أقامت الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة وبالتعاون والتنسيق مع العتبة العسكرية المقدسة مهرجان الغدير السنوي في رحاب الإمامين العسكريين ولأول مرة منذ افتتاح القبة الشريفة للمرقد الطاهر وذلك في 25/ذي الحجة/1436- الموافق 9-10-2015 ميلادية ، بحضور مدير العتبة العسكرية المقدسة الشيخ ستار المرشدي، ووفد رسمي من العتبة العلوية المقدسة ممثلا برئيس الوفد عضو مجلس الادارة المشرف على قسمي الاعلام والعلاقات السيد عيسى الخرسان ، مع حضور عدد من أعضاء مجلس الادارة الاستاذ حيدر شير علي والاستاذ أحمد الجواهري وعدد من رؤساء الاقسام ، وممثلين عن أقسام الشؤون الدينية، والعلاقات العامة،والاعلام ومجموعة من منتسبي العتبة العلوية المقدسة وجمع من مقاتلي القوات الامنية والحشد الشعبي مع مشاركة واسعة من الزائرين الكرام.
وقد بدأ عريف الحفل رئيس قسم الاعلام في العتبة العلوية المقدسة فائق الشمري باعلان بدء فعاليات المهرجان، تلاه مقرئ العتبة العسكرية قيصر الدجيلي بقراءة آيٍ من الذكر الحكيم أعقبه قراءة سورة الفاتحة المباركة لأرواح الشهداء الابرار من قبل للحاضرين .
ثم اعتلى المنصة مدير العتبة العسكرية المقدسة الشيخ ستار المرشدي بكلمة ، قال فيها :" ان لأمير المؤمنين (عليه السلام) حقٌ عظيم بروايات الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) فلا بد للشيعة والمحبين أن يدركوا، ان حق أمير المؤمنين ع هو حق الوالد على الولد فالأئمة (عليهم السلام) أولى بنا من آبائنا الذين أنجبونا والذي يتبع منهج أمير المؤمنين ع ينقل من النار إلى الجنة كما أكدت الروايات على ذلك.
فأمير المؤمنين ( عليه السلام)، هو أصل النبوة ونفس النبي الأكرم ص وهو الذي نبعت منه الإمامة ولذلك كانت الآية الكريمة((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).
وأولئك الذين يحملون البغض للإمام علي بن ابي طالب كانوا في عهد الرسول ولا زالوا في هذا العهد ولكن الله تبارك وتعالى قال في محكم كتابه(الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَاتخشوهم وَاخْشَوْنِ)، ولا زالت هذه الخشية هي المحجة البيضاء ولذلك فان الله تبارك وتعالى يقول بعد هذه الآية في محكم كتابه (الْيَوْمَ أَكْمَلْت لَكُم ْدِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
وهذا اليوم هو الذي بلّغ النبي عن ولاية أمير المؤمنين ع وهي ولاية شاملة للجميع وقد جسد هذا الخطاب سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني إذ لا فرق بين الجميع على مختلف مشاربهم نسأل الله تبارك وتعالى ان نحذوا حذوا أمير المؤمنين ع ونحن هنا في العتبة العسكرية نثني على جميع الجهود للقوى الأمنية والحشد الشعبي ونقف وقفة إجلال وإكرام لكل الدماء التي سالت لرفع راية الإسلام وإرساء العزة للمقدسات نسأل الله تبارك وتعالى ان يمن علينا بالأمن والأمان شاكرا لكل أخوتنا من العتبة العلوية المقدسة متمثلة بأمانتها العاملة وجميع الكوادر العاملة فيها سائلا الله تعالى ان يوفقهم وان يأخذ بأيديهم لما فيه الخير والصلاح انه سميع مجيب.
بعد ذلك كانت الكلمة لرئيس وفد العتبة العلوية المقدسة السيد عيسى الخرسان ، قال فيها:"
باسم الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة أمثل أمامكم حاملا لكم عبير النجف الأشرف ليعانق شذا سامراء العسكريين(عليه السلام) لتمتلئ بأريج الولاية العلوية بذكرى عيد الغدير الأغر يوم اكمال الدين واتمام النعمة ورضا الرب بتنصيب علي بن أبي طالب(عليه السلام) إماما للناس بأمر من الله تعالى .
في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة والنبي الأكرم آخذ بيد علي بن أبي طالب والمسلمون حضور والملائكة شهود ولم يتفرق الجمع حتى أقر المسلمون بالولاية وقرت أعين المؤمنين بأمر السماء .
فطوبى لكم يا شيعة أمير المؤمنين اذ تتبادلون التهاني والبشائر كما أمرنا باتخاذ مثل هذه الأيام عيدا كما لابد لنا أن نستذكر يوم خروج النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) ومعه نفسه وابنته وولده ليباهل النصارى في واقعة سجلها القرآن الكريم، ونقل تفاصيلها التاريخ كيف تراجع أسقف نجران ومن معه من النصارى عن المباهلة خوفا من أن لا يبقى نصراني على وجه الأرض .
وفي مثل هذه الأيام يوثق القرآن الكريم فضيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) عندما تصدق بخاتمه في ركوع صلاته ليعلم البشرية درساً آخر من دروس الإنسانية كما هو المعهود من سيرته الرحيمة والعطوفة(عليه السلام)
سادتي الحضور باسم العتبة العلوية المقدسة نقدم أسمى آيات الإكبار والإجلال لإخواننا المجاهدين في سوح العز والشرف ممن لبى نداء المرجعية العليا صانها الله من كل مكروه للدفاع عن العراق ومقدساته وأهله الكرام سائلين المولى جل شأنه ان يحشر الشهداء في أعلى عليين ويمن على الجرحى منهم بالشفاء العاجل ويسدد رمية المرابطين في خنادق المجد وان تكون جميع خطواتهم تحت رعاية سيدنا ومولانا الحجة بن الحسن أرواحنا له الفداء وينصرهم على أعداء الإنسانية انه سميع مجيب
في الختام نقف اليوم لنقدم أسمى آيات الشكر والثناء لإخواننا العاملين في العتبة العسكرية المقدسة اللذين لا يبارون في العزيمة والإخلاص داعين لهم بالمزيد من التوفيق والسداد وان تكون جميع أعمالهم مورد قبول ولي نعمتنا صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف).
ثم كان الدور لهيئة المرتضى للانشاد الإسلامي التابعة للعتبة العلوية المقدسة لتتحف الحفل بأهازيج وأناشيد ولائية ، ثم كان الدور للشاعر ابراهيم الكعبي بقصيدة ولائية لأمير المؤمنين ( عليه السلام)، تلاه الشاعر حيدر رزاق شمران بقصيدة ولائية معبرة ، وتخللت القصائد الشعرية، أهازيج ولائية لمنتسب هيئة المرتضى السيد حيدر الصالحي ولقارئ العتبة العسكرية قيصر الدجيلي.
ثم كانت فعالية تسليم الراية العلوية للإمام علي (عليه السلام)، سلمها رئيس وفد العتبة العلوية المقدسة السيد عيسى الخرسان لمدير العتبة العسكرية المقدسة الشيخ ستار المرشدي، تبعها مسك الختام بتوزيع الدروع والهدايا على المشاركين في المهرجان.