المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أحكام المواريث
2-8-2016
Entropy of Mixing
26-8-2016
الأدلة الجزائية
14-3-2016
I can’t speak
1-9-2022
خط التحيز Bias Error
6-11-2015
المفعول به
20-10-2014


الأقوال في المعاد والأدلة على الإعتقاد الحق فيه  
  
2210   06:08 صباحاً   التاريخ: 17-4-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج1 ، 64- 66
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / المعاد الجسماني /

إعلم أن المعاد يطلق على ثلاثة معاني : احدها المعنى المصدري من العود وهو الرجوع الى مكان ، وثانيها وثالثها مكان العود وزمانه ، وحال الكل واحد.

وهو جسماني وروحاني: فالجسماني عبارة عن أن اللّه تعالى يعيد أبداننا بعد موتها ويرجعها الى هيئتها الأولى، والروحاني عبارة عن بقاء الروح بعد مفارقة البدن سعيدة منعمة او معذبة شقية بما اكتسبته في الدنيا، وهذا هو الذي قال به الفلاسفة، وأول الثواب والعقاب والجنة والنار بهاتين الحالتين.

قال الرازي في كتاب نهاية العقول : قد عرفت أن من الناس من أثبت النفس الناطقة، فلا جرم اختلفت اقوال اهل العالم في امر المعاد على وجوه أربعة :

«احدها» قول من قال إن المعاد ليس الا للنفس، وهذا مذهب الجمهور من الفلاسفة.

«و ثانيها» قول من قال المعاد ليس إلا لهذا البدن، وهذا قول نفاة النفس الناطقة وهم اكثر أهل الاسلام.

«وثالثها» قول من أثبت المعاد للأمرين ، وهم طائفة كثيرة من المسلمين مع اكثر النصارى.

«ورابعها» قول من نفى المعاد عن الأمرين، ولا اعرف عاقلا ذهب إليه بل كان جالينوس من المتوقفين في أمر المعاد (1) .

وبعبارة واضحة: المعاد هو الركن الخامس من اصول الدين، وهو أن يعتقد المسلم بأن اللّه يبعث النفوس ويعيد لها الحياة من جديد في يوم القيامة متجسدة بنفس جسدها ليحاسب كل نفس بما عملت، فليس من العدل أن يساوي المجرم‏ وغير المجرم والمسيء والمحسن في الحياة، وليست الدنيا هذه الا ممرا ومعبرا الى الآخرة يقتص فيها اللّه هناك من المذنبين والعابثين والأشرار وينتصف للمظلومين من الظالمين ويثيب الذين عملوا الصالحات على اعمالهم.

وقد أيد المعاد جميع الشرائع والأديان، وعدوا الاعتراف بعودة الانسان الى الحياة ركنا أساسيا في أديانهم، ويمكن حصر الأقوال العامة الدينية منها وغير الدينية عن المعاد في أربعة أقوال:

(الأول) انكار المعاد مطلقا لا جسما ولا روحا، وهو قول الملحدين والماديين الذين ينكرون مبدأ الحياة ووجود اللّه فكيف بالمعاد والبعث من جديد.

(الثاني) الاعتراف بالمعاد الروحاني دون الجسماني، بانين آراءهم على أن الأرواح بسيطة مجردة والبسيط المجرد باق والأجسام مركبة من شتى العناصر فاذا خرجت الروح تفككت اجزاء الجسم والتحق كل جسم بعنصره وانعدم لذلك لن يشمل المعاد شيئا غير الروح.

(الثالث) القول بالمعاد الجسماني فقط، وهو ما يعتقد به بعض المسلمين الذين يقصرون المجرد على اللّه وحده، فلا يعتقدون أن هناك روحا مجردة وانما كل ما في الوجود بعد اللّه أجسام يميز بعضها عن بعض اللطافة والكثافة.

(الرابع) وهو الذي عليه الشيعة الامامية الاثنا عشرية وهو القول بالمعاد الروحاني والجسماني معا، وأغلب العامة المسلمين أيضا ذهب الى هذا القول- أي معاد هذا الجسد الذي كان في الدنيا بروحه وجسمه يوم القيامة- والدليل على ذلك أمور:

(الأول) من الواضح المعلوم أن كل شخص من البشر مركب من جزءين الجزء المحسوس وهو (البدن) الذي يشغل حيزا من الفضاء والذي يشاهد بالعين الباصرة، والجزء الذي لا يحس بالعين الباصرة وانما يحس بالبصيرة ويشهد به العيان والوجدان هما فوق كل دليل أن هذا البدن المحسوس الحي المتحرك بالإرادة لا يزال يلبس صورة ويخلعها وتفاض عليه أخرى، وهكذا لا تزال تعتور عليه الصور منذ كان نطفة فعلقة فعظاما فجنينا فمولودا فرضيعا فغلاما فشابا فكهلا فشيخا فميتا فترابا.

وفي ذلك كله هو هو لم يتغير ذاته وان تبدلت احواله وصفاته، فهو يوم كان رضيعا هو نفسه يوم صار شيخا هرما لم تتبدل هويته ولم تتغير شخصيته، بل هناك اصل محفوظ يحمل كل تلك الأطوار والصور، وليس عروضها عليه وزوالها عنه من باب الانقلاب، فان انقلاب الحقائق مستحيل، فالصورة المنوية لم تنقلب دموية او علقية ولكن زالت صورة المني وتبدلت بصورة الدم وهكذا فالصورة متعاقبة متبادلة لا متعاقبة منقلبة.

وهذه الصور كلها متعاقبة في الزمان لضيق وعائه مجتمعة في وعاء الدهر لسعته، والمتفرقات في وعاء الزمان مجتمعات في وعاء الدهر، ولا بد من محل حامل وقابل لتلك الصور المتعاقبة ما شئت فسمه مادة او هيولى، وكما أن المادة ثابتة لا تزول فكذلك الصور كلها ثابتة، والشيء كما نعرف لا يقبل ضده والموجود لا يصير معدوما والمعدوم لا يصير موجودا، وان انقلاب الحقائق مستحيل.

___________________

( 1) حق اليقين شبر ج 2 ص 36 .

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.