Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
ومضات اجتماعية... العَجَل يوجب العثار والتأنّي يوجب الوقار (30)

منذ 4 سنوات
في 2021/10/15م
عدد المشاهدات :1906
حسن الهاشمي

بات من الواضح ان عامة الناس عندما تتداول العبارات التالية: العجلة من الشيطان والتأني من الرحمن، في العجلة الندامة وفي التأني السلامة، وغيرها من الحكم التي تثني على التأني والتعقل والتشاور وتستهجن العجلة والتهور والاستبداد ـ إنما تقصد بنبذ العجلة في الأمور الدنيوية من قبيل الزواج، الشراء، اصدار الحكم قبل التبين والتثبت في الأخبار، رمي المحصنات، التهكم والتهجم على الآخرين، وغيرها الكثير لما فيها من الندامة والعثار والزلل، أما العجلة في أمور الخير والاحسان والانفاق والجهاد والعبادات والتوبة وغيرها من الأمور الأخروية فإنها مطلوبة بل مستساغة شرعا وعرفا وعقلا لما فيها من خيرات حسان واغلال للشيطان واذعان لأوامر الرحمن المنان.
أبى الله تعالى أن يجري الأمور إلا بأسبابها، فغرس الفسيلة بحاجة الى رعاية وعناية ووقت كاف حتى تصبح شجرة باسقة يانعة مثمرة، ولكي تصبح عالما أنت بحاجة الى طلب العلم والصبر عليه والجد والاجتهاد، ولكي تصبح تاجرا فأنت بحاجة الى صبر وتحمل وسعة صدر وأخلاق، وبعض الأمور العبادية محددة بالوقت كصلاة الصبح من طلوع الفجر الصادق الى طلوع الشمس، وبعضها محددة بالزمان كالصيام الواجب في شهر رمضان خاصة، وبعضها محددة بالمكان كالسعي بين الصفا والمروة في الحج والعمرة، فالعجلة لا تنفع في غرس الفسيلة ولا في طلب العلم ولا في التجارة، وكذلك لا تجدي نفعا في الاتيان بالعبادات في غير وقتها وزمانها ومكانها، وطالما ترنو للنجاح فلابد أن تطرق باب التأني والأناة والتؤدة فإنها ممدوحة في كل شئ إلا في فرص الخير كما أسلفنا.
الإنسان بطبعه خلق عجولا وهلوعا، يحب أن يرى نتيجة عمله بسرعة وعجالة ولكن الله تعالى نهاه عن هذه الخصلة الذميمة بقوله: (خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ) الأنبياء: 37. وكما قال الشاعر المتنبي: ما كل ما يتمناه المرء يدركه... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وبالرغم من ذلك ولكي يحصل على مبتغاه من دون منغصات لابد له من الصبر والأناة والالتزام بالتوقيتات الزمانية والمكانية ولاسيما في الأمور العبادية، وإلا لا يمكن أن يحصل من العجلة ونفاذ الصبر وعدم الالتزام بالتوقيتات الا الندامة والخيبة والخسران، ناهيك عن خيبة أمله في الحصول على الأجر والثواب والرضوان الإلهي، عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: (مع التثبت تكون السلامة، ومع العجلة تكون الندامة، ومن ابتدأ بعمل في غير وقته كان بلوغه في غير حينه) الخصال للشيخ الصدوق ج1 ص100.
عدم استعجال الحكم بمجرد سماع الخبر... رداء يتدثر به الحكماء، وكهف يحتمي به العقلاء، ومهيع يسير فيه النبلاء، لعل المخبر يكون فاسقا أو مغرضا أو كاذبا، فلابد من التأكد والتثبت والبحث والتمحيص قبل اصدار أي حكم، ولكي يكون الحكم أكثر اتزانا وأكثر تصديقا للواقع، ولكي يكون الحكم مطابقا للحق ومجانبا للباطل، ولكي نرفع عن أنفسنا غل الجهالة والندم، فإننا ملزمون ان نبتعد عن التسرع في اتهام الآخرين وقذفهم بالباطل والشرور والعدوان، كم من الناس ظلموا بسبب التسرع في الحكم عليهم ولو ان التثبت كان ساريا في مجتمع ما لم يهلك ولم يظلم أحد فيه، وكان أهله يعيشون عيشة راضية في ود وتآخ وحبور، قال تعالى في هذا المضمار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات: 6.
المتأني في الأقوال والأفعال يصيب كبد الحقيقة أو يكاد أن يصيبها، والمستعجل في الأقوال والأفعال يوقع نفسه في الشبهات والأخطاء أو يكاد أن يقع فيها، والتجربة العملية تحتم على الإنسان ان ينتهج نهج التأني والتعقل لشق طريقه الى النجاح وحل المشاكل التي تعتوره بكل دراية وتفهم وانشراح، حتى ان معظم الناس حينما تداهمهم المشاكل وتعصف بهم ريح الاختلاف فانهم يذهبون الى المتأني وان كان متوار عن الانظار، ويحجمون عن الذهاب الى المتهور وان كان ذا وجاهة ومنصب وقرار، فالعقلانية مطلوبة على كل حال، لأنها أرفق بحل المشاكل، وأوفر حظا في استيفاء الحقوق، وأسمى في اعطاء كل ذي حق حقه، فالتأني في الافعال يؤمن الخطل والحمق والوقيعة، والتروي في الاقوال يؤمن الزلل والفحش والبذاءة من الكلام.
رجل الدين العامل ورجل القضاء الناجح هو الذي يحاول قدر الامكان حلحلة الأمور لما فيه الخير والصلاح لجميع الأطراف، يحاول أن يقدم مبررات الخير ويؤخر تداعيات الشر، وذلك بإعطاء جرعات تفاؤلية لجميع أطراف النزاع، وهذا يتطلب منه نوعا من الحذاقة والظرافة والاستماع الجيد والتركيز على المشتركات والابتعاد عن الاختلافات، لكي يكون الى التوافق اقرب منه الى التباعد، فالمتأني في اصدار الحكم بهكذا عقلية منفتحة يكون لا محالة راضيا مرضيا لجميع الجهات حتى المتضررة منه، على عكس المتسرع فانه وان كان محقا بيد انه يكون ممجوجا ومكروها حتى عند صاحب الحق في قرارة نفسه، وهذا ما أشار اليه الإمام علي (عليه السلام) بقوله: (تأخير الشر إفادة خير) غرر الحكم للآمدي: 4569.
لا يزال العجل في الأمور الدنيوية يهدم بمعوله جدران المجتمع المتماسك ويكون موجبا للعثار والوقيعة بين أفراده، ولا يزال التأني في الأمور الاجتماعية يرمم ما يهدمه المخربون ويكون موجبا للوقار والشكيمة، يعم خيرهم جميع طبقات المجتمع يرفلون بعيش رغيد وسماحة بين أفراده منقطعة النظير، أما في الأمور الأخروية التي يصب فيها الخير والاحسان على المجتمع صبا صبا هنيئا مريئا، فإنها لا تتحمل الروية والتأخير، بل انها تبلغ ذروتها ومكامن الاستفادة المثلى منها في العجلة والاسراع لما فيها من خير ومغفرة وبركة تعم الجميع، قال الإمام علي (عليه السلام) في هذا الصدد: (ليس من عادة الكرام تأخير الإنعام) غرر الحكم للآمدي: 7489 .
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ اسبوعين
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ اسبوعين
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )