق محددة ولكن يمكن أن تتأثر أيضاً بالأمراض أو العقاقير أو حتى عمل النواقل الكيميائية الأخرى.