أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-9-2017
1388
التاريخ: 20-8-2016
1245
التاريخ: 5-2-2018
1398
التاريخ: 29-7-2017
1587
|
أبو الفضل العباس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. ع.
مولده وشهادته ومدة عمره :
ولد سنة 26 من الهجرة وعمره أربع وثلاثون سنة عاش منها أبيه أمير المؤمنين (ع) أربع عشرة سنة وحضر بعض الحروب فلم يأذن له أبوه في النزال ومع أخيه الحسن (ع) أربعا وعشرين سنة ومع أربعا وعشرين سنة ومع أخيه الحسين ع أربعا وثلاثين سنة وهي مدة عمره.
أمه :اسمها فاطمة وتعرف بأم البنين.
وعن كتاب عمدة الطالب ان أمير المؤمنين ع قال لأخيه عقيل وكان نسابة عالما باخبار العرب وأنسابهم ابغني امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا فقال له أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس فتزوجها أمير المؤمنين ع فولدت له وأنجبت وأول ما ولدت العباس وبعده عبد الله وبعده جعفرا وبعده عثمان، وفي آبائها يقول لبيد للنعمان بن المنذر ملك الحيرة:
نحن بني أم البنين الأربعة * الضاربون الهام تحت الخيضعة
والمطعمون الجفنة المدعدعة * ونحن خير عامر بن صعصعة
فلا ينكر عليه أحد من العرب ومن قومها ملاعب الأسنة أبو براء الذي لم يعرف في العرب مثله في الشجاعة، والطفيل فارس قرزل وابنه عامر فارس المزنوق.
كنيته ولقبه:
يكنى أبا الفضل وأبا قربة ويلقب بالسقاء وقمر بني هاشم.
أحواله :
في مقاتل الطالبيين كان العباس رجلا وسيما جميلا يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض وكان لواء الحسين بن علي ع معه يوم قتل وفي بعض العبارات انه كان أيدا شجاعا فارسا وسيما جسيما، وروي عن أبي عبد الله الصادق ع انه قال: كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الايمان جاهد مع أبي عبد الله عليه السلام وأبلى بلاء حسنا ومضى شهيدا وروي عن علي بن الحسين عليه السلام انه نظر يوما إلى عبيد الله بن العباس بن علي ع فاستعبر ثم قال ما من يوم أشد على رسول الله ص من يوم أحد قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله وبعده يوم مؤتة قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب ولا يوم كيوم الحسين ع ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل يزعمون أنهم من هذه الأمة كل يتقرب إلى الله عز وجل بدمه وهو يذكرهم بالله فلا يتعظون حتى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا ثم قال رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه. وكانت له ع صفات عالية وأفعال جليلة امتاز بها منها انه كان أيدا شجاعا فارسا وسيما جسيما كما تقدم ومنها انه كان صاحب لواء الحسين ع واللواء هو العلم الأكبر ولا يحمله الا الشجاع الشريف في المعسكر ومنها. انه لما جمع الحسين ع أهل بيته وأصحابه ليلة العاشر من المحرم وخطبهم فقال في خطبته:
اما بعد فاني لا اعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وليأخذ كل واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم فإنهم لا يريدون غيري، قام إليه العباس ع فبدأهم فقال ولم نفعل ذلك لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك ابدا. ثم تكلم أهل بيته وأصحابه بمثل هذا ونحوه ومنها انه لما اخذ عبد الله بن حزام ابن خال العباس أمانا من ابن زياد للعباس واخوته من أمه قال العباس واخوته لا حاجة لنا في الأمان أمان الله خير من أمان ابن سمية ومنها انه لما نادى شمر أين بنو أختنا أين العباس واخوته فلم يجبه أحد فقال لهم الحسين ع أجيبوه وان كان فاسقا فإنه بعض أخوالكم قال له العباس ما تريد فقال أنتم يا بني أختي آمنون فقال له العباس لعنك الله ولعن أمانك أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له وتكلم اخوته بنحو كلامه ثم رجعوا ومنها انه لما اشتد العطش بالحسين ع وأصحابه امر أخاه العباس فسار في عشرين راجلا يحملون القرب وثلاثين فارسا فجاءوا ليلا حتى دنوا من الماء وامامهم نافع بن هلال الجملي يحمل اللواء فقال عمرو بن الحجاج من الرجل؟ قال نافع، قال ما جاء بك قال جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه قال فاشرب هنيئا قال لا والله لا أشرب منه قطرة والحسين عطشان هو وأصحابه فقالوا لا سبيل إلى سقي هؤلاء انما وضعنا في هذا المكان لمنعهم الماء فقال نافع لرجاله املؤا قربكم فملئوها وثار إليهم عمرو بن الحجاج وأصحابه فحمل عليهم العباس ونافع بن هلال فكشفوهم وأقبلوا بالماء ثم عاد عمرو بن الحجاج وأصحابه وأرادوا ان يقطعوا عليهم الطريق فقاتلهم العباس وأصحابه حتى ردوهم وجاءوا بالماء إلى الحسين ع ومنها انه لما نشبت الحرب يوم عاشوراء تقدم أربعة من أصحاب الحسين ع وهم الذين جاءوا من الكوفة ومعهم فرس نافع بن هلال فشدوا على الناس بأسيافهم فلما وغلوا فيها عطف عليهم الناس واقتطعوهم عن أصحابهم فندب الحسين ع لهم أخاه العباس فحمل على القوم فضرب فيهم بسيفه حتى فرقهم عن أصحابه ووصل إليهم فسلموا عليه واتى بهم ولكنهم كانوا جرحى فأبوا عليه ان يستنقذهم سالمين فعاودوا القتال وهو يدفع عنهم حتى قتلوا في مكان واحد فعاد العباس إلى أخيه وأخبره بخبرهم ومنها انه أشبه عمه جعفر الطيار الذي قطعت يمينه ويساره في حرب مؤتة مجاهدا في سبيل الله فأبدله الله عنهما جناحين يطير بهما مع الملائكة وكذلك العباس قطعت يمينه ويساره مجاهدا في سبيل في نصرة أخيه الحسين ع يوم عاشورا وقال المفيد ان عمر بن سعد نادى يوم التاسع من المحرم يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري فركب الناس ثم زحف نحوهم بعد العصر والحسين ع جالس امام بيته محتب بسيفه إذ خفق برأسه على ركبته فسمعت أخته الصيحة فدنت من أخيها فقالت يا أخي أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت فرفع الحسين ع رأسه فقال اني رأيت رسول الله ص الساعة في المنام فقال لي انك تروح إلينا فلطمت أخته وجهها ونادت بالويل فقال لها الحسين ليس لك الويل يا أخية اسكتي رحمك الله قال له العباس يا أخي اتاك القوم فنهض ثم قال يا عباس اركب أنت حتى تلقاهم وتقول لهم ما لكم وما بدا لكم وتسألهم عما جاء بهم فأتاهم العباس في نحو عشرين فارسا فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر فقال لهم العباس ما بدا لكم وما تريدون قالوا قد جاء امر الأمير ان نعرض عليكم ان تنزلوا على حكمه أو نناجزكم قال فلا تعجلوا حتى ارجع إلى أبي عبد الله فاعرض عليه ما ذكرتم فوقفوا وقالوا القه فاعلمه ثم القنا بما يقول لك فانصرف العباس راجعا يركض إلى الحسين ع يخبره الخبر ووقف أصحابه يخاطبون القوم ويعظونهم ويكفونهم عن قتال الحسن ع فجاء العباس إلى الحسين ع فأخبره بما قال القوم فقال ع ارجع إليهم فان استطعت ان تؤخرهم إلى غدوة وتدفعهم عنا العشية لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره فهو يعلم اني كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار فمضى العباس إلى القوم ورجع من عندهم ومعه رسول من قبل عمر بن سعد يقول انا قد أجلناكم إلى غد فان استسلمتم سرحناكم إلى أميرنا عبيد الله بن زياد وان أبيتم فلسنا تاركيكم.
مقتل العباس :
في مقاتل الطالبيين كان العباس آخر من قتل من اخوته لامه وأبيه وقال المفيد لما رأى العباس بن علي كثرة القتلى في أهله قال لاخوته من أمه تقدموا حتى أراكم قد نصحتم لله ولرسوله فإنه لا ولد لكم فتقدموا فقاتلوا واحدا بعد واحد حتى قتلوا واشتد العطش بالحسين ع فركب المسناة يريد الفرات وبين يديه العباس اخوه فاعترضته خيل ابن سعد وأحاط القوم بالعباس فاقتطعوه عنه فجعل يقاتلهم وحده حتى قتل وكان المتولي لقتله زيد بن رقاد أو ورقاء الحنفي وحكيم أو حكم بن الطفيل السنبسي بعد أن أثخن بالجراح فلم يستطع حراكا.
وكان العباس آخر من قتل من المحاربين ولم يقتل بعده الا أطفال وفيه يقول الكميث:
وأبو الفضل ان ذكرهم الحلو * شفاء النفوس م (1) الأسقام
قتل الأدعياء إذ قتلوه * أكرم الشاربين صوب الغمام
وفيه يقول الشاعر:
أحق الناس ان يبكي عليه * فتى ابكى الحسين بكربلاء
اخوه وابن والده علي * أبو الفضل المضرج بالدماء
ومن واساه لا يثنيه شئ * وجاد له على عطش بماء
وفيه يقول المؤلف أيضا من قصيدة:
لا تنس للعباس حسن مقامه * في الروع عند الغارة الشعواء
واسى أخاه بها وجاد بنفسه * في سقي أطفال له ونساء
رد الألوف على الألوف معارضا * حد السيوف بجبهة غراء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عادة العرب تخفيف الكلام لضرورة ولغير ضرورة فمن الأول تخفيف من الجارة بحذف النون والاقتصار على الميم كما في هذا البيت أصله من الأسقام فخفف لضرورة الشعر ويوجد في النسخة المطبوعة من مقاتل الطالبين من الأسقام وهو سهو من الطابع أو الناسخ ولهذا غيرها بعض المعاصرين في كتابه فقال في الأسقام والصواب م الأسقام كما قلنا، قال الشعر:
وما انس م الأشياء لا انسى قولها * وقد قربت نحوي أمصر تريد ومن الثاني قولهم بلعنبر وبلحارث يريدون بني العنبر وبني الحارث وغير ذلك.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|