أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-06-2015
2581
التاريخ: 12-08-2015
2624
التاريخ: 13-08-2015
2426
التاريخ: 28-2-2018
2251
|
هو أبو مروان عبد الملك بن غصن الحجاريّ من أهل وادي الحجارة (على مقربة من مدريد، شمالا) رحل إلى المشرق و تأدّب (على نفر من علمائه) و حجّ ثمّ عاد إلى بلده. نال حظوة عند ملوك الطوائف، غير أنّه فضّل صحبة أبي عبيدة (المستبد بأمر مدينة وادي الحجارة؟) فغضب عليه المأمون بن ذي النون (4٢٩-46٧ ه) صاحب طليطلة (ربّما لمنافسة أبي عبيدة له و لطمع المأمون في الاستيلاء على وادي الحجارة-لقرب المسافة بين البلدين) . و قد استطاع المأمون أن ينكب عبد الملك الحجاريّ و أن يسجنه أيضا. و لكن المقتدر بن هود صاحب سرقسطة (4٣٨-4٧4 ه) استطاع أن يخلّصه، إذ شفع له عند المأمون (نفح الطيب 3:364) فأطلق المأمون سراحه. و كانت وفاة عبد الملك بن غصن سنة 454 ه (1062 م) .
كان أبو مروان عبد الملك الحجاريّ أديبا شاعرا. و شعره عذب رقيق متفرّق بين الفخر و المدح و الهجاء و الاعتذار و العتاب و الخمر و وصف الطبيعة و الإخوانيّات. و كان بارعا في أنواع العلوم و الآداب من الأدب و التاريخ خاصّة.
و كان أيضا مؤلّفا كتب في سجنه رسالة عنوانها «رسالة السجن و المسجون و الحزن و المحزون» و ضمّنها ألف بيت من شعره و أهداها إلى المأمون بن ذي النون (أملا في إطلاق سراحه) . و له رسالة أخرى عنوانها «العشر كلمات» .
مختارات من شعره:
- كتب عبد الملك بن غصن الحجاريّ من سجنه إلى أخيه:
أ أروى، و بين ضلوعي حريق... و أشجى و إنسان عيني غريق (1)
و في كلّ يوم و في كلّ حين... يحمّلني الدهر ما لا أطيق
تهيم الخطوب بوصلي، فما... لهنّ إلى غير قلبي طريق
أ يا واحدي و شقيقي و يا... فريقا يبكّيه منّي فريق (2)
أخوك أخو نكبات لها... يرقّ العدوّ، فكيف الصديق؟
كسدت و نظمي درّ نفيس ... وضعت و نثري مسك عبيق
و ما أظلم الجهل في معشرٍ... و في أفقهم من علومي شريق (3)
و لو جاثليق تخوّلته... بموعظة آمن الجاثليق (4)
- و قال يفتخر برسالته و بما ضمّنها من الشعر:
و ألف بيت من القريض إذا ما.... ت جميع الأنام لم تمتِ
لو أنّ شعر الورى ينظّم في عقـ...ـدٍ لكانت بموضع السطةِ (5)
سائرة حيث لم يسر قمرٌ... و لا سرت أنجم و لا جرتِ
- و قال يهجو المأمون بن ذي النون:
تلقّبت بالمأمون ظلما، و إنّني... لآمن كلبا حيث لست مؤمّنه (6)
حرام عليه أن يجود ببشره... و أمّا الندى فاندب هنالك مدفنه (7)
سطور المخازي دون أبواب قصرهِ... بحجّابه للقاصدين معنونه (8)
- و قال يصف الربيع:
يا صوب غادية الربيع الممطر... بادر بسيبك رسم دار مقفر (9)
ميدان أفراس الصبا و ملاعب الـ...ـآرام و الروض الأنيق الأزهر (10)
و اقذف بسلك الغيث في ساحاته... و اسكب لآليه عليه و انثر (11)
حتّى ترى الغيطان زاهرة الربى... تنبيك عن عهد الزمان الأزهر (12)
و ترى الأقاح كأنّه فم شادن ... غنج تبسّم عن لقيط الجوهر (13)
و شقائق النعمان مثل الغيد و الطْـ...ـطَلّ النديّ كدمعة في محجر (14)
لو لا خفارتها و حالك شعرها... قلنا: سبايا من بنات الأصفر (15)
- و قال عبد الملك الحجاري يصف الخمر:
يا فتية خيرة فدتهم من... حادثات الزمان نفسي
شربهم الخمر في بكور... و نطقهم عندها بهمسِ
أ ما ترون الشتاء يلقي... في الأرض بسطا من الدمقسِ (16)
مقطّب عابس ينادي: يوم سرور و يوم أنس (17)
_________________
١) أشجى أنا (من شجي: طرب) . إنسان عيني (البؤبؤ) غريق: عيني مملوءة بالدموع (حزين) .
٢) واحدي و شقيقي (أخي الذي ليس لي أخ غيره) . فريق يبكيه منّي فريق: نحن شخص واحد يبكي على نفسه.
٣) في أفقهم: في بلادهم. شريق: شارق أو مشرق (القاموس المحيط ٣:٢4٩) . -لا يخيّم ظلام الجهل على قوم إذا أشرق عليهم شيء من علومي.
4) لو تخوّلت (تعهّدت بالموعظة) الجاثليق (رئيس النصارى) حتّى يؤمن بالإسلام لآمن (كناية عن مقدرته) .
5) السطة: الوسط (اللؤلؤة الكبيرة جدّا و التي تكون في وسط العقد)
6) آمن-أأتمن (أثق ب) .
7) البشر: طلاقة الوجه و اظهار السرور بالناس. الندى: الكرم.
8) حجّاب القصر عنوان للمخازي الموجودة في داخل القصر.
9) الصوب: المطر المعتدل. الغادية: السحابة التي تمطر في الصباح. السيب: العطاء (المطر) . مقفر مهجور (صفة للاسم «رسم» : المكان الذي كانت فيه الدار قائمة) .
10) الدار التي كانت ميدانا للهونا و ملعبا (مرتعا) للآرام (جمع رئم بكسر الراء: الغزال الأبيض) : النساء الجميلات.
11) لآلئ جمع لؤلؤة (كناية عن حبّات المطر التي لها شكل اللؤلؤة و قيمتها) .
12) الغيط (بالفتح) : الأرض المنخفضة (تتجمّع فيها المياه فتكون خصبة) . تنبيك-تنبئك: تخبرك. الأزهر (مكرّرة في الأصل) .
13) الأقاح جمع أقحوانة (بضم الهمزة) : زهر قلبه أصفر و له بتلات بيض. الشادن: الغزال الصغير (الفتاة الجميلة) . الجوهر: اللؤلؤ (كناية عن أسنانه البيض الجميلة) .
14) الغيداء: المرأة الجميلة. الطلّ: الندى الذي يسقط ليلا. المحجر (التجويف الذي تكون فيه العين) : العين.
15) الخفارة (تكون بالفتح و الكسر و الضمّ و تتعلّق بالحراسة) و المقصود هنا: الخفر (بفتح ففتح) : الحياء. الحالك: الأسود. بنو الأصفر: الروم.
16) بسط جمع بساط (ما يفرش على الأرض) . الدمقس: الحرير (الشتاء يكسو الأرض بالنبات الأخضر.) كذا في بغية الملتمس ص ٩٧ س.
17) مقطّب عاقد بين حاجبيه (كناية عن الغضب) . يوم سرور و يوم أنس (بضمّ الهمزة: سرور بعشرة الناس) . . . لعلّها: «بؤس» (؟) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|