مجالس العزاء والتأبين تجدد فينا القيم الإنسانية النبيلة وتسمو بنا روحيا بما ينعكس على الفكر والسلوك الذي يؤدي بالنتيجة إلى مخافة الله تعالى وهي رأس الحكمة التي تجعل من الإنسان في حالة انتباه دائم بعدم تجاوزه حدود الله عزّ وجل وبقائه في دائرة الحقّ ومسار الفضائل، واستذكاراً لشهادة رابع أصحاب الكساء الإمام أبي محمد الحسن المجتبى "عليه السلام"، وبرعاية مباركة من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري، أقيمت في رحاب الصحن الكاظمي الشريف مجالس التأبين بهذه المناسبة الأليمة بمشاركة خطيب المنبر الحسيني فضيلة الشيخ حافظ الدجيلي والذي تناول في محاضراته بعض الومضات الحسنية ومزايا عطفه وكرمه وحلمه وصبره وحياته السياسية التي تجرع فيها غليظ المحن، فضلاً عن الملامح العقائدية في سيرة الإمام الحسن "عليه السلام" في القرآن والسُنة عندما اجتمعت في هذا الإمام العظيم شرف النبوّة والإمامة حيث كان "عليه السلام" في عاصمة جدّه " صلى الله عليه وآله وسلم"، كهفاً منيعاً لمن يلجأ إليه، وملاذاً حصيناً لمن يلوذ به، حيث كرّس أوقاته في قضاء حوائج الناس، ودفع الضيم والظلم عنهم، وقام بأفضل ما يمكن القيام به في ذلك الجوّ المشحون بالفتن والمؤامرات، فأمّر الولاة على أعمالهم وأوصاهم بالعدل والإحسان ومحاربة البغي والعدوان، ومضى على نهج أبيه أمير المؤمنين "عليه السلام" الذي كان امتداداً لسيرة جدّه المصطفى " صلى الله عليه وآله وسلم"، في الوقت الذي حصّن الأمة الإسلامية من واقع المخطط الأموي الجاهلي.
وأكد فضيلة الشيخ الدجيلي على اغتنام فرصة التخلق بأخلاق إمامنا الحسن "عليه السلام" كونه منهاجاً متكاملاً للحياة ومضرباً للأمثال.
كما تخللت المناسبة الأليمة إلقاء القصائد والمراثي باستضافة عددٍ من الرواديد الحسينيين، حيث صدحت حناجرهم بالحُب والولاء لإمامهم الزكي، وسط حضور جموع المؤمنين ممن توافدوا لتقديم العزاء إلى الإمامين الكاظمين "عليهما السلام" بهذه المناسبة الأليمة.