إنَّ الوالدينِ اللذينِ يُعطيانِ الوِدَّ والحَنانَ لابنِهم يستطيعانِ أنْ يجعلاهُ يستوعبُ حُبَّ الآخرينَ وكيفَ يُحبُّهُم؛ أمّا الطّفلُ الذي لم يتلَقَّ عَطفاً بِما يكفيهِ ولَم يَذُقْ طعمَ الحنانِ فإنّهُ لا يُدرِكُ هذهِ الحقيقةَ القَيّمَةَ السّامِيةَ الطيّبَةَ |
إنَّ الأسرةَ التي لا يُضيءُ فيها نورُ المودّةِ والتّفاهُمِ والتّسامُحِ تظهرُ على أفرادِها الكثيرُ مِنَ المشاكِلِ الروحيّة المؤلمةِ والأضرارِ في الروابطِ الاجتماعيّةِ |
إنَّ الحُبَّ ومشاعِرَ التوَدُّدِ مِنَ الأُمورِ المُتجَذِّرَةِ في النّفسِ الإنسانيّةِ، وهِيَ أكثَرُ ما يحتاجُ إليهِ الأطفالُ إليهِ في باكورةِ أعمارِهِم، فإذا حُرِموا مِنها أُصيبوا بأنواعِ العُقَدِ النفسيّةِ |
على المرءِ أنْ يبدأَ بنفسِهِ فيُحرِزُ صفاءَها، ويجتَهِدُ في استقامَتِها، ومِن ثمّ يَصِفُ الدواءَ إلى غَيرِهِ |
إصلاحَ الآخرينَ ليسَ مُجَرَّدَ الأمرِ بالمعروفِ اللّفظيِّ، بَلْ وَرَدَ في الأخبارِ: (كُونوا دُعاةً إلى أَنفُسِكُم بغيرِ ألسِنَتِكُم) |
عَنِ الإمامِ الباقِرِ -عليهِ السَّلامُ-: (إنَّ أشَدَّ النّاسِ حَسرةً يومَ القيامَةِ الذينَ وَصَفُوا العدلَ ثُمَّ خَالَفُوهُ) |
إصلاحَ الآخرينَ ليسَ مُجَرَّدَ الأمرِ بالمعروفِ اللّفظيِّ، بَلْ وَرَدَ في الأخبارِ: (كُونوا دُعاةً إلى أَنفُسِكُم بغيرِ ألسِنَتِكُم) |
ما أسهلَ القولَ مِن دونِ تطبيقٍ وفِعلٍ، وكَمْ سيقبُحُ سُلوكُ الفَردِ عندَما يقولُ مالا يفعَلُ؟! حتى أنَّ اللهَ سُبحانَهُ وبَّخَ هذا النموذجَ مِنَ النّاسِ فقالَ عزَّ وَجَلَّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ |
الأبُ الذي يُفارقُ أولادَهُ فتراتٍ طويلةً دونَ اتّصالٍ سيؤدّي هذا إلى عَلاقةٍ بعيدةٍ كعَلاقةِ الغُرباءِ فيُصابُ بنوباتٍ مِنَ الكآبةِ والعَطشِ العاطِفيّ فيتّجِهُ نحوَ البحثِ عَن البديلِ ليعوِّضَ حرمانَهُ |