المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
العصبية.. المذمومة والممدوحة
2024-05-30
خطورة الغيبة وعقاب المستغيب
2024-05-30
الفرق بين الغضب والشجاعة
2024-05-30
الملائكة لا يستكبرون عن العبادة
2024-05-30
{واذكر ربك في نفسك تضرعا}
2024-05-30
الانصات والاستماع لقراءة القران
2024-05-30

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ابن شُخَيص القرطبي  
  
3061   11:13 صباحاً   التاريخ: 8-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص329-331
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

 

هو أبو عبد اللّه محمّد بن مطرّف من أهل قرطبة اتّصل بالمنصور بن أبي عامر (ت ٣٩٢ ه‍) ثمّ بابنه المظفّر من بعده و كان يجالس المظفّر. و مات قبل سنة 4٠٠ ه‍ (١٠٠٩ م) .

كان ابن شخيص القرطبيّ «من أهل الأدب المشهورين و من أعيان الشعراء المقدّمين سالكا في أساليب الجدّ و الهزل، و شعره كثير مشهور» . و تجد له عددا من المختارات (1) في كتاب التشبيهات للكتّاني (ت 4٢٠ ه‍) . و لابن شخيص قصائد و مقطّعات. و فنونه الوصف و الغزل و المدح و الهجاء، و ربّما نحا نحوا بدويّا في مديحه و نحوا سوقيّا في هجائه.

مختارات من شعره:

- قال محمّد بن شخيص في الوصف:

كأن انتثار الطلّ في الورد أدمع... تبدّى على زهر الخدود انتثارها (2)

كأنّ جنيّ الأقحوان بروضها... ثغور العذارى حين راق اثّغارها (3)

- و قال في الوصف أيضا:

و لمّا امترى في جنّة الخلد بعضهم... أقام لأبصار الجميع مثالها (4)

فللعين أنوار البساتين حولها... و للسمع تفجير المياه خلالها (5)

كأنّ يواقيتا أذيبت فأشربت... سطوح المباني صبغها و صقالها (6)

- و قال في النسيب (و يبدو أنّ الأبيات التالية و الأبيات السابقة من قصيدة واحدة في المديح) :

- و قال في تفضيل الورد لأنّه نبت سنويّ (يأتي في أوائل فصل الربيع بعد أن تكون النفوس قد اشتاقت إليه) و تصغير شأن الآس لأنّه نضار (دائم الخضرة، و لذلك يملّه الناس) :

و معتلّة الأجفان ما زلت مشفقا... عليها، و لكنّي ألذّ اعتلالها (7)

جفون أجال الحسن فيهنّ فترة... فحلّ عرى الآجال منذ أجالها (8)

فهل من شفيع عند ليلى إلى الكرى... لعلّي إذا ما نمت ألقى خيالها

يقولون لي: صبرا على مطل وعدها... و ما وعدت ليلى فأشكو مطالها (9)

و ما كان ذنبي غير حفظي عهودها... طيّي هواها و احتمالي دلالها (10)

أراد الورد بالآس انتقاصا... فقال له (11)  نقيصتك الملالُ

فقال الورد: لست أزور إلاّ... على شوق كما زار الخيالُ (12)

و أنت تديم تثقيلا طويلا... تدوم به كما رست الجبال

فتسأمك العيون لذاك بغضا... و ترقبني كما رقب الهلال (13)

- و قال في الهجاء مع الهزء:

قست بالشعر معشرا فإذا هم ... صور الإنس في طباع الحميرِ

كلّما جئتهم لأنشد شعري... طمعا من نوالهم باليسير (14)

فكأنّي وضعت فلكة بوقٍ... في فمي أو ضغطت أنبوب كير (15)

_____________________

١) اثنتا عشرة قطعة تجمع ستّة و أربعين بيتا.

٢) الطلّ: نقاط الماء التي تسقط في الصباح الباكر على الأغصان عادة. -كأنّ الورد خدود، و كأنّ الطلّ دموع.

٣) الأقحوان زهر يتألف من دائرة صغيرة صفراء حولها بتلات بيض تشبه الأسنان الأمامية. الجني: الناضر (الزاهي اللون) الطريّ (الحديد) . الاثّغار: بدء ظهور الأسنان (الأسنان الجديدة، و تكون صحيحة بيضاء مستوية، الخ) .

4) لمّا شكّ قوم في شكل الجنّة (جهلوا صورتها و وصفها) أنشأ هو في الأرض شبها لها.

5) الأنوار جمع نور (بفتح النون) : الزهر الأبيض.

6) انعكس لون الزهر على سطوح الابنية! !

7) معتلّة الأجفان: ناعسة العينين. ألذّ اعتلالها: أجد لذّة في نعس عينيها.

8) أجال الحسن فيهنّ فتره: جعل في عينيها كلتيهما فتره (فتورا، نعسا) . حلّ عرى الآجال (الأعمار) : قصّر أعمار الناس.

9) المطل (بالضم) و المطال (بكسر الميم) : المماطلة، تأخير الوفاء بالوعود بأعذار مختلفة.

10) طيّي (المصدر طيّ مضافا إلى الضمير المتصل (الياء) هواها: إخفائي حبّي لها عن الناس.

11) فقال الآس للورد.

12) الخيال: الطيف الذي يرى في المنام.

13) تسأم: تملّ. ترقبني: تنتظرني. كما رقب الهلال: كما ينتظر الناس هلال (العيد) .

14) النوال: العطاء. اليسير: القليل.

15) فلكة (؟) البوق: آلة يزمّر بها. الكير منفاخ الحدّاد. سدّوا آذانهم (كيلا يسمعوا الصوت) و هربوا (كيلا تتّسخ أثوابهم) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.