Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
الفرق بين موت الأبرار وموت الفجّار

منذ سنتين
في 2024/02/26م
عدد المشاهدات :1425
حسن الهاشمي
الدنيا تمر بحلوها ومرها، ولكن ثمة من يستغلّها لإصلاح نفسه والمجتمع الى سواء السبيل، والآخر يستغلّها لمصالح آنية ومنافع شخصيّة لا يعبأ ما يشاهد من مظالم ومفاسد، بل انه ان لم يرتكبها فانه ساكت عنها والساكت عن الحق شيطان أخرس، وفي نهاية المطاف فان كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، وكل كائن يأتي لبرهة معينة من الزمن ويغادر، طالت تلك البرهة ام قصرت، فمصيرنا الى الموت، ولكن ماذا وراء الموت هذا السؤال طالما يردده العقلاء من بني البشر، فالمؤمن هو الذي يتخذ من الدنيا سلما لارتقاء المجد في الآخرة، بينما الكافر هو الذي يتّخذها لعبا ولهوا وتكون الدنيا وما فيها وبالا ونكالا عليه يوم القيامة، والنتيجة النهائية كما أوردها القرآن الكريم في قوله تعالى: إِنَّ الأبْرَارَ لَفِى نَعِيم وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِى جحِيم) الانفطار: 13، 14.
"الأبرار": جمع (بار) و"بَرّ" على وزن (حق)، بمعنى: المُحسن، و (البرّ) بكسر الراء - كلّ عمل صالح... والآية تريد العقائد السليمة، والنيات والأعمال الصالحة.
"نعيم": وهي مفرد بمعنى النعمة، ويراد به هنا "الجنّة"، وجاءت بصيغة النكرة لبيان أهمية وعظمة هذه النعمة، التي لا يصل لإدراك حقيقتها إلاّ اللّه سبحانه وتعالى، واختيرت كلمة "نعيم" بصيغة الصفة المشبهة، للتأكيد على بقاء واستمرار هذه النعمة، لأنّ الصفة المشبهة عادة ما تتضمّن ذلك.
"الفجّار": جمع (فاجر) من (فجر)، وهو الشقّ الواسع، وقيل للصبح فجر لكونه فجَرَ الليل، أيّ شقّه بنور الصباح، و (الفجور): شقّ ستر الديانة والعفة، والسير في طريق الذنوب.
"جحيم": من (الجحمة)، وهي تأجج النّار، وتطلق الآيات القرآنية (الجحيم) على جهنّم عادة.
ويمكن أنْ يراد بقوله تعالى: (إنّ الأبرار لفي نعيم وإنَ الفجّار لفي جحيم) الحال الحاضر، أي: إنّ الأبرار يعيشون في نعيم الجنّة حاليّاً، وإنّ الفجّار قابعون في أودية النّار، كما يفهم من إشارة الآية (54) من سورة العنكبوت: (إِنَّ جهنّم لمحيطة بالكافرين).
السؤال الذي يطرح نفسه هو: ان الذي ينتقل من همّ الدنيا وغمّها ومشاكلها وأمراضها وغدرها الى نعيم أبدي، أليس أنه قد استراح من حالة سيئة الى حالة راقية ومن حقه ان يفرح ويستبشر بما آل اليه وضعه من سيء الى أحسن، أما الذي ينتقل من دنيا كان فيها يغدر ويفجر وينتهك الحقوق والأعراض دون واعز ضمير أو أخلاق يردعه عن تلك الموبقات، ينتقل من حالة مثالية بالنسبة اليه الى جحيم أبدي، فان العباد قد استراحوا من ظلمه وجريرته، وانه سيلاقي مصيره الأسود بما كسبت يداه من الاثم والعدوان بحق الخالق والمخلوق في الحياة الدنيا. هذه معادلة عادلة تقتضي ان الابرار لفي نعيم في الدنيا وإن مسّهم الضر؛ لراحة الضمير والاطمئنان الذي يتمتعون به، وكذلك ان الابرار لفي نعيم في الآخرة بما أعد الله تعالى لهم من خير زاخر دائم لا يبور، وان الفجّار لفي جحيم في الدنيا وان استمتعوا بها لغرة من الزمن؛ لتأنيب الضمير والاضطراب الذي يمسّهم طوال حياتهم، وكذلك ان الفجار لفي جحيم في الآخرة بما أعد الله تعالى لهم من خزي وعار وعذاب أليم، لما اقترفته أيديهم من ظلم وجور وانتهاك.
فالمؤمن مستريح من جهة؛ لأن القادم أفضل، وأنه يعيش في الدنيا مرتاح الضمير والوجدان من جهة أخرى، والكافر مستراح منه من جهة؛ لأن القادم أتعس، وأنه يعيش في الدنيا مضطرب تلفه المشاكل والهموم من كل حدب وصوب ويئن من أذاه العباد والبلاد من جهة أخرى، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وصف المؤمن والكافر أنه: (مستريح ومستراح منه، العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله تعالى، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب) كنز العمال للمتقي الهندي: ٤٢٧٦٩.انه وصف دقيق وصفه الرسول الأعظم لحال المؤمن بأنه يستريح من أتعاب الدنيا وأذاها الى جنة الخلد وقبلها رضوان من الله أكبر واعظم، وكذلك وصفه لحال الكافر بانه يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب، لما لاقوا منه من ظلم وجور وعدوان.
ولكن كيف يصل المؤمن الى مقام النعيم في الآخرة والكافر الى مقام الجحيم يصل المؤمن الى ذلك المقام المحمود؛ لأنه جاهد نفسه الأمارة بالسوء وأصلح فيما بينه وبين ربه والعباد، إنه لم يدن من الظالم ولم يقترف الحرام، وفي الوقت نفسه تراه قريب من المضطهد والفقير، الخير مبتغاه، والشر عدوه وما والاه، أما الكافر فانه قد اعتبر الدنيا جنته، فعبث في العباد والبلاد بالظلم والفساد؛ يقترب من الظالم ويبتعد عن كل مؤمن ومصلح وصابر؛ فكان الموت شقاؤه والنار غايته ومثواه، قال أمير المؤمنين في وصف المؤمن: (نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته، فأراح الناس من نفسه، إن بغي عليه صبر حتى يكون الله الذي ينتصر له، بعده ممن تباعد منه بغض ونزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، وليس تباعده تكبرا ولا عظمة ولا دنوه خديعة ولا خلابة، بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير، فهو إمام لمن بعده من أهل البر) الكافي للكليني ج ٢ ص ٢٢٦ - 330. وقال (عليه السلام) في وصف الكافر: (الكافر الدنيا جنته، والعاجلة همته، والموت شقاوته، والنار غايته) غرر الحكم للآمدي: ١٩٤٦.
فكانت النتيجة الحتمية لأفعال المؤمن في الدنيا ـ الفوز بالجنة والرضوان في الآخرة؛ لما صبر واحتسب وارتقى، وكان همه اصلاح البشرية وانقاذها من التيه والضلال، والنتيجة الحتمية لأفعال الكافر النار والسخط الإلهي؛ لما طغى وتجبر وعصى، وكان همه علفه كما الانعام، يجري خلف مصالحه ومنافعه ولا ينظر الى عاقبة أمره من هلاك الجبابرة والفسقة والظالمين قبله، فالدنيا أعمت بصره وبصيرته من ان يرى الحق ليتبعه، بل أضله الشيطان فشقي ولقي مصيره المحتوم والمشؤوم، قال تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ ۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلْأَنْعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ) محمد: ١٢.
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ اسبوعين
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ اسبوعين
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )