تُسرِّع الحكومة السعودية خطواتها الواسعة والواثقة في مجال التكنولوجيا؛ بضخ الاستثمارات الضخمة، والاستحواذ على حصص في الشركات العالمية، ضمن رؤيتها للتنمية 2030 فيما يخص تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط .
وتتوقع الرياض أنه خلال الـ8 سنوات المقبلة سيخلق قطاع التكنولوجيا بين 100 ألف و250 ألف وظيفة، وهو ما سيعني زيادة المبرمجين لثلاثة أضعاف.
وبحسب تصريحات وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، عبدالله السواحة، الشهر الجاري، أطلقت بلاده استثمارات 6.4 مليار دولار في تكنولوجيا المستقبل لتنويع اقتصادها.
وضرب السواحة مثلا بأن شركة النفط السعودية "أرامكو" ستضخ، عبر صندوقها "بروسبريتي 7 فينشرز"، مليار دولار؛ لمساعدة رواد للأعمال في العالم على بناء شركات ناشئة تخدم أهداف التحول التقني، بينما ستستثمر شركة الاتصالات السعودية مليار دولار في البنية التحتية للكابلات البحرية ومراكز البيانات.
ومن المتوقع إنفاق 1.4 مليار دولار في ريادة الأعمال وتخصيصها لصناديق لدعم المحتوى الرقمي، وهو ما يتضمن مبادرة تُعرف باسم (ذا جاراج)، وهي منطقة في العاصمة الرياض ستستضيف الشركات الناشئة المتخصصة في التقنيات الجديدة.
نسبة نمو عالية
الرئيس التنفيذ لشركة "ثقة السعودية"، أيمن الفلاج، يقول لموقع سكاي نيوز عربية إن "الاقتصاد الرقمي يقدر بأكثر من 63 مليار ريال، ما يقرب من 17 مليار دولار، ونتوقع نسبة نمو عالية تتعدى 18 بالمئة وأكثر من المعدل بنسبة 40 بالمئة على أقل تقدير".
ووفق الفلاج، تم إنشاء بنية تحتية أكثر من رائعة جعلت التنافس في الاقتصاد الرقمي سهلا جدا، والنجاح فيه سهل، وهناك فرص وثقة في مستوى المنتج.
الألعاب الإلكترونية
في 26 يناير 2022، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي إطلاق مجموعة "ساڤي" للألعاب الإلكترونية، المستهدف أن تكون رائدة في تطوير قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية محليا ودوليا.
وتعزيزا لخططها الطموحة، وقَّعت "ساڤي" اتفاقية استحواذ على شركة "ESL" الرائدة عالميا في الفعاليات الترفيهية بمجال الرياضات الإلكترونية، وشركة "FACE IT" الرائدة في الرياضات الإلكترونية.
ودمجت المجموعة السعودية شركة "FACE IT" تحت شركة "ESL FACE IT Group" لتكون حجر الأساس لتحقيق أهداف "ساڤي".
وفي 17 فبراير 2021 ذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية أن "صندوق الثروة السيادي السعودي" استحوذ على حصة تفوق 3 مليارات دولار في شركات أمريكية لصناعة ألعاب الفيديو عام 2020.
وتتضمن تلك الاستثمارات حصصا في شركات مثل "Activision Blizzard Inc"، و"Electronic Arts Inc"، و"Take-Two Interactive Software Inc".
في حين قالت مؤسسة "مسك" السعودية إنها اشترت حصة الثلث في (SNK Corp)، المطور الياباني لعرض (كينغ أوف فايترز والساموراي)، وإنها سترفع حصتها إلى 51 بالمئة.
السوق الخليجي
وفي دراسة لشركة "استراتيجي الشرق الأوسط"، ذكرت أن قطاع الألعاب الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي فرصة واعدة لمشغلي الاتصالات؛ نظرا لنسبة النمو السريعة؛ حيث وصل حجم السوق إلى 820 مليون دولار في 2021، مقارنة بـ691 مليون دولار عام 2017.
وتكشف بيانات القطاع أن حجم صناعة الألعاب الإلكترونية قفز إلى 129 مليار دولار سنويا، بإيرادات تتجاوز إيرادات شباك التذاكر حول العالم، وخدمات البث الموسيقي ومبيعات الألبومات، والبطولات الرياضية الكبرى مجتمعة.
استشاري تكنولوجيا المعلومات، محمد الحارثي، يقول لسكاي نيوز عربية إنه "بعد إعلان شركة "ميتا" (المشغلة لموقع فيسبوك) عن تكنولوجيا الميتافيرس، تم الإعلان عن ضخ استثمارات سعودية لتشجيع الشركات والبرمجيات لتطوير استخدام الواقع المعزز في قطاعات الأعمال، وهو استثمار في اقتصاد المستقبل".
وتنظم السعودية مؤتمرات وحملات للتخصص في هذه المجالات، وتشجيع الاستثمار في الأمن السيبراني وأمن المعلومات لحماية تطور تكنولوجيا في المملكة، وفقا للحارثي.