أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2018
788
التاريخ: 9-08-2015
984
التاريخ: 18-4-2018
1574
التاريخ: 9-08-2015
6613
|
لقد ثبت عند العلماء (الفسيولوجيين) تحقيقا أن كل حركة تصدر من الانسان بل ومن الحيوان تستوجب احتراق جزء من المادة العضلية والخلايا الجسمية، وكل فعل ارادي او عمل فكرى لا بد وأن يحصل منه فناء في الأعصاب واتلاف من خلايا الدماغ بحيث لا يمكن لذرة واحدة من المادة أن تصلح مرتين للحياة.
ومهما يبدر من الانسان بل مطلق الحيوان من عمل عضلي أو فكري فالجزء من المادة الحية التى صرفت لصدور هذا العمل تتلاشى تماما ثم تأتي مادة جديدة تأخذ محل التالفة وتقوم مقامها في صدور ذلك العمل مرة ثانية وحفظ ذلك الهيكل من الانهيار والدمار، وهكذا كلما ذهب جزء خلفه آخر خلع ولبس، وكلما ذهب اشتد ظهور الحياة وتكاثرت مزاولة الأعمال الخارجية ازداد تلف المادة وتعويضها وتجديدها، وهذا التلف الدائم لا يزال يعتوره التعويض المتصل من المادة الحديثة الداخلة في الدم والماء والغذاء، ولو فقد الانسان واحدا منها ولو بمدة قصيرة هلك وفقد حياته.
وهذا العمل التجديدي عمل باطني سري لا يظهر في الخارج إلا بعد دقة في الفكر وتعمق في النظر، ولكن عوامل الإتلاف ظاهرة للعيان يقال عنها أنها ظواهر الحياة، وما هي في الحقيقة الا عوامل الموت لأنها لا تتم إلا باتلاف اجزاء انسجتنا البدنية وأليافنا العضوية، فنحن في كل ساعة نموت ونحيا ونقبر وننشر حتى تأتينا الموتة الكبرى ونحيا الحياة الأخرى.
وعليه فاننا في وسط تنازع هذين العاملين: عامل الاتلاف والتعويض يفني جسمنا ويتجدد في مدار الحياة عدة مرات، بمعنى أن جسمنا الذي نعيش به من بدء ولادتنا الى منتهى أجلنا في هذه الحياة تفنى جميع اجزائه في كل برهة وتتحصل أجزاء يتقوم بها هذا الهيكل وليس فيها جزء من الاجزاء السابقة، ولا يمكن تقدير هذه البرهة على وجه التحقيق يعني في أي مقدار به تتلاشى تلك الأجزاء جميعا وتجدد غيرها بموضعها.
والمنسوب الى العالم الفسيولوجي (مولنيت) أن مدة بقائها ثلاثين يوما ثم تفنى جميعا، أما المنقول عن (فلورنس) بأن المدة هي سبع سنين، وقد أجرى العلماء المحققون في هذه الأعصار الامتحانات الدقيقة في بعض الحيوانات كالأرانب وغيرها فأثبت لهم البحث والتشريح تجدد كل انسجتها بل وحتى عظامها ذرة ذرة في مدة معينة.
واذا ثبت هذا التغيير ثبت وجود النفس المجردة بسهولة من قوة التذكر والتفكر، فلو كانت قوة التذكر والتفكر مادية قائمة في خلايا الدماغ وأنها الجسد او جزء من الجسد لكان اللازم أن تضطر في كل سبع سنين الى تجديد كل ما علمنا وتعلمناه سابقا.
ولوجدان عندنا أن تجدد المادة المتواصل لم يندثر بسببه التفكر والتذكر منا ولم يحدث أدنى تغيير في ذاكرتنا ولم تخب أي شعلة من علومنا ومعارفنا، وهو أقوى دليل على وجود قوة فينا مدركة شاعرة مجردة عن المادة باقية بذاتها مستقلة في وجودها بقيمومية مبدئها محتاجة الى آلاتها المادة في تصرفها متحدة معها في أدنى مراتبها، وان دثور المادة لا يستوجب دثورها ولا دثور شيء من كمالاتها وملكاتها ولا من مدركاتها ولا من معلوماتها، كيف لا ولا تزال تخطر على بالنا في وقت الهرم امور وقعت لنا أيام الشباب بل أيام الصبا وما قبلها.
وكيفما كان فان من الوضوح بمكان أن كل ما فينا يؤيد ثبات شخصيتنا وعدم تغيرها مع تغير وتبدل جميع ذرات أجسامنا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|