المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4539 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


كلام الامام الصادق عليه السّلام مع زنديق في إثبات الباري تعالى وصفاته  
  
967   09:48 صباحاً   التاريخ: 29-3-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج2 ، 85- 88
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته /

الزنديق : كيف يعبد اللّه الخلق ولم يروه.

الإمام عليه السّلام : رأته القلوب بنور الإيمان  أثبتته العقول بيقظتها إثبات العيان وأبصرته الأبصار بما رأته من حسن التركيب وإحكام التأليف ثم الرسل وآياتها والكتب ومحكماتها. الزنديق: أليس هو قادرا أن يظهر لهم حتى يروه ويعرفوه فيعبد على يقين.

الإمام عليه السّلام: ليس للمحال جواب (إلا أنه محال لا تتعلق به القدرة).

الزنديق: من أي شي‏ء خلق الأشياء.

الإمام عليه السّلام: لا من شي‏ء.

الزنديق: فكيف يجيء من لا شي‏ء شي‏ء.

الإمام عليه السّلام: ان الأشياء لا تخلو أن تكون خلقت من شي‏ء أو من غير شي‏ء، فإن كانت خلقت من شي‏ء كان معه (مع اللّه أزليا)، فإن ذلك الشي‏ء قديم لا يكون حديثا ولا يفنى ولا يتغير ولا يخلو ذلك الشي‏ء من أن يكون جوهرا واحدا ولونا واحدا، فمن أين جاءت هذه الألوان المختلفة والجواهر الكثيرة الموجودة في هذا العالم من ضروب شتى، ومن أين جاء الموت إن كان الشي‏ء الذي أنشأت منه الأشياء حيا أو من أين جاءت الحياة إن كان ذلك الشي‏ء ميتا ولا يجوز أن يكون من حي وميت قد عين لم يزالا لأن الحي لا يجي‏ء منه ميت وهو لم يزل حيا (و لا يجوز أيضا أن يكون الميت قديما لم يزل بما هو به الموت، لأن الميت لا قدرة له ولا بقاء).

بداية الخلقة : من شي‏ء أو من لا شي‏ء أو لا من شي‏ء.

كان الزنديق لم يتفهم أو لم يرد أن يفهم المعنى من قوله عليه السّلام: (ان اللّه خلق الأشياء لا من شي‏ء) حيث اعترض كيف يجي‏ء من لا شي‏ء شي‏ء (والإمام بدل أن يكرر قوله لا من شي‏ء كما بدء أخذ في البرهنة على الخلق لا من شي‏ء، ان الأشياء اما انها مخلوقة في البدء من شي‏ء أو لا من شي‏ء فرضين معقولين دون أن يعتبر خلقها من لا شي‏ء ولو احتمالا ثم زيف احتمال خلقها من شي‏ء بأن هذا الشي‏ء المخلوق منه الأشياء لا بدّ أن يكون مع اللّه أزليا إذ أن حدوثه مهما كان انتقال إلى الغرض الاول ان الأشياء خلقت لا من شي‏ء) ثم الأزلي لا يفنى ولا يتغير.

وهذا الشي‏ء على فرض أنه كان جوهرا ولونا واحدا يستحيل أن يتبدل إلى ألوان مختلفة إذ أن التغير والتبدل من صفات الحادث: المستحيلة على الأزلي، ثم إن كان هذا الجوهر الاول حيا فكيف جاء منه الموت أو كان ميتا كيف يجي‏ء منه الحي مع أن الميت لا يمكن أن يكون أزليا إذ أن الأزلية غني مطلق دون أي نقص وحالة منتظرة، فهذه البراهين سنادها في حدوث العالم، إنما هو التغير المحسوس فيه ظاهرة بينة تدلنا على الحدوث دون مراء.

الزنديق: فمن أين قالوا ان الأشياء أزلية.

الإمام عليه السّلام: هذه مقالة قوم جحدوا مدبر الأشياء، فكذبوا الرسل ومقالتهم والأنبياء وما أنبئوا عنه وسموا كتبهم أساطير الأولين ووضعوا لأنفسهم دينا بآرائهم.

الحركة والتغير والزمان من براهين الحدوث ان الأشياء تدل على حدوثها، من دوران الفلك بما فيه وهي سبعة أفلاك وتحرك الأرض ومن عليها وانقلاب الأزمنة واختلاف الوقت والحوادث التي تحدث في العالم من زيادة ونقصان وموت وبلى واضطرار النفس إلى الإقرار بأن لها صانعا ومدبرا.

(أما ترى الحلو يصير حامضا والعذب مرا والجديد باليا وكل إلى تغير وفناء) هذا استدلال بالحركة والتغير والزمان في المادة مع حدوثها كما سبق البحث عنها.

(ان اللّه عالم بالأشياء قبل الإيجاد)

الزنديق: فلم يزل صانع العالم عالما بالأحداث التي أحدثها قبل أن يحدثها.

الإمام عليه السّلام: لم يزل يعلم فخلق ما علم.

الزنديق: أمختلف هو أم مؤتلف.

الإمام عليه السّلام: لا يليق به الاختلاف ولا الايتلاف، إنما يختلف المتجزئ ويأتلف المتبعض فلا يقال له: مؤتلف ولا مختلف.

الزنديق : فكيف هو اللّه الواحد.    

الإمام عليه السّلام : واحد في ذاته فلا واحد كواحد لأن ما سواه من الواحد متجزئ وهو تبارك وتعالى واحد لا متجزئ ولا يقع عليه العد (أي ان وحدته لا تنقلب ومحال أن تنقلب إلى التعدد والكثرة كما انها ليست بعد الكثرة) وهذا معنى قولهم عليهم السلام واحد لا بعدد لا عن عدد لا بتأويل عدد.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.