Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
رحلة داخل رواية حدود متداخلة

منذ 5 سنوات
في 2020/06/02م
عدد المشاهدات :2276
مر من الزمن ثلاث اشهر ونحن نعيش الحظر والكورونا لذا قررت انجاز مشروعي في مطالعة الاعمال الابداعية العراقية والكتابة عنها وكان هذا هو الشغل الاهم لي قبل اسبوع وصلتني رواية (حدود متداخلة) لغرض قراءتها وابداء الراي في الصنعة الروائية وهي صادرة عن دار اشور بانيبال للطباعة للكاتب العراقي احمد السامري وهي العمل السردي الاول له والرجل عرف عنه عمله كمخرج سينمائي واستاذ جامعي فكان هذا جانب جديد يفصح عنه الرواية تدخل ضمن فئة الروايات البوليسية وهذه النوع من النتاج الادبي نادر في العراق لذلك كان هذا الامر دافعا كبيرا للقراءة.
تدور الرواية حول جريمة غامضة حدثت ويبدأ ضابط الشرطة "عادل" بالتحري عن الجريمة محاولا حل لغزها.
بعد تفكير معمق وجد الضابط ان الاشارات كلها تشير الى ان "سامي" هو المجرم فكان يحلل دافع القاتل ويبحر في شخصيته محاولا فهم الدافع الحقيقي للجريمة.
انه زمن البؤس العراقي حيث الظروف الصعبة وهاجس الخوف والقلق والذي يتزامن مع كل زمن الانسان العراقي نعم الرواية لم تنطلق في فضاء واسع بقيت طيلة فصولها محصورة ما بين الاهل والاقارب حيث البناء الروائي اعتمد على ثلاث عائلات فقط وهذا الامر يسهل على القارئ التفكير حيث لم يتعمد الكاتب التعقيد ليخرج لنا رواية سلسلة.

مشاهد العنف
لم نألف هكذا نوع من السرد يلتزم خطا بيانيا في رسم العنف ومشاهد القتل والجرائم التي لا تنتهي كانه يريد ان يقول اننا في غابة كبيرة وليس في بلد فمع ان الرواية تحوي عن قاتل "مؤيد" الذي اعترف لاحقا انه قامت بفعلته بدوافع مادية بحته لكن نجد الامر مختلف مع "سامي" الذي كان مرفها طيلة حياته حيث ورث ارثا عظيما عن جده اموال وعقارات لكن نجده كان يتصرف كتصرف القاتل المحترف وهذا ما يجب الوقوف عنده وتحليله جيدا.
هذا الشاب قام بقتل عمه بدم بارد من دون تردد او انفعالاته مع اصدقاءه والتهديد بتحطيم راس صديقه بحجر اي انه لا يهدد فقط بل يرسم خطة التنفيذ (تهشيم الراس بحجر) فهذا يدلل على مكبوتات نفسية او تعرضه للعنف في الطفولة من قبل احد افراد العائلة او من قبل طفل متنمر لذلك تحول الى هذا شخصا عند البلوغ.
وصورة اخرى للعنف يرسمها الكاتب عبر شخصية اخرى وهي "كامل" الذي ضرب شخصا بمطرقة حديدية على يده مما استدعى تدخل عشائري (الفصل العشائري) حيث توسع نفوذ العشيرة مع ضعف القانون وانتشار العنف والجريمة داخل المجتمع حيث الخوف والقلق والمداهمات التي تمارسها السلطة بعنف كلها هذا يرسم لنا صورة مرعبة عن مجتمعي بدائرة متسلسلة لا تنتهي.

خطيئة اللهجة العامية في الرواية
الغريب الذي تفاجئت به هو اصرار الكاتب على استخدام اللهجة العامية في البناء الروائي والحقيقة لا ارى ضرورة من اقحام العامية ولا داعي لكل هذا الترقيع ما بين الفصحى والعامية واعتقد ان العامية اينما وجدت فهي تفقد الشيء مستواه الادبي سواء أكانت في الشعر او النثر او القصة او الرواية.
ان الحوار عندما يأتي ببعض الكلمات العامية قد يكون لعدم القدرة على استبدالها بالفصحى وهذا قد يكون عذرا عندها يمكن ان نجيز له استخدامه للهجة العامية
اعرف جيدا الحجة التي يسوقها من يكتب بالعامية - بصورة عامة - والتي تتمثل في انهم يستخدمون لغة الناس العاديين التي ينطق بها في الشوارع والبيوت والمقاهي والاسواق وهي اقرب لعقول القراء وذوقهم وهذا الكلام ينسف الجوهر الحقيقي للأدب.
واعتقد ان سبب استخدام الكاتب للهجة العامية في رواية حدود متداخلة يرجع لكون الكاتب مخرج مسرحي اذ ان المخرجون مهمتهم الاساس تحويل النص الروائي الى فيلم سينمائي باللهجة العامية.

ثيمات الرواية
عندما تبحر بين فصول الرواية ستجد ثيمات متعددة ابدع الكاتب في طرحها بريشة فنان ساحر منها قضية التجاوز على ارث الاقارب حيث يعرض قضية سرقة مال الاخ الميت فكان هنالك حوارا باللهجة العامية يلخص جريمة هذا الشخص المعتدي حيث اراد الكاتب القول: ( لقد اكلت من لحم اخيك الميت ولا يفعل هذا الا الحشرات) وثيمة اخرى تظهر جلية وهي العنف والذي يرمز لفترة زمنية عصيبة مر بها المجتمع العراقي نتيجة الحروب المتكررة الحصار الاقتصادي بالإضافة لتسلط نظام البعث واستخدامه للسياسة الترهيب مع المجتمع العراقي فهذا ما جعل القيم تغور بعيدا وتظهر بدلها قيم الغابة.
ويمكن وصف الرواية بانها رواية اجتماعية حيث الصراعات العائلية لكن خلف البناء الدرامي الاجتماعي تخبئ مشاكل نفسية والتي هي نتاج الحروب والحصار وتسلط السلطة والقمع الذي يمارس يوميا بحق المجتمع وظاهرة الفساد والرشوة التي تشبع المجتمع بها نتيجة خراب منظومة القيم الاخلاقية والاجتماعية.
ختاما
اجدها روية جيدة تستحق ان تقرأ والكاتب وضع الحجر الاساس للرواية العراقية البوليسية والتي نتمنى ان تتكاثر وان نجد اخرين من المبدعين العراقيين ممن سيرفدون باب الرواية البوليسية خصوصا ان حكاوي المجتمع غنية جدا بهذا المجال نتيجة ما مر على مجتمعنا من محن ومازال ما يمر به من زمن صعب.
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ 1 اسبوع
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ 1 اسبوع
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )