إنّ في الوفاءِ بالوَعدِ يتحقَّقُ بناءُ المجتمعِ السّليمِ والأفرادِ الإيجابيينَ، وذلكَ عِبرَ التربيةِ الصّالحةِ للأجيالِ، وتعميقِ الأخلاقِ الساميةِ في نفوسِهِم |
إنَّ الوفاءَ بالوَعدِ هُوَ توأمٌ للصّدقِ والإنصافِ: وإنَّ الخُلفَ بالوَعدِ مِنْ أجلى صُورِ الكَذِبِ والخَديعَةِ، فحَتّى تبرُزَ صورةُ القِيمِ في المُعامَلاتِ ينبغي تحقيقُ التناسُقِ والانسجامِ بينَها |
أمَرَ الشرعُ الحنيفُ بالوفاءِ بالوَعدِ ومدحَ أصحابَهُ واعتبرَهُ مِنَ الأخلاقِ التي يستكمِلُ بها الفردُ حقيقةَ الإيمانِ، وذَمَّ الخيانَةَ والغَدرَ والخديعةَ وتوعَّدَ عَليها العِقابَ الأليمَ والخزيَ يومَ القِيامَةِ |
الوفاءُ بالوَعدِ يُعتَبَرُ أساسًا لاستقامَةِ المُجتَمعاتِ، فإنَّ التعاوُنَ بينَ الناسِ لا يتحقَّقُ إلا بالوَفاءِ بالوعودِ، ومِن دونِ ذلكَ تحَدُثُ مشاكِلُ أخلاقيّةٌ تؤدّي الى اضطرابِ الحياةِ والعَيشِ |
إنّ الشارع المقدّس قد أكّد على الطهارة الظاهرية لصحّة الصلاة، ولعلّ الأقرب لتحقيق روح الصلاة الاهتمام بالطهارة الباطنية، فالمتدنّس بباطنه لا يستحقّ مواجهة الله تعالى، وإن تطهّر بظاهره |
لا تطعم أولادك إلا حلالاً، فحذارِ حذارِ من الرشوة والربا والسّرقة والغشّ؛ فذلك سببٌ لشقائهم وتمرّدهم وعصيانهم |
المؤمنُ إنّما يُسَلِّمُ لتعاليمِ القُرآنِ وسُنَّةِ النبيِّ كقوانيينَ تربويّةٍ يُنَظِّمُ بها سُلوكَهُ وعَلاقاتِهِ، وهذا مِن أَجْلَى مصاديقِ التَّعَقُّلِ التي تكشِفُ عَن سلامةٍ في التفكيرِ وعِصمَةٍ عَنِ الفوضى والعَبَث |
قَد شُحِنَتْ نصوصُ القُرآنِ والسُّنَّةِ النبويّةِ بذكرِ دورِ العَقلِ في البُنيةِ الإيمانيةِ، حتى قالَ أئمّةُ أهلِ البيتِ -عليهِمُ السَّلامُ-: (مَن كانَ عاقِلاً كانَ لَهُ دينٌ، ومَنْ كانَ لَهُ دِينٌ دخلَ الجنّةِ)، وإنَّ العَقلَ (ما عُبِدَ بهِ الرحمنُ واكتُسِبَ بهِ الجِنانُ)، و (العَقلُ دليلُ المؤمِنِ) |
من أهمّ أُسس التزكية: مخالفة النفس فيما تهوى وتكره، وخاصةً عند الإلحاح الشديد، وما يجده العبد من حلاوة الإيمان في قلبه، يعوّضه عن حرمانه لنفسه من تلك الشهوة الملحّة |