دروسٌ مِنْ عَاشوراء إنّي أكرَهُ أنْ أبدأَهُم بقِتال

لمّا تَواجَهَ مُعسكرُ الحُسينِ عليهِ السّلامُ- معَ مُعسكَرِ يَزيدَ -عَليهِ لَعنةُ اللهِ- كانَ بينَهُم نوعٌ مِنَ المُساجَلاتِ الكلاميّةِ معَ فَرقِ المَنطِقِ والثَّوابِتِ الأخلاقيّةِ؛ فالإمامُ كانَ هَدفُهُ هدايةَ هؤلاءِ الناسِ، ودعوتُهُ كانَتْ دعوةَ إصلاحٍ صادِقَة ، ودَعوتُهُم دعوةَ فَسادٍ خبيثة.
الإمامُ عليهِ السَّلامُ لَمْ يَسُلَّ في وُجوهِ القَومِ سَيفاً قَطُّ، حتى اضطَرُّوُهُ لذلكَ دِفاعاً، وقَدْ أبلَغَ بالنُّصحِ حتى رَمَوهُ بالسِّهامِ وبذيءِ الكلامِ، فقامَ أحَدُ أصحابِهِ ليرميَهُم بسَهمٍ فَرَدَّهُ وقالَ: إنّي أكرَهُ أنْ أبدأَهُم بقِتالٍ.