المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



مقتل اللعين ابن ملجم  
  
3530   01:32 مساءً   التاريخ: 19-01-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص259-260.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

 لما دفن الحسن (عليه السلام) أباه بالنجف و رجع الى الكوفة، رقى المنبر في جمع من شيعة أبيه (عليه السلام) فأراد الكلام فخنقته العبرة، فقعد ساعة ثم قام و خطب خطبة في غاية الفصاحة و البلاغة.

وملخّصها انّه قال بعد الثناء على اللّه و حمده و تسبيحه : الحمد للّه الذي أحسن الخلافة علينا أهل البيت وعنده نحتسب عزانا في خير الآباء رسول اللّه (صلى الله عليه واله)وعند اللّه نحتسب عزانا في أمير المؤمنين (عليه السلام) و لقد أصيب به الشرق و الغرب، و اللّه ما خلّف درهما ولا دينارا الّا أربعمائة درهم، أراد أن يبتاع لأهله خادما.

ولقد حدّثني حبيبي جدّي رسول اللّه (صلى الله عليه واله)انّ الامر يملكه اثنا عشر اماما من أهل بيته وصفوته، ما منّا الّا مقتول أو مسموم‏ .

ثم نزل عن منبره و دعا بابن ملجم و سأله عن سبب قتله لأمير المؤمنين (عليه السلام) فأجاب اللعين : انّي عاهدت اللّه و جعلت في ذمّتي قتل أبيك، فوفّيت بعهدي، فان شئت الآن أن أذهب الى الشام و أقتل معاوية وأريحك منه ثم ارجع إليك كي تفعل بي ما تشاء.

فقال الحسن (عليه السلام) هيهات : واللّه لا تشرب الماء البارد قط حتى تلحق روحك بجهنّم.

وفي فرحة الغري انّه : لمّا جي‏ء بابن ملجم الى الحسن (عليه السلام) قال : انّي أريد أن أسارّك بكلمة فأبى الحسن (عليه السلام) و قال : انّه يريد أن يعض أذني، فقال ابن ملجم : و اللّه لو أمكنني منها لأخذتها من صماخه‏ .

فأخذه (عليه السلام) وضربه ضربة كما وصّاه أبيه، فذهب اللعين الى جهنّم و بئس المصير و في رواية أمر بقطع رأسه.

فاستدعت أم الهيثم بنت الاسود جثته الخبيثة فأحرقتها.

يقول المؤلف : يظهر من هذه الرواية انّه قتل ابن ملجم اللعين، و ذهب الى بئس المصير في اليوم الحادي و العشرين من شهر رمضان، اليوم الذي استشهد فيه أمير المؤمنين، و تؤيد هذا المطلب رواية أخرى وجدت في بعض الكتب القديمة انّه لمّا دفن أمير المؤمنين (عليه السلام) جاءت أم كلثوم الى‏ أخيها الحسن (عليه السلام) و أقسمت عليه أن لا يترك الملعون في الحياة ساعة واحدة .

فيظهر من هذه الكلمات انّ ما اشتهر بين الناس من انّ ابن ملجم قتل في اليوم السابع و العشرين، ليس له مستند و لا مدرك صحيح.

وروى ابن شهرآشوب و غيره انّه : قذفت عظام ابن ملجم اللعين في حفرة، و كان أهل الكوفة يسمعون دائما صوت الأنين من تلك الحفرة.

وحكاية خبر الراهب عن عذاب ابن ملجم في الدنيا بتقيؤ الطير ايّاه أربع مرّات ثم بلعه بعد تقطيعه، وفعله به هكذا دائما على صخرة في وسط البحر مشهورة و في الكتب المعتبرة مسطورة .

وقال المؤرخ الأمين المسعودي انّه : لمّا أرادوا قتل ابن ملجم لعنه اللّه، قال عبد اللّه بن جعفر:

دعوني حتى أشفي نفسي منه، فقطع يديه ورجليه، وأحمى له مسمارا حتى اذا صار جمرة كحله به، فقال: «سبحان اللّه الذي خلق الانسان، انّك لتكحل عمّك بملمول‏  الرصاص».

ثم انّ الناس أخذوه و أدرجوه في بواري ثم طلوها بالنفط و اشعلوا فيها النار فاحترق‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.