قال تعالى في كتابه العزيز : {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [آل عمران: 104]
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الواجبات التي على المؤمن الإيفاء بها ووجوبه ثابت في الكتب والسنة وهو صفة من صفات المؤمنين الذين وعدهم الله الجنات وهو من فروع الدين .
نرى في زماننا هذا حال المسلمون يندى له الجبين ، وتدمع له الأعين ، بسبب ضعف الدين ، وقلة الأمِرينَ بالمعروف ، فأصبحت أمتنا مستضعفة .
أغلب الذين هم ضعيفي الدين ينجرفون بكل تيار وينعقون مع كل ناعق ويأمرون بالمنكر بل يتلذذون به ، وينهون عن المعروف بحجة التطور ومواكبة الغرب.
روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : لا تزال أُمّتي بخير ما أمروا بالمعروف ، ونهوا عن المنكر ، وتعاونوا على البر والتقوى ، فاذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات ، وسلط بعضهم على بعض ، ولم يكن لهم ناصر في الارض ولا في السماء.(1).
وقال الإمام علي عليه السلام: "لا تتركوا الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر فيولّي عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم"(2).
وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شروط واجبة وهي:-
1- أن يكون الشخص الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر عارفاً بالمعروف والمنكر حتى ولو كانت معرفته غير شاملة ولا مفصّلة، يكفي أن يعرف أن هذا العمل معروف ليأمر به أو أن هذا منكر محرم لينهى عنه.
2- أن يحتمل ائتمار المأمور بالمعروف بأمره، وانتهاء المنهي عنه المنكر بنهيه، بأن لا يعلم منه انّه لا يبالي ولا يهتم ولا يكترث بأمره ونهيه.
3- أن يكون تارك المعروف، أو فاعل المنكر، مصراً على ترك المعروف أو فعل المنكر، بمعنى انه بصدد الاستمرار على فعل المنكر، أما إذا احتمل انه منصرف عن الاستمرار على المنكر لم يجب أمره ونهيه.
4- أن لا يكون فاعل المنكر أو تارك المعروف معذوراً في فعله للمنكر أو تركه للمعروف لاعتقاده مثلاً أن ما فعله ليس حراماً أو أن ما تركه ليس واجباً وكان معذوراً في ذلك الاشتباه. وإلاّ لم يجب عليك شيء.
5 ـ أن لا يخاف الآمر بالمعروف والنّاهي عن المنكر من ترتّب ضرر عليه في نفسه أو عرضه أو ماله بالمقدار المعتد به أو بأحد من المسلمين كذلك من جراء أمره بالمعروف أو نهيه عن المنكر.
إذن لو ترك العقلاء والحكماء المؤمنون الامر بالمعروف لأنتشرت المفاسد والشرور والبغي والظلال وأستبد الحكام وعمت الفتن كما هو الحال هي مجتماعتنا .
1-[ التهذيب ٦ : ١٨١ ٣٧٣.]
2- نهج البلاغة - خطب الإمام علي (عليه السلام) - ج ٣ - ص ٧٧.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN