ولد هاجس الاعلام ورغبة التعامل به مع ولادة الانسان ، فمنذ اطلق الانسان صرخة ولادته الاولى معبرا عن وجوده وذاته ، بدأت سلسلة انماط التعبير والافصاح عن مكنوناتها والادلاء بالآراء والتصورات والانطباعات عن كل ما يحيط بالإنسان من ظواهر بشرية او طبيعية وهنا نلمس ان البعد الاجتماعي في حياة الانسان واضحا اشد الوضوح ، فهو كائن خلق ليتعارف ويتعاطى مع البشر من حوله ومع الظروف والاحوال التي يمكنه الوصول اليها كافة ، وقد حدد خالقه الجليل هذه النزعة بقوله تعالى :( يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ، إن الله عليم خبير ) [ الحجرات : 13 ] .
وقد اتخذت صور تعبير الانسان عن ذاته اشكالا واوضاعا مختلفة فهي تارة بالصوت وتارة بإشعال النيران واخرى بكتابة الخطوط والرموز على الحجر والعظام والجدران وكذلك في تعليق العلامات والرايات مما عنا بها الانسان القديم التعبير عن وجوده ومشاعره
وقد ارتبط تطور وسائل الاعلام التي مارس من خلالها الانسان وظيفته بالتقدم التقني والعلمي الذي مرت به البشرية ورغم تدرج سبل الاتصال والاعلام بين الانسان واخيه الانسان من كونه غير واع او مقصود او لتحقيق غاية معينة الى اتصال واعي ومقصود ولتحقيق غاية معينة ثم من اتصال شخصي او محدود الى اتصال عام وجماهيري ، فقد لعبت ادوات التطور التقني في كل ذلك دورا مهما فاختراع الانسان للكتابة دفعه للتعامل مع الادوات والصناعات التي تتطلبها الكتابة فتطور الامر من حجر او قصب الى جلود معتنى بها وحبر اكثر ملائمة لتسجيل الافكار والى مواد اخرى اكثر تحضرا مما سبق اما الثورة الصناعية فقد حققت تطورا هائلا في هذا المجال بدخول مكائن وآلات صناعة الورق والاقلام وآلات الطباعة الحديثة التي جعلت وسائل الاعلام المطبوعة اكثر جماهيرية وعمومية بعد ان كانت قبل قرون من ذلك تقرا شفاها كما في خطبة الجمعة عند المسلمين او تعليق الرقع والقوانين كما عند الصينيين او نحتها على الحجر الاصم كما في مسلة حمورابي القانونية الشهيرة
ان استمرار التقدم الصناعي خدم وسائل الاعلام خدمة كبيرة فبدت الصحف والمجلات والكتب اقل كلفة واكثر نظارة وبهجة وإمتاعا وبتطور وسائل النقل الى مركبات وقطارات سريعة وطائرات تخرق الفضاءات الشائعة بدقائق معدودة اضحى نشر المطبوع وايصاله الى جهات عدة في العالم امرا متيسرا ومتاحا بسهولة اكثر من السابق
اما اختراع وسيلة التخاطب الصوتي / الاذاعي عن طريق الاسلاك ثم بدون اسلاك فقد ساهم هو الاخر في تطور وسرعة نقل المعلومة الاعلامية من المنشأ الى المستقبل وبذلك لم تقتصر وسائل الاعلام على الكلمة المطبوعة بل تعدتها الى صورة جديدة هي الكلمة المسموعة ثم اضيف اليها الصورة واللون والحركة باختراع التلفاز الذي ادى رخص ثمنه وسهولة استخدامه وعظيم اثره الى وصول الاعلام الى كل بيت في العالم مخترقا الحواجز الجغرافية والسياسية واللغوية بعد ان ولدت الفضائيات التي استعانت بعملها بالأقمار الصناعية التي جعلت الصعب سهلا وحولت مفهوم : ان العالم قرية صغيرة ، حقيقة يعيشها الانسان اينما كان على الارض ، فاصبح الحدث الواقع في اقصى شمال او شرق الارض منقولا بالصوت والصورة واللون خلال دقائق او ثوان الى الطرف الآخر من الكرة الارضية كما نشهد ذلك اليوم من حياتنا ، وبعد هذا كله تتواصل الجهود وتتبارى المؤسسات والشركات وتتنافس من اجل اختراع الجديد وتطوير ما موجود لغرض تحقيق النجاح والربح الأوسع عن طريق تصنيع وسائل اكثر حداثة في نقل المعلومة الاعلامية







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN