Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
مآذن العشقِ شواهدٌ على تراثِ كربلاء

منذ 8 سنوات
في 2018/03/25م
عدد المشاهدات :1831
بيت القصيد
مآذن العشقِ شواهدٌ على تراثِ كربلاء
أثرٌ كُتبَ على اوراقِ غصنه تأريخٌ مشرف، فتشجرت منه حياةً مليئةً بالصمود ، نما منه ثمراً طيباً، عنوانه الرئيسي قداسة مدينة بأرضٍ طيبةٍ طهورة ، انتهى عند أعتابها ذكرُ كلِ من حاول التقليل من شأنها ، لتبقى تلك المدينة صرحٌ حصين لكل لاجئٍ الى ساحةِ الرَّحْمَةِ .
مدينةٌ يتلى بحضرةِ ساكنيها - شهداءِ كربلاء – نشيدٌ لسحابةٍ بيضاء تعرجُ بصلاةِ الملائكة فتنثر كلمات العشق على قبتي الإصلاح والوفاء . من أقدس ما سمع الانسان ومن أجمل ما رأيت عين البشر ، تضاريسها أباةٌ للضيم عُرفت العقيدة بهم وتكامل الدين بأسمائهم لهم عتبةٌ طاهرة تعدُ كعبة لحرٍ يبحث عن حقيقة الحرية ، وطالبٌ للبصيرة يحتضن تلك الجدران التي عبرت بكلِ صدقٍ عن واقعُ المروءة التي نُحِرت في كربلاء الشهادة ..
ضريحُ الحسين (عليه السلام) بجدرانه النورية المحروسة بالملائكة لكلٍ منها خاصية وذكرى أثرية تكفل المؤرخون بتأريخ ما وقع فيها من حكايا إنسانية ناهضة الظلم على مر السنين ، قبته ، مآذنه صرحٌ معبر عن قامةِ أباة الضيم لا ينساه معتمرٌ توجه الى كربلاء ، تحاكي بخبايا ذكرياتها صغيرهم وكبيرهم وطرزَ التأريخ بألوانِ النقاء ألواح العزةِ والفخر فكل من ملامح الصحن الحسيني المقدس والصحن العباسي المقدس بهيئته المادية له دافعٌ معنوي رجفَ منه كل فرعوني حكم في التأريخ الحديث والقديم وحاول طمس الآثار الهامة فيه لكن إرادةُ الله أعظم فكل ما فعلوه انتهى وبقى صرحُ الحسين عنوانٌ رفيع لكل العالمين ومن هذه الصروح الفنية الغاية بالأبداع والترتيب صرح (مأذنة العبد) ..
تعدُ مأذنة العبد من المآذن الغاية في الروعة والابداع ، وتحمل بين طياتِ رمالها تأريخٌ كتبته الحاجة الملحة لمن بناها وعمل على تشيدها فهي جاءت نتاج لتلبية ذلك الطلب الصعب في الوقت الكَؤُود بعدما عزلت الدنيا العامل على تشيدها وحاصرته المحن حتى بات قاب قوسين أو أدنى من القتل المحقق .
تميزت هذه المأذنة الرائعة بالهندسة العمرانية المميزة فقد كان يبلغ قطر قاعدتها عشرين متراً وارتفاعها أربعين مترا وتعد هذه المأذنة بنايةٌ قديمة لها وضعها وأثرها على ساكني مدينة كربلاء المقدسة يتناقل ذكراها الخلف عن السلف ، فقد كانت من أقدم المآذن في بلدنا العراق حيثُ جاءت مرحلةُ بُنيانها بعد مأذنةُ الملوية في سامراء التي بناها المتوكل العباسي وكسا بانيها جدرانها بالفسيفساء والكاشاني الاثاري البديع الصنع والدقيق بتنوع لوحاتهِ الفنية التي عمل عليها اشهر الفنيين في ذلك الوقت وأمهر البناة .
يرجع تأريخ مئذنة العبد الى سنة 767 ه‍ عندما بناها الخواجة مرجان والذي كان والياً في بغداد حيثُ ولي من قبل السلطان الجلائري اويس الجلائري وبعد تمرد الخواجة مرجان بحادثةٍ معروفة زحف اليه السلطان بجيشٍ عظيم ، ولما علم أنصاره بقدوم هذا الجيش الهائل العدد تفرقوا عنه ، وبذلك حسمة معركة السلطان معه ودخل بغداد ، وعلى أثرِ ذلك فر الخواجة من بغداد الى كربلاء ولازم القبر الحسيني بحاجته التي خنقت عليه وسع الدنيا " إذا خرجتُ من هذه الغمة سأبني مأذنة خاصة بالصحن الحسيني " [موسوعة العتبات المقدسة].
وماهي الا أيام وفرج الله عنه وأخذ الحسين (عليه السلام) ببركاته الرحمانية بيده الى بر الامان وجاء أمر السلطان الجلائري بالعفوِ عنه والاكرام له وإرجاعه واليا للعراق ، وقد عكف الوالي الجلائري على بناء هذه المأذنة الرائعة بفنها المعماري والتي عدتْ فيما بعد من المعالم الاثرية العجيبة التي كتب عنها المؤرخون وذكرها المستشرقون والرحالة الذين زاروا الصحن الحسيني الشريف وتحدثوا عنها بشكلٍ مذهل على رأس القائمة خان اديب الملك المراغي حين زار كربلاء عام 1273هـ [دائرة المعارف الحسينية، تاريخ المراقد] ، وأزيد على ذلك وأكثر اللوحة الفنية المبدعة التي عكف على رسمها الفنان والرسام الانكليزي روبرت كلايف الذي زار مدينة كربلاء عام 1862 م فرسم الروضة الحسينية المقدسة و كان من اوضح المعالم الجمالية في لوحته منارة العبد وهي مزينة بالقاشاني ذات النقوش البارزة بشكلها السداسي الاضلاع .
بقيت هذه المأذنة ستُ قرون تعانق التأريخ وبسبب تقادم الزمن أجريت عليها عدةُ أصلاحات كان أبرزها ما فعله الشاه طهماسب الصفوي في سنة 982 ه‍ من ضمن ما قام به من الإصلاحات الفنية المعمارية والتوسعة في الحائر المقدس والصحن الحسيني الشريف، وبسبب الاحتلال العثماني للمدينة وما أصاب هذه القطعة الفنية المعمارية من تخريب على يدِ جنود نجيب باشا عندما احتلوا المدينة تعرضت الى الكثير من التغييرات بسبب القنابل والشظايا الواضح أثرها للعيان فقد أطريت تغيرات تخريبية واضحة حتى أوعز البلاط العثماني بتصليح المأذنة وتحسين طلتها المهيبة ، لتبقى هذه المأذنة صرحاً رائعاً تسرُ الناظرين ..
ولكن مع كل الاسف وبسبب جهل القائمين على إدارة المدينة في ذلك الوقت وتحديداً في عام 1936 م قام متصرف لواء كربلاء صالح جبر بهدم مئذنة العبد الاثرية متعمداً متجاهلاً بذلك قيمتها التاريخية وأثرها الفني المميز والذي له ما له في نفوس القادمين الى كربلاء وكانت الحجة ضعيفة ولا يصدقها المتطلعين والمتضلعين بامر السياسة فميلانها وتصدعها لا يمكن تصديقه ولكن الحقيقة التي عرفت كوضوح الشمس للعيان فيما بعد هو طمع المسؤولين في ذلك الوقت بالاستيلاء على عائدات الاوقاف الكثيرة التي تركها مرجان للمئذنة وللمدينة سويةً، وبإزالتها - مأذنة العبد - خسرت المدينة قطعةٌ فنية رائعة حَزنَ عليها الكثيرون من المحبين والعاشقين لأروقةِ المدينة المميزة ، حتى ان الدكتور عبد الجواد الكليدار آل طعمة كتبَ عن تلك الخسارة بحزنٍ عميق احتضن القلب وتسيد المشاعر فقال : تركت مأذنة العبد فراغا هائلا في الحائر المقدس وحسرة دائمية في قلوب محبي الفن والتاريخ كما وكان هدمها نظير ما جرى للحائر في الادوار الماضية على يد الغلاة والوهابيين فبكتها القلوب ورثتها الشعراء [تاريخ كربلاء وحائر الحسين (عليه السلام)] .
الغرفة الزجاجية بين الصخب الإعلامي وظلال الحقيقة
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
في زمنٍ صار فيه الضوء يُسلَّط حيث الضجيجُ أعلى، لا حيث الحاجةُ أعمق، بتنا نشهد مشاهد إنسانية تُقدَّم على هيئة عروضٍ استعراضية، غرفٌ زجاجية تُشيَّد كأنها معابد عصرية للترند، لا يُعرَف من يديرها، ولا إلى أين تذهب الأموال التي تُسكَب عند عتبتها، ولا بأي روحٍ تُستثمر دموعُ الفقراء على منصاتها... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

الْتَّضَارِيْسُ إِنَّ الْـعُـيُوْنَ الَّـتِـيْ سَـالَـتْ تُـوَدِّعُـكُمْ ... المزيد
كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...


منذ 3 ايام
2025/12/09
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثمانون: الفيزياء بلا زمن: مفهوم الزمن في كونية...
منذ 3 ايام
2025/12/08
هي تشكيلات جبلية تبدو للعين مجرّدة من أي ممرات مائية سطحية، فلا تظهر عليها أودية...
منذ 3 ايام
2025/12/08
تتميز الفقاعة الاقتصادية بارتفاع سريع في أسعار الأصول، غالبًا بسبب المضاربة،...