Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
هل للغذاء أثر على روح وسلوك الانسان؟!

منذ 5 سنوات
في 2021/04/26م
عدد المشاهدات :3709
حسن الهاشمي

من البديهي إن للغذاء الأثر الكبير على جسم الانسان وحالته الصحية والبدنية، الا إن ما أثبته الشرع المقدس إن للغذاء أثر على روح وأخلاق وسلوك الانسان أيضا قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً) المؤمنون: 51 ومفهوم المخالفة للآية الكريمة، الذي يأكل الخبائث لا يعمل صالحا، وكل إناء بالذي فيه ينضح، فإناء الطيبات لا ينضح الا الطيب، واناء الخبائث لا ينضح سوى الخبيث من القول والفعل والطبائع، وأكل الطيبات لا يقتصر على طعمها الطيب فحسب، بل انه يعتمد على حليته الموضوعية والذاتية وعدم وقوعه في محاذير الغصب والسرقة والابتزاز والحياء وما شابه ذلك من معوقات الأطعمة الطيبة.
ويعتقد بعض المفسّرين أنّ تقارن ذكر هذين الأمرين وهما: (أكل الطّيبات والعمل الصالح) هو خير دليل على وثاقة العلاقة بينهما، وهي إشارةٌ إلى أنّ الأطعمة الطيبة تترك أثرا طيبا على الروح والأخلاق والسلوك، بخلاف الأطعمة الأخرى والتي تترك الأثر السيء عليها، ولكن لا يمكن القول أبداً أنّ الأكل والغذاء هو العلّة التّامة لبلورة الأخلاق، انما عامل التربية والظروف المحيطة بالفرد والمتبنيات الفكرية والعقدية للأسرة والمدرسة والمجتمع تؤثر بمجموعها على سلوك واخلاق الفرد، ولكنّ الاطعمة الطيبة تمثل عاملاً مُساعداً في ذلك، بحلالها وحَرامها وأنواعها.
اثبتت النصوص الدينية أنّ السّلوكيات الأخلاقية عند الإنسان، تنطلق في التعاطي مع التعاليم الدينية سواء الالزامية منها أو الارشادية؛ لما لها من تأثير مباشر على روح الانسان وجسمه في التسامي والسلامة من الآهات والعيوب، وبطبيعة الحال اذا ما نكص الانسان عنها ولم يلتزم بها حينئذ سيكون عرضة للأمراض الجسدية والروحية، وهذه السلوكيات تتأثر مباشرةً بما يأكله الإنسان ايجابا فيما اذا تناول الاطعمة الطيبة، وسلبا فيما اذا تناول الاطعمة الخبيثة، ولا ننسى ان الاكثار في الاطعمة والاشربة له تداعيات خطيرة على صحة وسلوك الانسان.
في هذا المضمار قال تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) الأعراف: 157 فالحلية هنا ترغيب في اقتحام الطيبات، والحرمة ترهيب في ترك الخبائث، ومن يسعى للحصول على الطيب يعلم جيدا ان هذه الخصلة هي المفتاح لدخول المكرمات، وطالما ان الطيبات على اختلاف تفاسيرها متألقة ومطلوبة فطريا وذاتيا لذي النفوس الراقية، فإنها تكون مسيل لعاب المؤمنين لما لها من أثر وضعي على الصحة والمعافاة في الدين والبدن، ومن الواضح ان كلمة "الطيب" لها معان متعددة تتوضح حسب السياق وكلها حسنة ومرغوبة ومستساغة وعلى هذا فان (الطيب يقع على أربعة أشياء : فالطيب الحلال قال تعالى " كلوا من الطيبات " ( المؤمنون: 51 ) يعني من الحلال ، ويقع على الطاهر قال تعالى " فتيمموا صعيدا طيبا " ( النساء: 43 ) يعني طاهرا ، ويقع على ما لا أذى فيه وهو الزمان الذي لا حر فيه ولا برد ، فيقال هذا زمان طيب ومكان طيب ، ويقع على ما يستطاب من المأكول يقال هذا طعام طيب لما تستطيبه النفس ، ولا تنفر منه) المبسوط للشيخ الطوسي ج6 ص278.
فالعسل مثلا فيه من البركات الحسية والمعنوية ما لا يحصى، وكما جاء في الأخبار المستفيضة ما من بيت فيه عسل إلاّ وتستغفر الملائكة لأهل ذلك البيت، فإن شربها رجل دخل في جوفه ألف دواء، وخرج عنه ألف ألف داء، فإن مات وهو في جوفه، لم تمس النار جسده، اضافة الى مذاقه الطيب ورائحته الزكية وألوانه الزاهية، فان واهب الحياة يضفي على هذا الشراب المبارك المحسنات المادية والمعنوية التي يلمسها كل من يداوم على الاستفادة من هذه النعمة الإلهية المباركة.
وانطلاقا لما ذكرناه فلو رجعنا الى قوله تعالى في سورة الاعراف وهو يستعرض حلية الطيبات وحرمة الخبائث فان (معناه: يبيح لهم المستلذات الحسنة ، ويحرم عليهم القبائح وما تعافه الأنفس، وقيل: يحل لهم ما اكتسبوه من وجه طيب ويحرم عليهم ما اكتسبوه من وجه خبيث، وقيل: يحل لهم ما حرمه عليهم رهابينهم وأحبارهم وما كان يحرمه أهل الجاهلية من البحائر والسوائب وغيرها، ويحرم عليهم الميتة والدم ولحم الخنزير) مرآة العقول للمجلسي ج7 ص95.
ولو أخذنا مفردة الخمر وكما عبرت عنها الأحاديث النبوية الشريفة بأنها "أم الخبائث" نجد ان الله تعالى حرمها لفعلها وفسادها وما يترتب عليها من آثار وخيمة، وكما جاء في الأخبار إن مدمن الخمر كعابد وثن فانه يورث الارتعاش ويهدم المروءة، ويحمل شارب الخمر التجسر على المحارم من سفك الدماء وركوب الزنا حتى لا يؤمن إذا سكر أن يثب على محارمه وهو لا يعقل ذلك، والخمر لا تزيد شاربها إلا كل شر وإفك وعدوان.
من الناحية النفسية يقال ان المفاسد والشرور جعلت كلها في صندوق وان مفتاحها الكذب، بينما من الناحية العملية فان المفاسد والشرور والمظالم جعلت جميها في صندوق وان مفتاحها الخمر والمسكرات والمخدرات، ومن الواضح ان الحالات النفسية تؤثر ايجابا وسلبا على سلوك الانسان، فالخير عادة والشر عادة فالعاقل اللبيب هو الذي يعود نفسه على عادات الخير ويجنب نفسه عن عادات الشر، لتكون عاداته وتقاليده مؤطرة بالطيب من القول والأكل والشرب ليكون في خانة الصالحين بعيدا عن خانة الطالحين.
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ اسبوعين
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ اسبوعين
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )