أشرقت الدنيا بولادةِ الكوكبُ الدّري, والكوثر الفيّاض, تزهرُ لأهل السماء كما تزهرُ النجومُ لأهل الأرض ، يغضب الله لغضبها, ويرضى لرضاها، إنها سيدة نساء العالمين وبنت أشرف الانبياء والمُرسلين وزوج سيد الوصيين ، فاطمة الزهـراء "عليها السلام"، إذ أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حفلها المركزي البهيج بحضور معالي رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد علاء الموسوي، والأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدباغ، وممثل المرجعية الدينية في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حُسين آل ياسين، وأعضاء مجلس الإدارة، ووفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، وعدد من القيادات الأمنية والشخصيات الدينية والاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام" الذين جاءوا للتشرّف بإحياء هذا الحفل المبارك مؤكدين التزامهم بالنهج الرسالي والارتباط الوثيق بأهل بيت النبوة "عليهم السلام".
استُهل الحفل بتلاوة أيٍ من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين السيد عبد الكريم قاسم، بعدها كلمة لرئيس ديوان الوقف الشيعي بهذه المناسبة أشار خلالها إلى محطاتٍ من مولد السيدة فاطمة "عليها السلام"، ومعجزات تلك الولادة، ما عانته السيدة خديجة الكبرى "عليها السلام" من مواقف أليمة من قبل نساءِ قريش.
كما بيّن سماحته ضرورة تعرّف أجيالنا لقصة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين لما فيها من معانٍ جليلة وعناية ربانية لتصبح أم الأئمة الأطهار وكوثر نبينا "صلّى الله عليه وآله وسلّم"، واستطرد في قوله بتقديم التهنئة بهذه المناسبة المباركة مشيداً بجهود القائمين والمساهمين في انجاز مشروع رواقَىْ عبد الله بن عبد المطلّب، والسيدة آمنةَ بنتِ وهبٍ "عليهما السلام".
تلتها كلمة العتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام وجاء فيها : ( نحن إذ نعيشُ هذه الساعاتِ المباركةِ، ونتنسّم ريحَ الذكرى العطرةِ لولادةِ سيدتي ومولاتي "عليها السلام" يسرُّنا أن ندعوَكم إلى مشاركةِ خدّامِ الإمامين الجوادين "عليهما السلام" أفراحَهم بافتتاحِ مشروع رواقَيْ جانبَيْ الصحن الشريف: رواقِ السيدة آمنةَ بنتِ وهبٍ من جهةِ صحن قريشٍ ـ ورواق عبد الله بن عبد المطلّب من جهةِ صحنِ المرادِ، حيث تَّمت المباشرةُ بالمشروع على مرحلتين: الأولى بدأت أواخرَ عامِ 2012 لإنشاء الهيكل الإنشائي، وتمت بتمويل حكومي كأحد المشاريعِ الاستثماريةِ لديوانِ الوقف الشيعيّ، وبدأت المرحلةُ الثانيةُ منتصف عامِ 2015 لإكمال الإنهاءات في المشروعِ، وكانت برعايةِ مؤسسةِ الكوثرِ لإعمار العتبات المقدسة في العراقِ، وبتنفيذ شركةِ فارمكان، هذا وقد بلغت المساحةُ الإجمالية للرواقين حوالي ألفَيْ متر مربع.
وأضاف: بذلك تّمتْ بحمدِ اللهِ ومَنِّهِ الخطوةُ الأولى من أعمالِ التوسعةِ للعتبةِ المقدسةِ، وبدأت المرحلةُ الثانيةُ المتداخلةً معها وتشملُ تسقيفَ صحنِ الإمامِ الباقرِ "عليه السلام" ليكتملَ بذلك إنشاءُ المناطقِ المسقّفةِ بالشكل الذي يحفظُ التوازنَ المعماريَّ والعلميَّ في التناسبِ بين المناطقِ المسقفةِ وغيرِ المسقفةِ وبما يحققُ أفضلَ الخدماتِ للزائرينَ الكرامِ ).
وكانت هناك كلمة لمؤسسة الكوثر لإعمار العتبات المقدسة ألقاها نائب رئيسها المهندس مسعود شوشتري قائلاً: ( نشهد مرة أخرى افتتاح جزءً من مشاريع توسعة حرم الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، وهو ثالث مشروع تنفيذي بعد مشاريع التذهيب، إذ تعدّ هذه المشاريع العمرانية مفخرة للعتبات المقدسة ولمؤسسة الكوثر ولزائري الأئمة الأطهار "عليهم السلام").
ثم ارتقى المنصة خادم العتبة العباسية الشاعر علي الصفار وألقى قصيدتين الأولى لمناسبة إفتتاح رواق السيدة آمينة بنت وهب والثانية تُؤرِّخُ استكمال مشروع رواق عبد الله بن عبد المطلب مطلعها:
أَرْنُو بِقَلبِيْ نَحْوَ بَابِ المُرَادْ *** أَطُلبُ أَنْوارَ الهُدَى وَالرَّشَادْ
وأَرَّخُوا: يَشيدُ نُورُ الهُدَى *** سَقْفاً على صَحْنٍ لِبَابِ المُرادْ 1440هـ
وأخرى لمناسبة افتتاح رواق السيدة آمنة بنت وهب "عليها السلام" مطلعها:
على ذُرا الكاظِمِيَّين المَدَى رَبَعا *** ونُوُر فَاطِمةَ الزَّهراءِ قَدْ سَطَعا
خُذْ قَافَ قَيدٍ مَضَى حَتَّى نُؤَرَّخَهُ: *** سَقْفٌ لِصَحْنِ قُرَيشٍ للسَّما رُفِعا 1440هـ
وتخلل الحفل مشاركة لخادم الإمامين الجوادين (عليهما السلام) الشاعر الأستاذ رياض عبد الغني الكاظمي بقصيدة رائعة بعنوان: (أم الشفاعة)، صدح فيها صوته حباً وولاءً للسيدة الزهراء "عليها السلام" ومنها هذه الأبيات:
يا ابنة المصطفى وأمّ الذراري *** من نمير الشفاعةِ المضمونَهْ
قد بسطنا إليك كفّ ولاءٍ *** زحفت نحو بابكم مستكينَهْ
ولنا من سراجِكِ الطهرِ نورا *** نِ أضاءا بغدادَ فهْيَ بزينَهْ
كما ألقى أبيات شعرية أرّخ فيها مناسبة افتتاح مشروع الرواقًيْن قائلاً:
قد أشدنا صرحيهما وبنينا *** وأجدنا نقوشه وفنونَهْ
طمعاً بالرضا فلا غرو أرّخْ *** تحت سقفيهما يقيمُ السكينَهْ 1440هـ
تبعتها مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين بقراءة القصائد ترنّمت بحق صاحبة الذكرى "عليها السلام"، ثم اختتم الحفل بتوجّه السادة الحضور من الضيوف والزائرين الكرام لمراسم افتتاح مشروع رواق عبد الله بن عبد المطلّب من جهةِ صحنِ المرادِ.