Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
نسائم الغديـــــــــر

منذ 4 سنوات
في 2021/08/01م
عدد المشاهدات :2873
1- (الدَُعابة حاجبة لـ"علي" من ان ينتخب للإمرة"الخلافة")
لم يجدوا في "عليّ" شيئا حتى يُقصى عن الامرة - الخلافة - غير انّ فيه دُعابة
لان الحاكم والامير في نظرهم يجب ان يكون عبوسا قمطريرا ينظرُ شزرا لعمّاله وسوطه ودرّته تهوي على رؤس الرعيّة، ومقطبا حاجبيه ويتكلم من وراء انفه بينما "علي"كان رجلا اريحيا سهلا لينا يصغي للجميع هشا بشا بوجه اصحابه ورعيته مو " متنك ومشمخر "
وبوصف ضرار بن ضمرة له :(كان والله كأحدنا ، يُجيبنا إذا سأَلناه، ويبتدئنا إذا أتيناه ويَأتينا إذا دعَوناه ، ونحنُ والله مع قربه منَّا ودُنوّه الينا لا نكلِّمهُ هيبةً له ، ولا نبتديه لعظمه ، فإن تبسّم فعن مثل اللُؤلؤ المنظوم ) المهابة والكارزما من " الله " مو مصطنعة
فــ"علي" يجيد سياسة الناس ويتعامل معهم بمنتهى اللطف والمدارة وتطييب خواطرهم ولهذا يقول الامام علي عمن وصفه بالدعابة :(عجبا لابن النابغة يزعم لأهل الشام أن في دعابة، وأنى امرؤ تلعابة، أعافس وأمارس)
وابن النابغة المقصود به عمر بن العاص لانه يُلبّس على اهل الشام ويقدح في شخص الامام بانه ذو دعابة : اي يمازح ، واما قول الامام علي إمرء تلعابة كثير اللعب ، أعافس أعالج الناس وأضاربهم مزاحا.
لم تكن الادارة والقيادة والسلطة والامرة منطلقا لاظهار السطوة وفرض المهابة على الناس وانما هي وسيلة لخدمة العباد في احقاق الحق ودفع الباطل وتيسير امورهم لا انّ تكون منصة لتصفية الخصوم او اخافة الناس وارعابهم .
(قال صعصعة بن صوحان وغيره من شيعته وأصحابه: كان فينا كأحدنا، لين جانب، وشدة تواضع، وسهولة قياد، وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف على رأسه.
وقال معاوية لقيس بن سعد: رحم الله أبا حسن، فلقد كان هشا بشا، ذا فكاهة، قال قيس: نعم، كان رسول الله صلى الله عليه وآله يمزح ويبتسم إلى أصحابه، وأراك تسر حسوا في ارتغاء -(اي كما في المثل: " هو يسر حسوا في ارتغاء "، يضرب لمن يظهر أمرا وهو يريد غيره.)،- وتعيبه بذلك أما والله لقد كان مع تلك الفكاهة والطلاقة أهيب من ذي لبدتين قد مسه الطوى، تلك هيبة التقوى، وليس كما يهابك طغام أهل الشام.)
يقول ابن ابي الحديد ( وعمرو بن العاص إنما أخذها عن عمر بن الخطاب لقوله له لما عزم على استخلافه: لله أبوك لولا دعابة فيك إلا أن عمر اقتصر عليها، وعمرو زاد فيها وسمجها.)
ويبدو ان المعايير مقلوبة منذ ذلك الوقت حيث يعاب على الفرد السهل اللين الطيب الممازح الهش البش ، وصار هذا حاجبا ومانعا من ان يتسنم علي الامرة ويقود الامة نحو الصلاح والفلاح .

2- (النّعل أحبُّ اليه من الإمرة)
فرقٌ بين مقام الولاية ومنصب الأَمْرَة- ومؤسف: ان هناك من لا يراعي الفرق فيعتبر مقام "الولاية" و"الإمرة" على انّهما شيئا واحدا-"وهذا ليس طرف الحديث- وانما هل أحبّ الامام عليّ الإمرة - اي السلطة والنّفوذ
يقول عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بِذِي قَارٍ وَهُوَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ فَقَالَ لِي مَا قِيمَةُ هَذَا النَّعْلِ
فَقُلْتُ لَا قِيمَةَ لَهَا
فَقَالَ عليه السلام وَاللَّهِ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ إِلَّا أَنْ أُقِيمَ حَقّاً أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلًا ...
يستظهر من النّص المشهور عن الامام علي عليه السلام بانّ لا رغبة حقيقة للامام في الإمرة - الخلافة بمفهومها الشائع وليس بمفهومها الخاصّ - وفي نصّ آخر يعبر عنها ب(متاع أيّام قلائل ، يزول منها ما كان ، كما يزول السّراب ، أو كما يتقشّع السّحاب ..) [تصنيف نهج البلاغة (/ 5)
نعم كان الامام يرى ذاته الرفيعة الطاهرة احق في هذا المقام لانه يمثل امتداد لسياسة النبوة في العباد فهو تراث لاهل البيت دون غيرهم فهم ورثة النبي الاكرم بالعلم والسيادة والدين ...الخ
وصرّح الامام في الخطبة المعروفة بالشقشقية بان تراثه قد نُهب ، فسدل دونها ثوبا وطوى عنها- الإمرة-كشحا ورجّح الصبر فهو احجى
ويبدو انّ الامام عليه السلام مدهوشا بسلوك الامة بعد رحيل الخاتم فما كان يخطر على باله بان الامّة ستقصيه ويتقمص الامرة فلان وفلان (فيقول (ع)
(فو اللّه ما كان يلقى في روعي ( أي قلبي ) و لا يخطر ببالي ، أنّ العرب تزعج هذا الأمر من بعده صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن أهل بيته ، و لا أنّهم منحّوه عنّي من بعده فما راعني إلاّ انثيال النّاس على فلان ..)[تصنيف نهج البلاغة (/ 4)]
الامام عليه السلام لم يعد يرى في الإمرة اهمية غير انها طريق لاقامة الحق ودفع الباطل ، فالسلطة عنده مسؤولية وليست غنيمة لهذا يقيم ادائه ودوره فيقول(فنهضت في تلك الأحداث حتّى زاح الباطل و زهق ، و اطمأنّ الدّين و تنهنه) [تصنيف نهج البلاغة (/ 2)]
النعل التي كان يعالجها الامام علي احب اليه من منصب زائل ولنعم ما قال في هذا المجال المرحوم الوائلي :
وَأَراك أكبر من حديث خلافة يستامها مروان أَو هارون
لك بالنُّفوس إمامةٌ فيَهُون لو عصفت بك الشُّورى أو التعيين

ولان " علي" هو علي لا تزينه امرة بل هو زينة قلوب المؤمنين به .
صلوات الله وسلامه عليه .....

اعضاء معجبون بهذا

البحث العلمي في العراق بين الأزمة والإصلاح: مراجعة نقدية في ضوء تجارب دولية رائدة
بقلم الكاتب : محسن حسنين مرتضى السندي
يمثل البحث العلمي حجر الزاوية في بناء الاقتصادات المعرفية المستدامة، والمحرك الأساسي للسيادة التنموية لأي دولة. كما يعكس حيوية منظوماتها الأكاديمية وقدرتها على توليد معرفة أصيلة تخدم تقدم المجتمع. إلا أن العراق، على الرغم من امتلاكه رأسمال بشرياً مؤهلاً وشبكة جامعية واسعة، يواجه أزمة هوية ووظيفة... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 5 ايام
2025/11/16
احلفكم بالله ايها المحللون والاعلاميون اتركوا المنتخب العراقي وشأنه ولا تضعوا...
منذ 5 ايام
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 5 ايام
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )