أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2016
740
التاريخ: 1-08-2015
899
التاريخ: 28-2-2018
1546
التاريخ: 28-2-2018
784
|
[الرجعة] من متفردات الامامية.
قال الصدوق (ره): اعتقادنا في الرجعة أنها حق.
معنى الرجعة :
الرجعة : عبارة عن حشر قوم عند قيام القائم الحجة بن الحسن عليه السّلام ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته و معونته و يبتهجوا بظهور دولته وقوم من اعدائه ينتقم منهم و ينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب و القتل على أيدي شيعته و ليبتلوا بالذل و الخزي بما يشاهدون من علو كلمته.
وهي عندنا الامامية الاثنا عشرية تختص بمن محّض الايمان ومحّض الكفر والباقون سكوت عنهم.
ويدل على ثبوتها مضافا الى الاجماع بل ضرورة المذهب الكتاب والسنة.
أمّا الكتاب فعدة آيات :
الاولى : قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ} [النمل: 83] ، حيث دلت هذه الآية على أن هذا الحشر خاص ببعض دون بعض فتعيّن أن يكون غير الحشر الأكبر الذي في القيامة لأنه عام بالاتفاق، ولقوله تعالى فيه : { وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 47]. وروى القمي في تفسيره عن الصادق عليه السّلام أنه سئل عن تفسير الآية الاولى فقال عليه السّلام: ما يقول الناس فيها، قلت يقولون أنها في القيامة، فقال عليه السّلام: يحشر اللّه يوم القيامة من كل أمة فوجا و يترك الباقين إنما ذلك في الرجعة فأما آية القيامة فهذه: «وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً»، و الأخبار بهذا المضمون كثيرة.
الثانية : قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85].
فعن الباقر عليه السّلام في تفسيرها قال ما أحسب نبيكم إلا سيطلع عليكم اطلاعة، و عن الصادق عليه السّلام في تفسيرها قال لا و اللّه لا تنقضي الدنيا و لا تذهب حتى يجتمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و علي فيلتقيان و يبيتان بالثوية، و هو موضع بالكوفة مسجدا له اثني عشر ألف باب و عن السجاد في الآية قال: يرجع إليكم نبيكم وعن الباقر عليه السّلام قال: يرحم اللّه جابرا لقد بلغ علمه أنه كان يعرف تأويل هذه الآية إن الذي فرض الآية يعني الرجعة.
الثالثة : قوله تعالى: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ} [آل عمران: 157]... { لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ} [آل عمران: 158].
فروى القمي عن الباقر عليه السّلام أن المراد القتل في سبيل عليّ و ذريته. فمن قتل في ولايته قتل في سبيل اللّه، و ليس أحد يؤمن بهذه الآية إلا و له قتلة و ميتة أنه من قتل في فينشر حتى يموت و من مات ينشر حتى يقتل. و قال عليه السّلام في قوله تعالى: «كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ»: ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه، إن من قتل لا بد أن يرجع الى الدنيا حتى يذوق الموت.
الرابعة : قوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة: 21]. روى القمي (ره) عن الصادق عليه السّلام قال : العذاب الأدنى عذاب الرجعة بالسيف والعذاب الأكبر في القيامة و معنى لعلّهم يرجعون يرجعون في الرجعة فيعذبون.
الخامسة : قوله تعالى : {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } [غافر: 51] .
فروى القمي في تفسيره و سعد بن عبد اللّه عن الصادق عليه السّلام قال: ذلك و اللّه في الرجعة. أما علمت أن أنبياء اللّه كثيرا لم ينصروا في الدنيا وقتلوا والأئمة من بعدهم قتلوا و لم ينصروا في الدنيا فذلك في الرجعة.
السادسة : قوله تعالى: {جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا } [المائدة: 20]. عن سليمان الديلمي قال: سالت أبا عبد اللّه عليه السّلام عنها، فقال: الأنبياء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم وابراهيم واسماعيل و ذريته والملوك الأئمة، فقلت : وأي ملك اعطيتهم فقال: ملك الجنة وملك الكرة ولا يكون هذا إلا في الرجعة.
السابعة : قوله تعالى: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ} [غافر: 11]. روى القمي عن الصادق عليه السّلام. قال ذلك في الرجعة يعني أحد الإحياءين في الرجعة و الآخر في القيامة و إحدى الإماتتين في الدنيا و الاخرى في الرجعة و الآية ظاهرة كمال الظهور في الرجعة.
الثامنة : قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } [النساء: 159] . روى القمي أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم إذا رجع آمن به الناس كلهم و عن شهر بن حوشب قال قال لي الحجاج: آية في كتاب اللّه قد اعيتني، فقلت: أيها الأمير أية آية هي؟ فقال قوله تعالى: «وَ إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ (الآية) و اللّه إني لآمر باليهودي و النصراني فتضرب عنقه ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتى يخمد. فقلت: أصلح اللّه الأمير ليس على ما تأولت.
قال: كيف هو. قلت: إن عيسى ينزل قبل يوم القيامة الى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودى و لا غيره إلا آمن به قبل موته و يصلي خلف المهدي. قال: ويحك أنى لك هذا، و من أين جئت به؟ فقلت: حدّثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليه السّلام. فقال الحجاج: جئت و اللّه بها من عين صافية.
التاسعة: قوله تعالى: { وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [الأنبياء: 95].
روى القمي في الصحيح عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن الصادق عليه السّلام و الباقر عليه السّلام قالا: كل قرية أهلك اللّه أهلها بالعذاب لا يرجعون، فهذه الآية من أعظم الدلالة على الرجعة. لأن أحدا من أهل الإسلام لا ينكر أن الناس كلهم يرجعون الى القيامة من هلك و من لم يهلك فقوله: لا يرجعون عنى الرجعة فأمّا الى القيامة يرجعون حتى يدخلوا النار.
العاشرة: قوله تعالى: { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ } [النمل: 82]. يعني إذا وجب العذاب و الوعيد عليهم أو أنزل العذاب بهم عند اقتراب الساعة أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم بلسان يفهمونه بأن يقول لهم: أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون.
وقد تضافر في أخبارنا أن المراد بهذه الدابة أمير المؤمنين عليه السّلام و أنه يخرج قبل يوم القيامة و معه عصا موسى و خاتم سليمان فيضرب المؤمن فيما بين عينيه بالعصى فينتقش فيها أنه مؤمن حقا و يسم الكافر بين عينيه فينتقش فيه أنه كافر حقا.
روى القمي في تفسيره عن الصادق عليه السّلام في الصحيح قال انتهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم الى أمير المؤمنين عليه السّلام و هو نائم في المسجد قد جمع رملا و وضع رأسه عليه فحرّكه برجله ثم قال: قم يا دابة اللّه، فقال رجل من أصحابه: يا رسول اللّه أ نسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم؟ فقال: لا و اللّه ما هو إلا له خاصة و هو الدابة التي ذكرها اللّه في كتابه، و إذا وقع القول الخ ... ثم قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم يا علي إذا كان آخر الزمان أخرجك اللّه في أحسن صورة و معك مسيم تسم به أعداءك.
قال قال رجل لعمّار بن ياسر يا أبا اليقظان آية في كتاب اللّه قد أفسدت قلبي و يشككني. قال عمّار: و أية آية هي قال قول اللّه: و إذا وقع القول الآية، فأية دابة هذه قال عمار: و اللّه ما أجلس و لا آكل و لا أشرب حتى اريكها فجاء عمار مع الرجل الى أمير المؤمنين عليه السّلام و هو يأكل تمرا و زبدا، فقال: يا أبا اليقظان هلمّ فجلس عمار و أقبل يأكل معه فتعجب الرجل منه، فلما قام عمار قال الرجل: سبحان اللّه، يا أبا اليقظان حلفت أنك لا تأكل و لا تشرب و لا تجلس حتى ترينها. قال عمار قد أريتكها إن كنت تعقل.
وقد روى العامة في كتبهم، عن عمار و ابن عباس و غيرهما و روى الزمخشري في الكشاف أنها تخرج من الصفاء و معها عصا موسى و خاتم سليمان، فتضرب المؤمن في مسجده أو فيما بين عينيه بعصا موسى فتنكت نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة في وجهه حتى يضيء لها وجهه كأنه كوكب دري، أو تكتب بين عينيه مؤمن، و تنكت الكافر بالخاتم في أنفه فتفشو النكتة حتى يسود لها وجهه أو تكتب بين عينيه كافر.
وقد روى العامة و الخاصة عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال في مواطن كثيرة في خطبه أنا صاحب العصا و الميسم.
وروى العامة عن أبي هريرة و ابن عباس و الأصبغ بن نباتة أن دابة الأرض في الآية أمير المؤمنين عليه السّلام.
الحادي عشر : قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 81]. فقد ورد في أخبار كثيرة أن هذه النصرة تكون في الرجعة، و عن الصادق عليه السّلام في هذه الآية قال: ما بعث اللّه نبيا من لدن آدم إلا و يرجع الى الدنيا فينصر أمير المؤمنين عليه السّلام، و قوله: لتؤمنن به يعني رسول اللّه و لتنصرنه يعني أمير المؤمنين عليه السّلام. و عن الصادق عليه السّلام في الآية قال:
ليؤمنن برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم و لينصرن عليا قال: نعم و اللّه من لدن آدم و هلم جرا فلم يبعث اللّه نبيا و لا رسولا إلا ردّ جميعهم الى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي ابن أبي طالب عليه السلام.
الثاني عشر: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} [البقرة: 243]. قال الصدوق (ره): اعتقادنا في الرجعة أنها حق. و قد قال اللّه في كتابه العزيز و ذكر الآية، و قال في تفسيرها كانوا هؤلاء سبعين الف بيت، و كان قد يقع فيهم الطاعون كل سنة، فيخرج الأغنياء لقوتهم و يبقى الفقراء لضعفهم فيقل الطاعون في الذين يخرجون و يكثر في الذين يقيمون فيقول الذين يقيمون لو خرجنا لما أصابنا الطاعون و يقول الذين خرجوا لو أقمنا لأصابنا كما أصابهم فأجمعوا أن يخرجوا جميعا من ديارهم اذا كان وقت الطاعون، فخرجوا جميعهم فنزلوا على شط بحر فلما وضعوا رحالهم ناداهم اللّه موتوا فماتوا جميعا، فكستهم المارة عن الطريق فبقوا بذلك ما شاء اللّه، فمرّ بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له ارميا فقال لو شئت يا رب لأحييتهم فيعمروا بلادك و يلدوا عبادك و يعبدونك مع من يعبدك، فأوحى اللّه تعالى إليه أ فتحب أن احييهم لك؟ قال: نعم يا رب، فأحياهم اللّه له و بعثهم معه، فهؤلاء ماتوا و رجعوا الى الدنيا ثم ماتوا بآجالهم.
فأما السنة فكثيرة، فقد ادعى تواترها :
منها ما رواه في البصائر عن الخثعمي قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول :
إن إبليس قال انظرني إلى يوم يبعثون فأبى اللّه ذلك عليه فقال إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، فإذا كان يوم الوقت ظهر إبليس في جميع أشياعه منذ خلق اللّه آدم إلى يوم الوقت و هي آخر كرة يكرها أمير المؤمنين عليه السّلام فقلت و انها لكرات قال نعم إنها لكرات و كرات ما من إمام في قرن إلا و يكر معه البر و الفاجر في دهره حتى يديل اللّه تعالى المؤمن الكافر فإذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين عليه السّلام في أصحابه و جاء إبليس في أصحابه و يكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال له الروحاء قريب من كوفتكم فيقتلون قتالا لم يقتل مثله منذ خلق اللّه عز و جل العالمين فكأني أنظر إلى أصحاب علي أمير المؤمنين عليه السّلام و قد رجعوا الى خلفهم القهقرى مائة قدم و كأني أنظر إليهم و قد وقعت بعض أرجلهم في الفرات فعند ذلك يهبط الجبار أي ينزل آيات عذابه في ظلل من الغمام و الملائكة و قضي الأمر رسول اللّه أمامه بيده حربة من نور فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقرى أي ناكصا على عقبيه فيقولون له أصحابه أين تريد و قد ظفرت فيقول إني أرى ما لا ترون إني أخاف اللّه رب العالمين فيلحقه النبي عليه السّلام فيطعنه طعنة بين كتفيه فيكون هلاكه و هلاك جميع أشياعه فعند ذلك يعبد اللّه عز و جل و لا يشرك به شيئا و يملك أمير المؤمنين صلّى اللّه عليه و آله و سلم أربعا وأربعين ألف سنة حتى يلد الرجل من شيعة علي ألف ولد من صلبه ذكرا في كل سنة ذكرا وعند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة و ما حوله بما يشاء اللّه.
وبهذا الإسناد عن الصادق عليه السّلام قال: إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي (الحديث).
وفي البصائر أيضا بأسانيد عديدة عن الباقر عليه السّلام قال: إن أول من يرجع لجاركم الحسين فيملك حتى يقع حاجباه على عينيه من الكبر.
وروى الصدوق (ره) في العيون بإسناد معتبر عن الحسن بن الجهم قال:
قال يا أبا الحسن ما تقول في الرجعة، فقال عليه السّلام انها الحق قد كانت في الامم السالفة و نطق بها القرآن، و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم يكون في هذه الامة كل ما كان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة.
وفي كامل الزيارة لابن قولويه عن الصادق عليه السّلام في زيارة الحسين و نصرتي لكم معدة حتى يحكم اللّه و يبعثكم فمعكم معكم لا مع عدوكم إني من المؤمنين برجعتكم لا أنكر للّه قدرة و لا اكذب له مشيئة و لا أزعم أن ما شاء لا يكون.
و روى الكليني (ره) و القمي في تفسيره عن الصادق عليه السّلام في قوله تعالى (وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) إنما عنى الحسن و الحسين عليهما السلام ثم عطف على الحسين فقال: (حملته أمه كرها و وضعته كرها) و ذلك أن اللّه أخبر رسوله و بشّره بالحسين قبل حمله و أن الإمامة تكون في ولده إلى يوم القيامة ثم أخبره بما يصيبه من القتل و المصيبة في نفسه و ولده ثم عوّضه بأن جعل الإمامة في عقبه و أعلمه أن يقتل ثم يرده إلى الدنيا و ينصره حتى يقتل أعدائه و يملكه الأرض، و هو قوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 5] ، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ} [الأنبياء: 105] الآية ... فبشر اللّه نبيه أن أهل بيتك يملكون الأرض و يرجعون إليها و يقتلون أعداءهم.
وفي اختصاص المفيد ص 257 عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول و اللّه ليملكن رجل منا أهل البيت بعد موته ثلاثمائة سنة و يزداد تسعا، قال:
فقلت فمن يكون ذلك قال فقال بعد موت القائم عليه السّلام قلت له و كم يقوم القائم في عالمه حتى يموت قال فقال تسعة عشر سنة من يوم قيامه إلى يوم موته قلت له فيكون بعد موته الهرج قال نعم خمسين سنة ثم يخرج المنتصر الى الدنيا فيطلب بدمه و دماء أصحابه فيقتل حتى يقال لو كان هذا من ذرية الأنبياء ما قتل الناس كل هذا القتل فيجتمع عليه الناس أبيضهم و أسودهم فيكثرون عليه حتى يلجئوه الى حرم اللّه فإذا اشتد البلاء عليه و قتل المنتصر خرج السفاح الى الدنيا غضبا للمنتصر فيقتل كل عدو لنا و هل تدري من المنتصر و من السفاح يا جابر؟ المنتصر الحسين بن علي عليه السّلام و السفاح علي بن أبي طالب عليه السّلام.
وفي إرشاد المفيد روى المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: يخرج مع القائم عليه السّلام من ظهر الكوفة سبعة و عشرون رجلا خمسة عشر من قوم موسى الذين كانوا يهدون بالحق و به يعدلون و سبعة من أهل الكهف و يوشع بن نون و سلمان و أبو دجانة الأنصاري و المقداد و مالك الأشتر فيكونوا بين يديه أنصارا و حكاما.
وفي منتخب البصائر عن الصادق عليه السّلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: أنا الفاروق الأكبر و صاحب الميسم و أنا صاحب النشر الأول أي الرجعة و النشر الآخر وصاحب الكرات و دولة الدول و على يدي يتم موعد اللّه و تكمل كلماته و بي يكمل الدين.
وفي الاختصاص قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: أول من تنشق الأرض عنه و يرجع إلى الدنيا الحسين بن علي صلّى اللّه عليه و آله و سلم و أن الرجعة ليست بعامة و هي خاصة لا يرجع إلا من محّض الإيمان محضا أو محّض الشرك محضا.
وفي تفسير العياشي في قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ} [الإسراء: 6] عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال خروج الحسين عليه السّلام في الكرة في سبعين رجلا من أصحابه الذين قتلوا معه عليهم البيض المذهبة لكل بيضة وجهان.
وفي الزيارة المعروفة بالوارث، يا أبا عبد اللّه أشهد اللّه و ملائكته و أنبيائه و رسله أني بكم مؤمن و بإيابكم موقن.
وفي زيارة العباس عليه السّلام و نصرتي لكم معدة حتى يحكم اللّه و هو خير الحاكمين فمعكم معكم لا مع عدوكم إني بكم من المؤمنين.
وفي زيارة الفطر و الأضحى: وأنا بكم مؤمن و بإيابكم موقن.
وفي زيارة الأربعين للحسين عليه السّلام و أشهد أني بكم مؤمن و بإيابكم موقن بشرائع ديني و خواتيم عملي و قلبي لقلبكم سلم و أمري لأمركم متبع و نصرتي لكم معدة حتى يأذن لكم فمعكم معكم لا مع عدوكم.
وفي الجامعة : معترف بكم مؤمن بإيابكم مصدق برجعتكم منتظر لأمركم مرتقب لدولتكم.
وفي دعاء العهد : اللهم إن حال بيني و بينه الموت الذي جعلته على عبادك حقا مقضيا فاخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي مجردا قناتي ملبيا دعوة الداعي في الحاضر و البادي.
وفي الجامعة الكبيرة عن علي الهادي عليه السّلام : ونصرتي لكم معدة حتى يحيي اللّه تعالى دينه بكم و يردكم في أيامه و يظهركم لعدله و يمكنكم من أرضه، و اجعلني ممن يقتص بآثاركم و يسلك سبيلكم و يهتدي بهداكم و يحشر في زمرتكم و يكبر في رجعتكم و يملك في دولتكم و يشرف في عافيتكم و يمكن في أيامكم و تقرّ عينه غدا برؤيتكم.
عن الشيخ الطوسي عن الحسين بن روح (ره) في الزيارة الواردة في المشاهد المشرفة في شهر الرجب: يسأل اللّه إليكم المرجع و سعيه إليكم غير منقطع وأن يرجعني من حضرتكم خير مرجع الى جناب ممرع و خفض عيش موسع و دعة ومهل الى حين الاجل وخير مصير ومحل في النعيم الأزل والعيش المقتبل و دوام الأكل و شرب الرحيق والسلسل، وعل ونهل لا سأم منه ولا ملل، ورحمة اللّه و بركاته و تحياته عليكم، حتى العود إلى حضرتكم و الفوز في كرتكم و الحشر في زمرتكم.
في الخصال عن الباقر عليه السّلام أيام اللّه ثلاثة يوم القائم و يوم الكرّة و يوم القيامة {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33].
عن تفسير الطبري ج 10 ص 82. فقال بعضهم ذلك عند خروج عيسى حين تصير الملل كلها واحدة.
عن الصادق عليه السّلام قال ليس منّا من لم يؤمن بكرّتنا و يستحل متعتنا.
و في احتجاج الطبرسي: روى أن أبا حنيفة قال يوما من الأيام لمؤمن الطاق إنكم تقولون بالرجعة. قال نعم. قال أبو حنيفة: فأعطني الآن ألف درهم حتى اعطيك ألف دينار إذا رجعنا. قال الطاق لابي حنيفة: فأعطني كفيلا بأنك ترجع انسانا و لا ترجع خنزيرا.
وفي حق اليقين شبر (ره) عن الصادق عليه السّلام قال: من دعا إلى اللّه أربعين صباحا بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله أخرجه اللّه تعالى من قبره و فيه: اللهم إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما مقضيا فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي مجرّدا قناتي ملبيا دعوة الداعي (هو بقية اللّه حجة ابن الحسن عليه السّلام).
وفي تفسير الفرات بن ابراهيم و مناقب شاذان بن جبرئيل و تفسير محمد بن العباس بن مهيار بأسانيدهم عن الصادق في قوله تعالى: «يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ». قال: الراجفة الحسين بن علي و الرادفة علي بن أبي طالب وأول من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي عليه السّلام في خمسة و سبعين ألفا، و هو قوله تعالى: { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } [غافر: 51، 52].
وعن الصادق (ره) في كتاب صفات الشيعة عن الصادق عليه السّلام قال:
من أقرّ بسبعة أشياء فهو مؤمن، و ذكر منها الإيمان بالرجعة.
وفي كتاب حق اليقين شبر (ره) ص 30 عن الرضا عليه السّلام قال: من أقرّ بتوحيد اللّه و ساق الكلام إلى أن قال: و أقرّ بالرجعة و المتعتين و آمن بالمعراج و المسألة في القبر و الحوض و الشفاعة و خلق الجنة و النار و الصراط و الميزان و البعث و النشور و الجزاء و الحساب فهو مؤمن حقا و هو من شيعتنا أهل البيت.
رجعة الأئمة عليهم السلام :
حق اليقين للشبر (ره) ص 10 و مختصر البصائر ص 37 عن أبي جعفر عليه السّلام قال قال الحسين لأصحابه عليهم السلام قبل أن يقتل: إن رسول اللّه قال لي: يا بني إنك ستساق إلى العراق و هي أرض قد التقى فيها النبيون و أوصياء النبيين و هي أرض تدعى عمورا وإنك تستشهد بها و يستشهد معك جماعة من أصحابك و لا يجدون ألم مسّ الحديد، و تلا: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69] يكون الحرب بردا و سلاما عليك و عليهم، فأبشروا فو اللّه لئن قتلونا فانا نرد على نبينا ثم أمكث ما شاء اللّه فأكون أول من تنشق الأرض عنه فأخرج خرجة توافق خرجة أمير المؤمنين عليه السّلام و قيام قائمنا و حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم ثم لينزلن علي وفد من السماء من عند اللّه عز و جل لم ينزلوا إلى الأرض قط و ينزلن إلى جبرائيل وميكائيل وإسرافيل و جنود من الملائكة و ينزلن محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم و علي وأنا وأخي و جميع من منّ اللّه عليه في حمولات من حمولات الرب خيل أبلق من نور لم يركبها مخلوق ثم ليهزن محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم لوائه و ليدفعنه إلى قائمنا محمد عليه السّلام مع سيفه ثم إنا نمكث ما شاء اللّه ثم إن اللّه تعالى يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن و عينا من لبن و عينا من ماء، إلى أن قال: و لا يبقى رجل من شيعتنا إلا أنزل اللّه إليه ملكا يمسح عن وجهه التراب و يعرّفه أزواجه و منازله في الجنة و لا يبقى على وجه الأرض أعمى و لا مقعد و لا مبتلى إلا كشف اللّه عنه بلائه بنا أهل البيت الخبر.
يقول السيد ابراهيم الموسوي الزنجاني : إن اعتقادي هو ما ورد في التفاسير والأحاديث والأدعية واعتقاد علماء الاثنا عشرية قدس اللّه أسرارهم من أن اللّه تعالى يعيد عند ظهور الإمام الثاني عشر جماعة من الشيعة إلى الدنيا ليفوزوا بثواب نصرته و مشاهدة دولته و يعيد جماعة من الظلمة و الغاصبين و الظالمين لحق آل محمد عليهم السلام لينتقم منهم و البرهان على المدعي الآيات التي ذكرنا بمعونة التفسير الوارد عن عدل القرآن و الأحاديث المتواترة و إجماع علماء الحقة بعد إمكانها بل وقوعها في الامم الماضية.
و قال العلامة المجلسي (ره) أجمعت الشيعة على ثبوت الرجعة في جميع الآثار و اشتهر بينهم كالشمس في رابعة النهار حتى نظموها في أشعارهم و احتجوا على المخالفين في جميع أمصارهم و شنع المخالفون عليهم في ذلك و أثبتوا في كتبهم و أسفارهم منهم الرازي و النيسابوري و غيرهما و كيف يشك مؤمن بحقية الأئمة الأطهار فيما تواتر عنهم في قريب من مائتي حديث صريح رواها نيف و أربعون من الثقات العظام و العلماء الأعلام كثقة الإسلام الكليني و الصدوق محمد بن بابويه و الشيخ أبي جعفر الطوسي و السيد المرتضى و النجاشي و الكشي و العياشي و علي بن ابراهيم و سليم الهلالي و الشيخ المفيد و الكراجكي و النعماني و الصفار و سعيد ابن عبد اللّه و ابن قولويه و علي بن عبد الحميد و السيد علي بن طاوس و ولده صاحب كتاب زوائد الفوائد و محمد بن علي بن ابراهيم و فرات بن ابراهيم و أبي الفضل الطبرسي و أبي طالب الطبرسي (ره) و ابراهيم بن محمد الثقفي و محمد بن العباس ابن مروان و البرقي و ابن شهرآشوب و الحسن بن سليمان و القطب الراوندي و العلامة الحلي و السيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم و أحمد بن داود بن سعيد والحسن بن علي بن أبي حمزة و الفضل بن شاذان و الشيخ الشهيد محمد بن مكي و الحسين بن حمدان والحسن بن محمد بن جمهور والحسن بن محبوب و جعفر بن محمد بن مالك الكوفي و طهر بن عبد اللّه و شاذان بن جبرئيل، و إذا لم يكن مثل هذا متواترا ففي أي شيء يمكن دعوى التوتر مع ما روته كافة الشيعة خلفا عن سلف، و ظني أن من يشك في أمثالها فهو شاك في أئمة الدين. {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [التوبة: 32] .
وقد صنّف جماعة من القدماء كتبا في حقية الرجعة، فمنهم أحمد بن داود ابن سعيد الجرجاني قال الشيخ في الفهرست له كتاب المتعة و الرجعة و منهم الحسن ابن علي بن أبي حمزة البطائني و عدّ النجاشي من جملة كتبه كتاب الرجعة، و منهم الفضل بن شاذان النيسابوري، ذكر الشيخ في الفهرست و النجاشي أن له كتبا في إثبات الرجعة، و منهم الصدوق (ره) فإنه عدّ النجاشي من كتبه كتاب الرجعة، و منهم محمد بن مسعود النجاشي ذكر النجاشي و الشيخ في الفهرست كتابه في الرجعة، و منهم الحسن بن سلمان.
ولذا تضافرت الأخبار عن الأئمة الأطهار عليهم السلام، ليس منا من لم يؤمن برجعتنا كما ذكرناها مفصلا، و قد ذكر السيد بن طاوس (ره) في كتاب الطرائف روى مسلم في صحيحه في أوائل الجزء الأول بإسناده إلى الجراح قال: سمعت جابرا يقول عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر محمد الباقر عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم تركوها كلها، ثم ذكر مسلم في صحيحه بإسناده إلى محمد بن عمر الرازي قال:
سمعت حريزا يقول: لقيت جابر بن يزيد الجعفي فلم أكتب عنه لأنه كان يؤمن بالرجعة، ثم قال: انظر، رحمك اللّه، كيف حرموا أنفسهم الانتفاع برواية سبعين ألف حديث عن نبيهم صلّى اللّه عليه وآله وسلم برواية أبي جعفر الذي هو من أعيان أهل بيته الذين أمرهم بالتمسك بهم.
قد عرفت من الآيات المتظافرة و الأخبار المتواترة و كلام جملة من المتقدمين و المتأخرين من شيعة الأئمة الطاهرين أن أصل الرجعة حق لا ريب فيه و لا شبهة تعتريه ومنكرها خارج من رتبة المؤمنين ، فإنها من ضروريات مذهب الأئمة الطاهرين، وليست الأخبار الواردة في الصراط والميزان ونحوهما مما يجب الإذعان به أكثر عددا وأوضح سندا وأصرح دلالة وأفصح مقالة من أخبار الرجعة وإختلاف خصوصياتها لا يقدح في حقيقتها كوقوع الاختلاف في خصوصيات الصراط والميزان ونحوهما، فيجب الإيمان بأصل الرجعة إجمالا وان بعض المؤمنين وبعض الكفار يرجعون إلى الدنيا وإيكال تفاصيلها إليهم عليهم السلام، والأحاديث في رجعة أمير المؤمنين والحسين متواترة معنى وفي باقي الأئمة قريبة من التواتر، وكيفية رجوعهم هو هو على الترتيب أو غيره، فكل علمها إلى اللّه سبحانه وإلى أوليائه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|