استكمالاً لمشاريعها الكبيرة والحيويّة بخطواتٍ واثقةٍ وضعت العتبةُ الحسينيّة المقدّسة صباح هذا اليوم الاثنين (22ربيع الثاني 1438هـ) الموافق لـ(23كانون الثاني 2017م) حجر الأساس لمشروع مطار كربلاء الدوليّ الذي يقع على طريق (النجف – كربلاء) ويبعد عن مركز المدينة نحو (30كم) والذي ستنفّذه شركةُ كوبر جيس لمتد البريطانيّة ومجموعة الرّضا للاستثمار بالتعاون مع شركة خيرات السبطين التابعة للعتبة الحسينيّة المقدّسة.
تأتي هذه الخطوةُ التي ستساهم بشكلٍ كبير في خدمة مدينة كربلاء المقدّسة وزائريها الكرام بعد جهودٍ حثيثة بُذِلت من أجل المباشرة به، حيث ستُنَفَّذ المرحلةُ الأولى منه في مدّة إنجاز مقدارها 18 شهراً.
الاحتفاليّة التي أُقيمت في موقع المشروع شهدت حضور المتولّي الشرعيّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة وأمينها العامّ وعددٍ من مسؤوليها بالإضافة الى وفدٍ رفيع المستوى من العتبة العبّاسية المقدّسة ترأّسه أمينُها العام المهندس محمد الأشيقر(دام توفيقه) برفقة عددٍ من مسؤوليها ورؤساء أقسامها أيضاً، وجمعٍ واسع لشخصيّات حكوميّة تقدّمهم محافظُ كربلاء ورئيسُ مجلسها وبعض وجهاء المدينة وشيوخ عشائرها، واستُهلّت الاحتفاليّةُ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق، جاءت بعدها كلمةُ المتولّي الشرعي للعتبة الحسينيّة المقدّسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي التي ممّا جاء فيها: "إنّ هذا المشروع هو ممّا يجب علينا أن نقدّمه كحقٍّ للزائرين واستحقاقٍ لمدينة كربلاء المقدّسة، لاسيّما مع توافد ملايين الزائرين سنويّاً باعتبارها أصبحت مقصداً لهم، وحقيقةً ما كنّا لنصل بهذا المشروع الى مرحلة التنفيذ لولا فضلُ الله تعالى والأنفاس القدسيّة لسيّد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) والجهود والإخلاص والعمل المُضني والشاقّ لعدّة جهاتٍ ابتداءً بعمل وزارة النقل حيث بذلت جهوداً كبيرةً في سبيل البدء بهذا المشروع، ومحافظة كربلاء ومجلسها وهيئة الاستثمار الوطنيّة وكذلك شركة خيرات السبطين التابعة للعتبة الحسينيّة المقدّسة، فالنجاحُ والإنجاز يُسجّل لهم جميعاً وليس لجهةٍ واحدةٍ فكلّ الشكر والتقدير لهم جميعاً على هذه الجهود المباركة".
وأضاف: "إنّ المشاريع الاستثماريّة الكبيرة والعملاقة في العراق يُمكن تحقيقُها في الوقت الحاضر على الرغم من الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد متى ما توفّرت الإرادة الصُّلبة والهمّة العالية والإخلاص والنزاهة وحرقة القلب لتقديم ما هو أفضل، حينئذٍ إخواني يُمكن تقديم الكثير من المشاريع الاستثماريّة والخدميّة".
واستدرك بالقول: "هناك يدٌ تقاتل وهناك من يضحّي من أجل أن يُحافظ على أمن هذا البلد وهناك يدٌ تبني، ونحن نُطمئِنُ الإخوة في المحافظات الأخرى أنّ هذا المشروع ليس على نحو التزاحم مع بقيّة المطارات في المحافظات الأخرى، وإنّما جاء ليُكمل الخدمات التي تُقدَّم من بقيّة المطارات ليكون مَعْلَماً حضاريّاً آخر يُضاف الى المعالم الحضاريّة في العراق، فنسأل الله تعالى أن يوفّقنا جميعاً من أجل إكمال هذا المشروع وهبوط أوّل طائرة فيه".
جاءت بعدها العديدُ من الكلمات لرئيس هيأة الاستثمار الوطنيّة ومحافظ كربلاء ورئيس مجلسها التي أكّدت جميعُها على الدور الكبير الذي سيلعبه هذا المطار عند تنفيذه، مؤكّدين على أهميّة وضرورة الإسراع في تنفيذه وإنجازه.
بعدها تمّ عرضُ مصوّرات لبناء وإدارة مشروع مطار كربلاء الدوليّ استعرضه الأستاذ الدكتور ناهض محمد صالح رئيس مجلس إدارة شركة كوبر جيس لمتد المنفّذة للمشروع، وقد تحدّث فيه عن مواصفات هذا المطار والأشخاص المساهمين في تنفيذه، حيث بيّن أنّ المرحلة الأولى المُنجَزَة للمشروع ستستوعب من (2-4) مليون زائر، وإذا شاهدنا انسيابيّة في الطائرات وحركة الزائرين نستمرّ في التوسعة، أمّا بخصوص بناية المسافرين فتبلغ مساحتها (130ألف متر مربّع) سنقوم في المرحلة الأولى ببناء (85ألف متر مربّع) مبيّناً أنّ طول مدرج المطار سيكون (4,5كلم) وهو مدرجٌ كبير جدّاً يُضاهي مدارج المطارات العالميّة، بالإضافة الى ساحة وقوف الطائرات حيث ستكون هناك أربعة مواقف للطائرات في هذه المرحلة من أصل (12) موقفاً أمّا طول برج المراقبة فهو من أطول الأبراج في المنطقة وليس في العراق فقط، إذ يبلغ ارتفاعه (60متراً) بالإضافة الى مواقع الإطفاء وصيانة الطائرات.
وبعد ختام الاحتفاليّة قدّم وفدُ العتبة العبّاسية المقدّسة تهانيه وتبريكاته للعتبة الحسينيّة المقدّسة على هذا المشروع الكبير، داعياً لهم بالتوفيق وسرعة إنجازه لخدمة مدينة سيّد الشهداء(عليه السلام) وزائريها.