حيدرعاشور
في مطلع كل صباح أرى تلال الذهب تتوهج عظمة على جدثك الطاهر، أرى بمهابتك هويتي، وكربلاء تستقبلني في شخصك وطنا رحيبا، تنظر إليّ كأنسان مغموراً بالعشق الامامي، وأكثر من ذلك، جمعتُ ندمي ورميتُهُ على أعتاب ابوابك.. فما اسرع ما تبدلت أيامي، ونورك يمدني بالحياة التي تعوزني، وأنا اضيءُ الندم وأتلو المرثيات بكلمات متوسلة، ويداي تجوبان صقيل جدرانك الناعم، ونفسي يتنفس عبق عطرك الشافي، وفمي يُقبل ابوابك كأنه يُقبل يداك، لقد تحسست دفئ ملمسهما وهنْ يطوقان للحظة رقبتي. وعلى امتداد ضوء ضريحك تتوزع الشفاعات والرحمة، ومن اسمك يرتعد الباغون والكذابون ومن في قلوبهم زيغ، يعلموا ان جمال جنتك، لا تذكي نفوسهم المريضة من نار الله.. فرضا الله الى جانب نكهة حق معرفتك نعيم وأمان في الارض وجنة في الآخرة.
سيدي، أنا انشد شفاعتك، منذ ان ولدت اردد اسمك وكنيتك، احسُ انك تترصدني بمنائرك وقبتك. ابحث عنك وانت تتعقبني. هربتُ الى عالم النسيان والتمرد رأيتك هناك تنتظرني.. تضربني كل يوم بنشيد العقيدة.. بصوت الكلمات، فيتوجع قلبي وتنهار روحي من النحيب وتعمى عيناي من الدموع.. ها أنذا الآن يا سيدي العظيم تحت نورك اتتبعك والياس يكاد يقتلني حين أرى في فضاءاتك قسوة وظلم ولا أرى أحدا يثور، المخلصون يتجنبون العنف ويقابلون الشر بالخير، واثقون انك في كل مكان وستمسح يوما عن جباههم غبار الصبر، فأن ظلك الوارف عزاء الفقراء والمجروحين والمهجرين والمهاجرين اليك، والجميع ينشدون شفاعتك... ونحن معك أكبر قوة وثروة، لم تعرف او تجمع فوق الارض قط ، وستزفر رماحنا براكين مشتعلة بوجه كل غاصب وظالم فوق اديم ارضك المقدسة.
في مطلع كل صباح ارك أكثر امتدادا وتعلو منائرك الذهبية أكثر، وتعطيني كل يوم نكهة، رافعا راية خضراء طالعة من عشق روحي، وأنا ابصر في جنتك حركة، وحياة وبناء، كل شيء يولد فيها من جديد فكتملت فيها فصول الارض وهذا سر الطف العظيم حيث نبتت الدماء الزاكيات كان الربيع اخضر.







زيد علي كريم الكفلي
منذ 3 ايام
العالَم يُكرِّم بابل الحَضارة والتَّاريخ، نَحْنُ والتَّاريخ والوَاقِع
هكذا انحنى التأريخ لعلي بن أبي طالب عليه السلام
لمحات من خطة طريق بناء الدولة كما بينها الامام علي (ع)
EN