المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9145 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أهداف البحث الإعلامي
2024-12-21
الحديث الشاذ والنادر والمنكر
2024-12-21
أهمية البحث الإعلامي
2024-12-21
أنيميا فقر الدم الانحلالي Hemolytic anemia
2024-12-21
نعلي الملك بسوسنس
2024-12-21
غطاء الأصابع والخواتم والنعال في عهد بسوسنس
2024-12-21



عقِم النساء عن يأتين بمثل أمير المؤمنين  
  
3452   09:11 صباحاً   التاريخ: 29-01-2015
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : :بشارة المصطفى(صلى الله عليه واله)لشيعة المرتضى(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج3,ص222-224.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

أخبرنا الشيخ العفيف أبو البقاء إبراهيم بن الحسن  البصري ( رحمه الله ) ، قراءة عليه في صفر سنة عشرة  وخمسمئة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدّثني الشيخ أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة ، قال : حدّثني أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن خالد المداري ، قال : حدّثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني في شعبان سنة ست وثمانين وثلاثمئة ببغداد في نهر الدجاج في دار الصيداوي المنشد ، قال : حدّثنا محمد بن محمد بن معقل العجلي القرميسني بشهرزور ، قال : حدّثنا محمد بن أبي الصهبان الباهلي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبان بن تغلب ( رحمه الله ) ، عن عكرمة مولى عبد الله بن عباس ، عن عبد الله بن عباس ( رضي الله عنه ) قال :  عقِم النساء أن يأتين بمثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ما كشفت  النساء ذيولهنّ عن مثله ، لا والله ما رأيت فارساً محدّثاً يوزن به لرأيته يوماً ونحن معه بصفّين وعلى رأسه عمامة سوداء وكأنّ عينيه سراجاً سليط تتوقّدان من تحتهما يقف على شرذمة  يخطبهم ، حتى انتهى إلى نفر أنا فيهم وطلعت خيل لمعاوية لعنه الله تُدعى بالكتيبة الشهباء عشرة آلاف دارع على عشرة آلاف أشهب ، فاقشعر الناس لها لمّا رأوها وانحاز بعضهم إلى بعض .

فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فيما النَّخع والخَنع يا أهل العراق ، هل هي إلاّ أشخاص مائلة فيها قلوب طائرة لو مسّتها سيوف أهل الحقّ لرأيتموها كجراد بقيعة سفته الريح في يوم عاصف ، ألا فاستشعروا الخشية وتجلببوا السكينة وادرعوا الصبر ، وغضّوا الأصوات وقلقوا الأسياف في الأغماد قبل السلّة ، وانظروا الخزر واطعنوا الشزر وكافحوا بالضبا  ، وصلوا السيوف بالخطى والنبال بالرماح ، وعاودوا الكرّ واستحيوا من الفرّ ، فإنّه عار في الأعقاب ونار يوم الحساب ، فطيّبوا عن أنفسكم نفساً وامشوا إلى الموت مشية سجحاً فإنّكم بعين الله عزّ وجلّ ومع أخي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وعليكم بهذا السرادق الأدلم والرواق المظلم واضربوا بثجّة ، فإنّ الشيطان راقد في كسره ناقش حضينه مفترش ذراعيه قد قدّم للوثبة يداً وأخّر للنكوص رجلاً ، فصمداً صمداً حتى ينجلي لكم عمود الحقّ وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ، ها أنا شادّ فشدّوا ، بسم الله الرحمن الرحيم حم لا يبصرون .

ثمّ حمل عليهم أمير المؤمنين  (عليه السلام) حملة وتبعته خويلة لم تبلغ المئة فارس فأجالهم فيها جولان الرحى المسرحة بثقالها ، فارتفعت عجاجة منعتني النظر ثمّ انجلت ، فأثبت النظر فلم نرَ إلاّ رأساً نادراً ويداً طايحة فيما كان بأسرع من أن ولّوا مدبرين كأنّهم حُمر مستنفرة ، فرّت من قسورة ، فإذا أمير المؤمنين قد أقبل وسيفه ينطف ووجهه كشقّة القمر وهو يقول : قاتلوا أئمة الكفر إنّهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون .

قال عكرمة : وكان ابن عباس ( رضي الله عنه ) يحدّث فيقول  : أمر رسول الله علياً ( عليه السلام ) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : يا علي ، إنّك لمقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.