المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


السمع - البصر من طرق المعرفة القران


  

2678       12:59 صباحاً       التاريخ: 8-05-2015              المصدر: غالب حسن

أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2016 4970
التاريخ: 20-10-2014 2198
التاريخ: 16/11/2022 1303
التاريخ: 24-4-2022 1637
التاريخ: 11-4-2022 1774
يتحدث القرآن عنهما بلحاظ معرفي، أي كونهما أداتين حسّيتين للتفاعل مع العالم الخارجي، وعلاقتنا بهما في هذا الخصوص، أي بعيدا عن المعاني الباطنية التي تتصل بهما، فالكلام في نطاق الحواس الظاهرة للانسان.
ومنها الاذن التي يسمع بها والعين التي يبصر بها. قال تعالى : {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا } [الأنفال : 31] . { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} [المائدة : 41]  ‏. {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } [الأنعام : 25] .
اذن السمع هنا، أي في هذه الآيات يقابل (الصمم) ... قال تعالى : {وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} [الأنعام : 25].
... {وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ} [الأنبياء : 45] .و هنا ملاحظتان مهمّتان :.
الاولى : يطلق السمع في القرآن الكريم، ويراد به أحيانا الفهم، أي معرفة معنى الكلام أو الظاهرة الطبيعية أو الاجتماعية ... والفهم مستوى من مستويات العلم. قال تعالى : {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا } [البقرة : 93]  ، أي فهمنا قولك ولم نأتمر لك. و{ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [البقرة : 285]  ، اي سمعنا وائتمرنا به. قال تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [الروم : 23]
ان السمع هنا لا علاقة له بسمع الصوت، انه الفهم الذي يتصل بالقوة العاقلة لدى الانسان فيما السمع في الآيتين الأوليين ذو صلة جوهرية وتأسيسيّة بالأذن والصوت أو اللغة بتعبير أدق.
الثانية : ان المعرفة أو الفهم أو الادراك (و كل مفردة تعبر عن مستوى معيّن من العلم) قد يكون أو يتحصّل بقوة روحية أو بسبب روحي‏ {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن : 1]  ، وهذا لا يدخل في موضوع المصفوفة المعرفية الحسّية الظاهرة (السمع- البصر) الذي اداته (الاذن- العين)، امّا البصر فموضوعه حسي ايضا، فهو كالسمع، واما العين الباصرة لدى الانسان فان مهمتها معروفة، فالبصر هنا يقابل العمى. قال تعالى : {أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } [السجدة : 12] .... {لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ } [مريم : 42]  .... {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ} [الأعراف : 179]
فالبصر هنا تماما كالسمع، واسطة بين الانسان والعالم، يرى بعينه الاشياء والموجودات، واذا افتقد الانسان عينه فانه لا يبصر. وليس له علاقة بما يعرف ب (البصيرة) والتي يراها البعض بانها الادراك بالقلب على اختلاف في المراد من هذه الكلمة.
ان البصيرة على رأي البعض هي (العلم). ومما لا ريب فيه انّ هذا لا يعنى «البصر» الذي هو الادراك بواسطة العين، فهناك البصر والبصيرة والابصار والبصائر والباصر والبصير.
قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة : 110]. {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } [القيامة : 14] .
نعود للقول ان البصر الذي نعنيه هنا، ذلك الذي يكمل السمع وبقيّة الحواس الاخرى كواسطة مباشرة بين الانسان والعالم الخارجي.
ان مصفوفة (السمع- البصر) تشكل مع العقل آليّة المعرفة لدى الانسان. والقرآن يؤكد على هذه التشكيلة بأسلوب آخر. قال تعالى : {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ} [النحل : 78]
وقال تعالى : {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ } [الملك : 23]
واذا راعينا العلاقة الطبيعية بين كلمة «العقل» و«يعقلون» لوجدنا القرآن الكريم يولي هذه العلاقة اهتماما غير عادي ويؤسسها في بنية جدلية متفاعلة.
قال تعالى : { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [البقرة : 171] ‏، {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف : 179]  فهي علاقة جدلية مطردة متفاعلة، وليس من ريب ان الفكر الفلسفي العتيد يقوم على اعتبار الحس والعقل معا في تحصيل المعرفة.
و قبل ان نختم هذه الفقرة من البحث ندرج الملاحظات المهمّة التالية :
اولا : ان المقصود من (السمع- البصر) هنا نشاط الحاسّتين المعروفتين‏ ولا علاقة لهما بالقوّة الروحيّة التي تمارس دور البصيرة والوعي المذكورة في مجالات اخرى.
ثانيا : يأتي السمع في أحيان كثيرة مقترنا ب (التعقل) على نحو العطف ب (أو) مما يعطي نوعا من صلاحيّة البدل.
قال تعالى : {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك : 10] واعتقد ان السمع هنا يعني (الفهم) وهو مستعمل كثيرا في القرآن الكريم.
قال تعالى : {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأنفال : 21]  ‏. أي انهم قالوا فهمنا وهم لا يفهمون. وقال تعالى : {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ} [الروم : 52]  اي لا تفهمهم لكونهم كالموتى ... ومن هذا اللون كثير.
ثالثا : ان ميدان الحواس هو المحسوسات، وهي احدى وسائط الاتصال بين الانسان والعالم الخارجي، وعلاقتهما مع العقل جدلية متفاعلة.
 


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 3)
حسن الهاشمي
لا يغرنّك طول الأمل فالموت لك بالمرصاد
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 2)
علي جبار الماجدي
غارة الوهابيين على مدينة كربلاء المقدسة في عيد الغدير...
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 4) (بيده الخير)
زيد علي كريم الكفلي
التقوى ميزان التفاضل
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)