بعث الله تعالى النبيين والرسل لينقذوا الناس من الظلالة الى الهدى واختارهم لبيان أحكامه وأوامره ، أما اختياره عزوجل لهم كأنبياء ورسل فلمعرفته بهم وبطاعتهم وعبادتهم فاخذ عليهم العهود والمواثيق على ذلك ومن هذه المواثيق هو الايمان بنبوة وخاتمية نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} ، أي أن نبوتهم عليهم السلام مقرونة بالإيمان والاقرار به صلى الله عليه واله .. وهذا الأمر الالهي بالإيمان والاقرار بنبينا صلى الله عليه واله ليس لشخصه صلى الله عليه واله بل هناك إعتبارات أرادها الله تعالى منهم...
فالله تعالى أراد من الانبياء عليهم السلام الايمان به صلى الله عليه واله كمشروع الهي يطبق على الارض ليستنقذ الناس من حيرة الضلالة الى نور الهداية والسير على طريق الحق ... واذا تتبعنا سيرة النبي صلى الله عليه واله وسلم نرى أن أهم ما كان في مشروعه الإلهي والذي كان يصدح به ليلا ونهارا هو الايمان بكتاب الله تعالى والايمان بالعترة الطاهرة فقد ورد أن النبي صلى الله عليه واله قال في أكثر من موطن (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما)...
وهذا تأكيد على أن المشروع الالهي لا يتجزأ بحسب الاهواء فالبعض يأخذ بالكتاب ويترك العترة الطاهرة والله تعالى يريد من عباده طاعته من حيث هو يريد لا من حيث يريدون هم، قال الله تعالى : {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}، والنبي صلى الله عليه واله أراد التمسك بالكتاب والعترة معا باعتبار أن الكتاب دستور الاسلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأما التمسك بالعترة الطاهرة باعتبارهم الامتداد الشرعي للنبوة وهم من يبين لنا ما أنزل على نبينا صلى الله عليه واله من الكتاب بعد رحيله ... ومن ناحية أخرى فان الحديث الشريف يدل على أن العترة الطاهرة لا يمكن أن تخلوا الدنيا منهم في يوم من الأيام بدليل قوله صلى الله عليه واله في الحديث الشريف (لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) وهذا ما تقوله الامامية الاثني عشرية ... وفي هذا الزمان نعتقد بإمامة الحجة محمد بن الحسن عليه السلام الامام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام وهو حي يرزق الى أن يأذن الله عزوجل بخروجه وإقامة دولة العدل وتطبيق المشروع الالهي ...
اذاً المشروع الالهي لابد أن يطبق في نهاية المطاف فهذا ما بعث من أجله الانبياء والرسل ووعد الله تعالى به لتُملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }...







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN