السياحة هي احدى الظواهر الاقتصادية الاجتماعية التي يتمثل فيها نوع من حركة الانسان في المكان. فهي احدى مجالات الجغرافيا البشرية التي ينعكس فيها ارتباط الانسان بالأرض بعد ما أصبحت السياحة احد المطالب والحقوق للإنسان في العصر الحديث. فالراحة العطلات واوقات الفراغ أصبحت من الحاجات الرئيسية التي لا يتم ارضاءها واشباعها الا باستخدام الموارد الطبيعية والثقافية المتاحة في البيئة المحيطة بالإنسان⁽¹⁾. واذا لم يجدها في وطنه بحث عنها في أراضي الأقطار المحيطة. ومقومات السياحة في أي بلد في العالم هي في جملتها مقومات جغرافية تكمل بعضها البعض الآخر⁽²⁾.

ولما كان الانسان يخصص وقتا معينا للفراغ ولموارد الترويح فان توزيع هذه الموارد والحركة التي تظهر في وقت الفراغ تكون طيعة للتحليل الجغرافي. وان كان الفراغ والترويح تهتم بها العلوم السلوكية فانه في مقدور الجغرافيين ان يساهموا بنصيبهم في تفهم وتخطيط المطالب الترويحية للسكان⁽³⁾.

وبذلك أصبحت جغرافية الترويح مجالا آخر انبثق في ميدان الجغرافيا الاقتصادية. والترويح مشتملا على السياحة لها دورها الهام في العالم الغربي وخاصة الفنية منها نسبيا. ففي الولايات المتحدة نجد ان انعاش الذهن والبدن الذي تم التحص عليه بتغيير السلوك وموطن العمل اليومي واللعب يعتبره عديد من الناس ضرورة. وليس هناك في أي جزء آخر من العالم مثل هذا العدد القادر ماليا من الناس الذي يمكنه الحصول على هذا الانتعاش في فترات منتظمة.

والحالات الذهنية والبدنية قبل وبعد الترويح قد يكون من الصعب او المستحيل ملاحظتها وقياسها او توقيعها على خريطة ولكن الأنشطة الترويحية مع الظاهرة سواء اكانت طبيعية او حضارية واليت تيسر الترويح يمكن ملاحظتها وقياسها وتوقيعها على الخرائط. وتساعد الظاهرة الترويحية على الاختلاف واختصاص المناطق فبعضها يبرز فيها الترويح في خصائصها الاقتصادية ⁽⁴⁾.

والظاهرات المرتبطة بالترويح نجدها واسعة الانتشار ويعني بدراستها عدد من فروع الجغرافيا الا انه قليل من الجغرافيين هم الذين قصروا عملهم على جغرافية الترويح كمجال للتخصص. فهو مجال حديث نسبيا ولم يكتب عنه الا القليل, وبسبب ان عديدا من الدراسات المنشورة اهتمت بالجانب الاقتصادي من الترويح فأنها أصبحت تدخل ضمن المجالات الاقتصادية. واذا ما تقدمت تماما فانه قد يحدث عندئذ ان تنبثق كمجال موضوعي منفرد.

وتعزى أهمية دراسات الترويح الى زيادة الاهتمام بالترويح في المجتمع الأمريكي وادى الاتجاه نحو فترات عمل اقل ودخول اكثر ووقت أطول للفراغ مع تقليد السياحة الى زيادة الاستثمارات في تسهيلات الترويح وتزايد فرص التوظف في الخدمات الترويحية. وهناك قطاعات كبيرة من بعض الولايات يكون الدخل من الخدمات السياحية متفوقا بكثير على كل المصادر الأخرى للدخل. واصبح بذلك الطلب على الدراسات عن أحوال وإمكانات التقدم الترويحي يبدو مؤكد النمو.

وهناك ثلاثة أنواع من الظاهرات الترويحية هي:

1- الرابطة الواضحة للأحوال الطبيعية والحيوية التي يعتقد الناس انها تبعث على الراحة والتي تكون لذلك موارد ترويحية طبيعية.

2- المنشآت وغيرها من التسهيلات التي تمثل جانب الاستثمار الرأسمالي للأغراض الترويحية.

3- الأنشطة الترويحية نفسها.

وللتسهيلات الترويحية شكلا ووظيفة ونمطا للتوزيع. وعندما يكون لها درجة مؤكدة في المظهر الطبيعي او في اقتصاديات المنطقة فان المنطقة يمكن ان تعتبر ترويحية. وقد تكون مثل هذه المنطقة ببساطة حجرة استجمام في منزل، وقد تكون ارض لهو في الجوار، او هي المسرح في المدينة وقد تكون منطقة شاسعة الامتداد مثل ساحل فلوريدا او شمال نيوانجلند او الأجزاء الشمالية من الولايات البحيرية او الحدائق القومية. وقد يوجه الجغرافيون اهتمامهم في المناطق الترويحية أيا كان حجمها ولكنهم منذ بعيد يوجهون اهمامهم الى وحدات مثل الولايات او المقاطعات او المدن⁽⁵⁾.

ويبدو ان الاهتمام الأساس للجغرافيين بالترويح هو في دورها من الوجهة المالية. وهذا هو المتوقع تبعا لحقيقة ان الترويح في عناصره العامة يدعمه نقد عام يصرف في أغراض مثل اصلاح الطرق وتقدم التسهيلات وتجهيز وحماية الأسماك والحيوانات البرية. وتهتم حكومات الولايات ليس في مجرد تدبير هذه النفقات ولكن باعتبارها استثمارات تنتج عوائد نقدية.⁽⁶⁾ ودراسة الظاهرة السياحية من هذا الجانب لا تختلف عن الطريقة الجغرافية في دراسة الظاهرات الاقتصادية الأخرى.

وتتضمن طريقة البحث الجرافي ثلاثة أمور أساسية هي:

1- التوزيع الجغرافي للظاهرة الاقتصادية.

2- خصائص هذه الظاهرة موضوع الدراسة.

3- علاقات الظاهرة الاقتصادية بالظاهرات الأخرى سواء اكانت طبيعية او بشرية سواء في مكان توزيعها او بالنسبة للاماكن الأخرى من العالم.

وعند دراسة ظاهرة السياحة اقتصاديا نجد انها تتطلب الإجابة على الاسئلة التالية:

•   اين توجد الموارد السياحية.

•   لماذا قامت الموارد السياحية في بعض المناطق دون الأخرى.

•   مدى تقدم الطرق والوسائل المتتبعة للقيام بهذا النشاط.

•   اين يمكن ان تقوم ظاهرة النشاط السياحي وتوزيع الأسواق السياحية الرئيسية في العالم.

ــــــــــــــــــ

1) I.U.O.T.O,, Pilot study on relation between intrastructuve policies and Tourism plan and development policies Geneva,p, 3

2) ……….; Factors deterimining the selection of sites for Tourism development,Geneva, 1971, p2.

(4) Cosgrove (p. 1) james & James, American Geography: inventory and prospect, p. 251.163).

(5) James & James, (pp. 252).

(6) Ibid, (p. 254).