المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



بكاء الارض والسماء عليه (عليه السلام)  
  
3463   01:38 مساءً   التاريخ: 19-01-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص231-232.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

 روى ابن شهر اشوب في (المناقب) عن ابن عباس، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ان السماء والارض لتبكي على المؤمن اذا مات اربعين صباحا ، وانها لتبكي على العالم اذا مات أربعين شهرا، وان السماء والارض ليبكيان على الرسول اربعين سنة، وان السماء والارض ليبكيان عليك يا علي اذا قتلت اربعين سنة.

قال ابن عباس : لقد قتل امير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة، فأمطرت السماء ثلاث ايام دما. وعن سعيد بن المسيب : انه لما قبض امير المؤمنين (عليه السلام) لم يرفع من وجه الارض حجر الا وجد تحته دم عبيط.

وروي في (المناقب) عن كتب المخالفين : انه سال عبدالملك بن مروان الزهري : ما كانت علامة يوم قتل علي؟ قال : ما رفع حصاة من بيت المقدس الا كان تحتها دم عبيط، ولما توفي (صلى الله عليه واله) سمع في داره : {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ } [فصلت: 40] ، ثم هتف آخر : مات رسول الله، ومات ابوكم .

 

وروي ايضا عن كتاب (أخبار الطالبين) : ان الروم اسروا قوما من المسلمين فأتي بهم الى الملك، فعرض عليهم الكفر، فأبوا، فأمر بإلقائهم في الزيت المغلي، واطلق منهم رجلا يخبر بحالهم، فبينما هو يسير اذ سمع وقع حوافر الخير، فوقف فنظر الى اصحابه الذين القوا في الزيت، فقال لهم في ذلك، فقالوا : قد كان ذلك، فنادى مناد من السماء في شهداء البر والبحر ان علي بن أبي طالب قد استشهد في هذه الليلة، فصلوا عليه، فصلينا عليه ونحن راجعون الى مصارعنا.
وروى فرات بن ابراهيم في تفسيره عن ابن عباس (عليه السلام) ، قال : لما توفي امير المؤمنين علي بن أبي طالب بالكوفة وقد قعد على المسجد عقيبا ووضع فرقة على ركبته، واسند يده تحت خده، وقال : يا ايها الناس اني قائل فاسمعوا، من شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر، سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : اذا مات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأخرج من الدنيا ظهرت في الدنيا خصال لا خير فيها، فقلت : وما هي يا رسول الله؟ فقال : تقل الامانة، وتكثر الخيانة حتى يركب الرجل الفاحشة وأصحابه يسرون اليه، والله لتضايق الدنيا بعده بنكبة، الا وان الارض لم تخل مني ما دام علي بن ابي طالب حيا في الدنيا بقية من بعدي، علي في الدنيا عوض مني بعدي، علي كجلدي، علي لحمي، علي عظمي، علي كدمي، علي عروقي، علي اخي ووصيي في أهلي، وخليفتي في قومي، ومنجز عداتي، وقاضي ديني، قد صحبني علي في ملمات امري، وقاتل معي أحزاب الكفار، وشاهدني في الوحي، وأكل معي طعام الابرار، وصافحه جبرئيل مرارا نهارا جهارا، وشهد جبرئيل وأشهدني في الوحي، وان عليا من الطيبين الاخيار، وانا اشهدكم معاشر الناس لا يتساءلون من علم أمركم ما دام علي فيكم، فاذا فقدتموه فعند ذلك تقوم الاية : {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42].

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.