Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
الشيخ الكربلائي لممثل الفاتيكان: الموقف الإنساني يتطلب منا الوقوف مع الشعب الفلسطيني المظلوم

منذ سنتين
في 2023/12/08م
عدد المشاهدات :1245
حسن الهاشمي
اعانة المظلوم ومخاصمة الظالم شعار طالما تغنت به أدبياتنا الاسلامية الرائدة، لقد شحن نهج البلاغة بوصايا الامام علي عليه السلام التي تؤكد على من بيدهم أزمة الأمور أن يكونوا للمظلوم عوناً وللظالم خصماً، ومن ذلك ما ورد في خطبته المعروفة بالشقشقیة من أنّ أهم مقومات الحكومة العادلة أن تكون وسيلة للانتصاف للمظلوم: "وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم" أما آخر وصية لولديه الحسن والحسين عليهما السلام: "كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً" نهج البلاغة، الرسالة 47.
من منا لا يعلم ان الشعب الفلسطيني وقع فريسة البطش والارهاب الصهيوني من منا لا يعلم ضرورة نصرة المظلوم الذي يكافح الظالم لاسترداد حقوقه المشروعة من منا لا يعلم ان العدو الاسرائيلي الغاشم هو غاصب للأرض مدنس للكرامة غامط لأبسط الحقوق المشروعة، اذا علمنا كل ذلك ينبغي على الجميع تحمل المسؤولية والوقوف امام تفشي الظلم وسلب الحقوق، فلو اعتبرناه منكرا فأنكرناه بيننا، وغيرناه بقلوبنا وساهمنا في تغييره بألسُننا ثم تعاونا على تغييره بأيادينا للحؤول دون طغيان الظالم، ولو تكلم المظلوم عن مظلوميته ولم يسكت، لما تجاوزه ظالمه لضحيةٍ أخرى فظلمه واستمر في ظلمه، ربما الخوف قد سيطر على مجتمعاتنا منذ عقود وقرون، وربما طغت المصالح الفردية للناس على فطرتهم في الدفاع عن المظلوم والوقوف معه ضد الظالم، وربما أصبحت مصالح الناس تُقضى عند من يعرفون أنه ظالم دون قدرتهم على الإقرار بذلك، وربما أيضا قد يُعتبر الظالم مظلوما والفاسد المُفسد صالحا ومصلحا نتيجة لسياسة تضليل الرأي العام وترويج المغالطات والتعتيم على أصحاب الحق.
لكن كل هذه الحقائق والوقائع والأحداث لا ترفع عنا الحرج ولا تعفينا من مهمتنا ودورنا في فضح الظالم ثم مواجهته بهدف القضاء على الظلم والطغيان والحد من انتشاره، الطالب والطالبة معني برفع الظلم عن إخوته داخل الجامعة وخارجها، العامل والفلاح والحرفي عليه أن يقف بجانب أخيه المظلوم من طرف رئيسه أو زميله في العمل، المرأة لها دور مهم في الدفاع عن الحق وكشف الظلم والفساد في محيطها ومجتمعها، رجل التعليم من مهامه التعريف بالحق والدعوة له وشجب الظلم والفساد وتربية تلاميذه على ذلك، الطبيب والمهندس والسائق والربان وغيرهم من أبناء المجتمع كلهم معنيون برفع الظلم وفضح الفساد حتى لا يصير عادة في نظر الناس.
اذا تمادى الظالم في جرمه وجريرته وأخذ يهتك بالأعراض وينتهك القيم والمقدسات ويتعدى على حقوق الآخرين دون وجه حق، هنا تأتي مرحلة استخدام القوة لإزاحته أو على الأقل للدفاع عن النفس والكرامة لردعه عن الظلم وارغامه لدخول دوحة الحق وان كان كارها وكما قال الامام علي في نهج البلاغة: "وأیم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه ولأقودن الظالم بخزامته حتى اُورده منهل الحق وإن كان كارها" نهج البلاغة، الخطبة 136. ولا غرابة فالقرآن الكريم قد أكد هذا الأمر لیحث المؤمنين على نصرة المظلومين ولو تطلب ذلك القتال: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) النساء: 75.
من الجدير بالذكر أنّ الفلسفة الأصلية لتشكيل الحكومة وتشريع القوانين (سواء القوانین الإلهية أو الوضعية التي تسنها الأنظمة البشرية) هو حفظ حقوق الضعفاء وتوفير الدعم والاسناد لهم، لأنّ الطغاة والجبابرة يعتمدون منطق القوة الغاشم من أجل هضم حقوق الآخرين، وعلیه فلو تخلت الحكومة والقانون عن دعم المظلومين والمستضعفين فإنها ستفقد فلسفة وجودها لتتحول إلى وسيلة بيد الظلمة لتبرير ظلمهم وجورهم، ومن هنا كان قبول الإمام علیه السلام للحكومة كما ذكر ذلك في خطبته الشقشقیة يكمن في الوقوف إلى جانب المظلوم ومجابهة الظالم.
ومن هنا أيضا فإن القانون يعطي نتيجة معكوسة في المجتمعات التي تغير مسار القانون بالفساد أو الظلم والابادة، لأن الفاسد هو الظالم لا المظلوم ـ وفي هذه المجتمعات يتحول القانون إلى مصدر دخل غير مشروع للظلمة وأداة لتوجيه ظلم الآخرين، لكن تحمل العدل ومجابهة الظلم ودعم المظلوم إنما یشق على الأعم الأغلب، فمن الصعب قبول العدل من قبل من يرى مراعاته تشكل خطرا على مصالحه اللامشروعة، أو الأسوأ من ذلك من یرى لنفسه امتيازا في المجتمع ولا یمكنه أن یتساوى مع الآخرين، ويرى أن من الإساءة إلیه أن يتساوى معهم، فيعمد إلى عرقلة مسيرة الحكومة العادلة ولا يتورع عن ممارسة أبشع الأعمال، وهؤلاء هم الأفراد الذین وقفوا بوجه الإمام عليه السلام وأثاروا الفتن والاضطرابات وحرفوا الوسط الإسلامي.
فقد ورد أنّ سبب انفراج العرب عن أمیر المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إنّما يكمن في الأموال وكيفية توزيعها، فلم يكن عليه السلام يرى من فضل لشريف على غير شريف أو عربي على أعجمي، كما لم يكن يستن بسنة السلاطين في معاملة زعماء القبائل، ولم يستمل أحدا عن طريق المال أبداً، بينما كان معاوية يمارس العكس تماماً، وهكذا فان السائرين على نهج علي والحسين عليهما السلام لم يهادنوا الباطل ولو يركنوا الى الظلم مهما تحملوا من المصائب والملمات، وهذا لا يعني اشاعة الكره والعنف بذريعة مكافحة الباطل، بقدر ما يعني المطالبة بحقوق المظلومين وعدم مساومة الظالمين على ظلمهم وجريرتهم.
نعم معول العنف هدام لا يبني شيئا ولا يأتي بخير، ولكن نبذ العنف وتبني السلمية لا يعنيان الركون إلى الظلم وقبوله مخافة الدخول في صراع مع الظالم، لأن كلمة الحق قوة لا تصل بالضعف والخنوع، وإنما بالتضحية والصبر ونصرة المظلوم بالوقوف معه لاسترجاع حقه ونصرة الظالم بمواجهته وردعه عن فعله، وايصال صوت المظلوم الى العالم اجمع وفضح ممارسات الظالم على رؤوس الأشهاد.
يكفي أن نعلم بأن عين المظلوم لا تنام وأن دعوته ليس بينها وبين الله حجاب وأن الظلم ظلمات يوم القيامة حتى نستنهض هممنا ونُسخر طاقاتنا ونضحي بالغالي والنفيس من أجل تغيير حال مجتمعاتنا التي يغلب عليها الظلم والجور والتسلط والاستبداد، تغييرٌ لن يتأتى إلا بتظافر جهود جميع مكونات المجتمع من صغار وكبار ونساء ورجال وأفراد ومؤسسات وأحزاب وجمعيات وتنظيمات بمختلف توجهاتها ومرجعياتها.
هذا ما أوضحه ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي لرئيس الأساقفة "ميتيا ليسكوفار" ممثلاً عن قداسة البابا فرنسيس عند زيارته في منزله بكربلاء المقدسة، الثلاثاء 5-12-2023م، حيث جاءت الزيارة للاطمئنان على صحة الشيخ الكربلائي أثر اجرائه عملية جراحية، فيما اكد الشيخ الكربلائي ان الموقف الانساني يتطلب منا الوقوف مع الشعب الفلسطيني المظلوم في محنته.
واستعرض ممثل المرجعية الدينية العليا "مظلومية الامام الحسين (عليه السلام) وما تعرض له في كربلاء وموقف بعض من أصحاب الديانة المسيحية في نصرة الامام الحسين (عليه السلام) في مظلوميته وثورته".
وطالب الشيخ الكربلائي بان يكون للجميع من دول العالم موقفا ازاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة قائلا "نحن نقف مع المظلومين في اي مكان في العالم كما اننا نقف مع الشعب الفلسطيني في مظلوميته في غزة وتعرضه للإبادة الجماعية".
وتابع "نتفهم مظلومية الشعب الفلسطيني في غزة وكيف يتعرض الالاف من ابنائه للقتل سيما ان ٧٠٪ من الضحايا من النساء والاطفال بحسب ما تم اعلانه من منظمات دولية".
واشار الى ان "الموقف الانساني يتطلب منا الوقوف مع هذا الشعب الفلسطيني المظلوم في محنته".
من جانبه دعا رئيس الأساقفة الى ان يعم السلام في فلسطين، وقال في تصريح لوكالة نون الخبرية اثناء زيارته كربلاء المقدسة ولقائه بممثل المرجعية الدينية العليا قال "نحن ممكن أن نصلي لله من اجل الضحايا وأبرياء الحروب عندما يكون لدينا قلب مفتوح يدعو للسلام وليس الانتقام، وبالتأكيد نصلي لله من اجل أن يمنح السلام لكل الناس الذين يحتاجون صلاتنا".
واضاف "ان المسيحيين موجودون في غزة وهم أيضا يحاولون مساعدة إخوانهم هناك من اجل التخفيف عن كاهل الناس وضحايا الحرب" موضحا "نريد أن يكون الناس يعيشون بسلام ولهذا أنا أضم صوتي إلى أصوات الكثيرين من الناس ورجال الدين بتأدية الصلاة لله الواحد من اجل تحقيق السلام في عالمنا وتوقف كل الحروب".
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ اسبوعين
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ اسبوعين
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )