شرع مركزُ تُراثِ الجنوب التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، من خلال وحدة الإعلام التابعة له بتوثيق ملاحم وبطولات المقاتلين ملبّي فتوى الدفاع الكفائيّ، وماسطّروه خلال هذه الملحمة التي حمت البلد ومقدّساته من دنس عصابات داعش الإرهابيّة.
المشروع التوثيقيّ يأتي بناءً على توجيهات العتبة العبّاسية المقدّسة ومتولّيها الشرعيّ، التي تحثّ على توثيق بطولات المقاتلين في ساحات المعارك ضدّ تنظيم داعش الإرهابيّ، لتكون عبرةً للأجيال اللاحقة وحفاظاً على التاريخ من التزوير.
المركزُ يُعنى بتراث الجنوب العراقيّ لأربع محافظاتٍ هي ذي قار وميسان والديوانيّة والمثنّى، التي تُعدّ من المحافظات التي سطّر أبناؤها أروع الملاحم.
وكانت باكورة هذا العمل هو القيام بزياراتٍ لمن شارك في معارك التحرير، حيث سيتمّ توثيق وكتابة سيرة هؤلاء الأبطال، الذين لبّوا النداء منذ البدايةِ، واستمرّوا حتّى هذه اللحظة، مقدّمين الكثير من التضحياتِ في رحابِ العراقِ الحبيبِ.
الزياراتُ لم تكن عشوائيّة، بل كانت على وفقِ خطّةٍ مُعدّةٍ لهذا الغرض، إذ تمَّ استهداف المقاتلين المتقدّمين في السنّ، ومَنْ لهم مواقف مشهودة؛ ليتمّ استخراج ما في جعبتهم وذاكرتهم من أحداثٍ وقضايا وقِصصٍ وتفاصيلٍ، ووضعها على الورقِ، كشاهدٍ تأريخيّ للأجيالِ القادمةِ.
يُذكر أنّ هذه المبادرة قد جاءت امتثالاً من إدارة مركز تُراث الجنوب إلى رؤية المرجعيّة الدينيّة العُليا، المنادية بضرورة توثيق جميع الأحداث بدقّةٍ وموضوعيّة، والأخذ بتوصيات المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المُقدّسة سماحة السّيد أحمد الصافي -دام عِزُّه-، الّذي يؤكّد دائمًا على ضرورة التوثيق وكتابة التأريخ، وتسجيل كلّ كبيرةٍ وصغيرةٍ بحذافيرها؛ كي لا يتمكّن الآخرون من تحريف الحقائق وكتابتها كما يشتهون.