أكّد رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة السيد عقيل الياسري، على ضرورة الوعي تجاه ما يدور من مخططات ودسائس من قبل اعداء الدين والمذهب. جاء ذلك في كلمته بالاحتفال السنوي السادس عشر لولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) الذي تقيمه الهيأة العليا لمشروع الحلة مدينة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، برعاية الأمانتين العامتين للعتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية. وجاء في نصّ الكلمة: قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) صدق الله العلي العظيم. انطلاقًا من هذه الآية الكريمة نبدأ على بركة الله احتفالنا السنوي السادس عشر بمناسبة ولادة الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) السبط الاكبر لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، وقد توسّم مهرجاننا لهذا العام بشعار الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) معزّ المؤمنين وإمام المسلمين. نعم أيها الأحبة فهو (عليه السلام) من خط بأنامله الكريمة منهاج النهضة الحسينية المباركة، التي ننعم ببركاتها وبهذه العزّة والسمو والشرف والخروج من ذل العبودية التي ارادتها لنا مخططات وافكار بني أمية، من خلال تغييب الفكر وطمس الحقائق وجعل الناس عبيدا لسلطانهم الجائر واتباعًا لمملكتهم الخاوية. فكانت كلمة الفصل والموقف الحاسم لكشف زيف بني امية وتعريتهم من خلال حكمة مولانا أبي محمد الحسن (عليه السلام) وتمهيده لنهضة الإمام الحسين (عليه السلام) وكان هذا الموقف ترجمة مثالية لحديث الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله (الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا). سادتي الاكارم علينا اليوم أن نعي كل ما يدار حولنا من مخططات ودسائس من قبل اعداء الدين والمذهب وبثّهم الافكار الهدامة التي تزرع في افكار ابنائنا وبناتنا وتحاول حرفهم عن طريق الحق وجادة الصواب، ونحذرها ونقف أمامها بكل ما أوتينا من قوة لبناء جيل متحصن متدرع بالمبادئ السامية التي رسمها لنا الدين الاسلامي الحنيف ونهتدي بحديث من نحيي ذكراه العطرة، إذ يقول مولانا الامام الحسن عليه السلام: (عَجِبتُ لِمَن يفكِّر في مَأكوله، كيف لا يُفكِّر في مَعقوله). فالتفكير السليم وتحكيم العقل هما الطريق السليم الذي يوصلنا الى جادة الصواب والفوز برضا الباري جلّ وعلا.
أيها الاحبة الكرام لقد عانى إمامنا الحسن (عليه السلام) كثيرًا في حياته، في سبيل الحفاظ على وحدة الدين وإعلاء كلمة لا اله الا الله، فحياته السياسية وادارة شؤون المسلمين ورعايتهم كانت شغله الشاغل لكنه (عليه السلام)، لم ينقطع عن العبادة والتهجد، فقد ورد أنه أنفق جميع أمواله مرتين في سبيل الله، وبادر إلى تقسيم أمواله ثلاث مرات مع الله، فكان ينفق نصفًا منه، ويترك لنفسه نصفًا آخر، وحجّ الإمام الحسن ماشيًا 25 مرةً وقيل اكثر من ذلك. أمّا شؤونه مع العيال وأهل بيته فقد كان مثالاً للاب الحاني والاخ الناصح يصل الارحام ويرعى شؤونهم كثير الكرم ملاذًا للمطرود، كهفًا للخائف، ناصرًا للمظلوم، مدافعًا عن الحقوق. سادتي الافاضل مهما كُتِب وقِيلَ في حق بحر الجود والكرم، لا يكون نقطة واحدة في بحر جوده الطامي، ولكن من باب التقرب ونيل الشفاعة منهم ولجنا في بحرهم المتلاطم من خلال إقامة هذا الاحتفال البهيج الذي تقيمه الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وللسنة السادسة عشرة على التوالي، لنكون مصداقًا لقول الإمام الرضا عليهم السلام (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا)، الذي صار شعارًا نعمل بهديه، لإحياء أمر السبط الأكبر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام). في هذه المدينة المباركة المعطاء مدينة العلم والعلماء التي تكلّلت باسم (مدينة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام) واختصت بإقامة هذه المناسبة المباركة. ختامًا نشكر الباري جل وعلا أن يمدّ في اعمارنا واعماركم في هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة والمغفرة، والشكر كل الشكر لهذه المدينة المباركة وأهلها الكرام ومواكبها العامرة لاحتضانهم هذه المناسبة . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.