إيماناً منها بدعم المسيرة القرآنية المباركة ورعايتها، والإسهام في إعداد نشءٍ مؤمن من البنين والبنات حافظاً لكتاب الله "عزّ وجل" وحاملاً للثقافة الإسلامية الأصيلة من منبعها الصافي العترة الطاهرة "عليهم السلام"، وبرعاية كريمة من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري، احتفت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة/ دار القرآن الكريم بتكريم حافظات كلّ القرآن الكريم تزامناً مع المناسبتين المباركتين لولادة البشير النذير النبي الأكرم محمد "صلّى الله عليه وآله وسلّم" وحفيده الإمام الصادق "عليه السلام"، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، وأعضاء مجلس الإدارة الموقّر ومسؤولي المؤسسات القرآنية وعدد من الأساتذة والمهتمين بالشأن القرآني.
استهل الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم عطرت بها أسماع الحاضرين الحافظة زينب عبد الكريم، تلتها قراءة زيارة الإمامين الكاظمين "عليهما السلام" بمشاركة الطالبة جمانة عبد الكريم، بعدها قراءة سورة الفاتحة المباركة ترحماً على أرواح الشهداء الأبرار بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام قائلاً: ( علينا أن نرافق كتاب الله في كلّ مراحل حياتنا وبمختلف تفاصيلها، كما ينبغي علينا تلاوة القرآن الكريم بدقةٍ كاملة، ونتدبر آياته وأحكامه وقد نشعرُ والحال هذه كأننا نقرأ آياته لأول مرةٍ أو القرآن قد نزل توّاً.
لا يخفى عليكم أن القرآن الكريم كتاب هداية أنزله الله تعالى لعباده، فمّرةً يصفهُ تعالى بأنه (هدىً للمتقين) وأخرى (هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان) ومرّة (هدىً ورحمةً لقوم يؤمنون) وكذلك (هدىً ورحة للمحسنين) وغيرها من الآيات .. مما يُلقي على عاتقنا وجوب التمسك بكتاب الله فضلاً عن التمسك بالعترة الطاهرة فهما الثقلان إن تمسكنا بهما لن نضلّ أبداً كما أخبرنا بذلك رسول الله محمد "صلّى الله عليه وآله وسلّم" الذي لا ينطق عن الهوى .. ولا بد من الإشارة إلى أن حفظ القرآن الكريم لا ينبغي أن يكون على الألسن فقط بل علينا أن نحفظه في ضمائرنا وسلوكنا .. ونحمل معانيه لا ألفاظه فقط، ونترجم وصاياه لنتحّول بها من النظرية إلى التطبيق لندخلَ في حديث رسول الله "صلّى الله عليه وآله وسلّم" حيث قال: (أشْرَافُ أمَّتي حَمَلةُ القُرآنِ).
أبارك للأخوات الحافظات على قطف ثمار جهودهن وأحث الأخريات على الاجتهاد في حفظهم لكتاب الله تعالى والشكر موصول لمعلمة الدورة والأخوة العاملين في دار القرآن الكريم).
أعقبها كلمة دار القرآن الكريم وألقاها عضو مجلس الإدارة فضيلة الشيخ منير حسين العامري بيّن خلالها: من هنا علينا أن نحدّد طبيعة علاقتنا مع القرآن الكريم، فعندما نرجع إلى واقعنا الذي نعيشه هل نجد أننا نتعامل مع القرآن الكريم كما ينبغي، أو أن تعاملنا معه يستند إلى حالة شبيهة بحالة الطقوس والمراسم العرفية، لا إلى كونها علاقة حقيقية مستندة إلى ما يحب أن يكون عليه الإنسان في تعامله مع القرآن الكريم.
وأضاف: أن عملية بناء العلاقة مع القرآن الكريم لها أهمية كبيرة جداً في حياة الإنسان في حاضر الدنيوي وفي مستقبله الأخروي وليكون السؤال كيف يمكن أن نبني علاقة المأموم بالإمام؟ وعلاقة الشغف والحب للقرآن؟ وعلاقة الإنسان المحتاج إلى من يحلّ مشاكله ويدفع عنه البلاء ويقيه الفتن؟ ويمكننا تحديد الخطوط العريضة لتلك العلاقة في محاورعدة منها: الالتزام بقراءته، التدبر في آياته وأحكامه، الاستماع إليه، وحفظه.
وكان لمُعلمة الدورة الحافظة بتول جبار كلمة بهذه المناسبة قائلةً: الشكر لله على نعمته العظيمة إذ جعل مراقد أهل بيت النبوة "عليهم السلام" منارةً وسنداً لنا في مسيرتنا القرآنية، وبفضل هذه البقعة المباركة التي شرّفها الله بالإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" أن يكون في حضرتهما الشريفة درس حفظ كتاب الله "عزّ وجل".
ونزف البشرى في هذه الأيام المباركة بإكمال (3 حافظات) من حفظ كتاب الله كاملاً وهن كلّ من: (نور جاسم، ونورهان كمال، ورقية جعفر)، فهنيئاً لهن هذا الشرف، وهذه المرتبة الرفيعة التي حصلن عليها بمثابرتهن وجهدٌ على رغم مصاعب الحياة ومشاغلها، فبعزمهن وعزم الإخوة في دار القرآن الكريم وبإصرارهن على أن يكونوا جنود أوفياء لخدمة القرآن وتوسيع رقعة الحافظات كان هذا الحصاد المبارك، ولا يخفى أن هناك أخريات قد حفظن عشرين جزءًا، وعشرة أجزاء وغيرهن.
بعدها شهد الحفل مجموعة من الفعاليات والمشاركات قدّمتها الطالبات الحافظات منها تلاوة مباركة لسورة "الفجر" وفقرة الاسئلة القرآنية، كما تخلل الحفل مشاركة للحافظ محمد فاضل نعمة ليختتم الحفل بتوزيع الهدايا التشجيعية والشهادات التقديرية على معلمة الدورة والحافظات المشاركات في الوقت ذاته قدّمن طالبات الدورة هدية تذكارية إلى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بهذه المناسبة وذلك تقديراً وعرفاناً لدورها الأبوي في رعاية الطالبات المشاركات في الدورة القرآنية.