أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-6-2022
1693
التاريخ: 6-3-2018
1886
التاريخ: 29-6-2017
1531
التاريخ: 9-7-2017
1181
|
(نورد هذه القصة عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) بتصرّف (1).
قال (عليه السلام): كان عابد في بني اسرائيل يعبد الله في صومعته ، زاهداً بالدنيا وما فيها ، فأعيا أمره على الشيطان كيف يضله .
فصاح ابليس صيحة جمع بها أعوانه.
فقال : من منكم لهذا العابد ؟
قال أحدهم : أنا له.
فقال : من أين تأتيه ؟
فقال : من ناحية المال!
قال : لست بصاحبه ، إنه يكره المال ؛ وقال الثاني : فانا له.
قال : من اين تأتيه؟
قال : من ناحية النساء!
قال : لست له ، لأنه لم يجرب النساء .
وقال الثالث : فانا له.
قال : من اين تأتيه ؟
قال : من ناحية الشراب والملذات!
قال : لست له ، ليس هذا بهذا .
فقال آخر : انا له.
قال من اين تأتيه؟
قال اتيه من ناحية البر والعبادة!
قال : انت صاحبه ، فانطلق الى مهمتك.
فانطلق هذا الشيطان الى موضع الرجل ، وقد تمثل له بصورة انسان .. فدخل الصومعة وأقام بجانب العابد يصلّي ، وهو لا يمل من العبادة.
وكان الرجل يستريح والشيطان لا يستريح ، والرجل ينام ، والشيطان لا ينام.
فتعجب العابد من عبادة الشيطان ، واستصغر عبادته أمام عبادته.
وتحول اليه ليكلمه فقال : يا عبد الله بأي شيء قوِيت على هذه الصلاة؟
فلم يجبه.
ثم أعاد عليه السؤال ، فلم يجبه .
ثم أكد عليه السؤال ، فقال : يا عبد الله اني أذنبت ذنباً ثم تبت منه ، فإذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة.
قال : فأخبرني بذنبك أعمل مثله وأتوب ، فإذا فعلته قويت على الصلاة ؛ قال : انزل الى المدينة فسل عن فلانه البغية ، واعطها درهمين ، ونل منها .
قال : ومن اين لي الدرهمين؟
وما ادري ما الدرهمان!
فتناول الشيطان من تحت قدمه درهمين ، فناوله اياهما .
فقام العابد ، فدخل المدينة بالبسة اهل الدين ، وسأل عن منزل البغية ، فأرشده الناس اليها ولم يشكو به بل ظنوا جاء ليهديها.
فلما جاءها وجدها جالسه على باب دارها .
فرما اليها الدرهمين ، وقال لها : قومي.
فدخلت المنزل وقالت له ادخل ، فلما راودها عن نفسها ، قالت : اعوذ بالله منك ، جئتني بلباس العابد لتفعل المنكر؟
إن مثلك لا يأتي الى مثلي! فاخبرني عن حالك.
فقص عليها قصته.
فقالت : يا عبد الله ان ترك الذنب اهون من طلب التوبة (2)، وليس كل من طلب التوبة وجدها .
وما أظن أن الذي جاءك إلا شيطان تمثل لك ليغويك ، فانصرف فإنك لا تراه في صومعتك.
فانصرف عنها .. وماتت المرأة من ليلتها.
وما أصبح الصباح إلا وقد كتب على بابها : أحضروا فلانة فإنها من أهل الجنة. فارتاب الناس من أمرها ، ومكثوا ثلاثة أيام لا يدفنونها.
فأوحى الله عز وجل الى نبي تلك الأمة ـ وهو موسى بن عمران (عليه السلام) ـ أن ائت فلانة فصل عليها ، وائتمر الناس ان يصلوا عليها ، فإني قد غفرت لها ، وأوجبت لها الجنة ، لأنها عصمت عبداً من عبادي عن معصيتي.
العبرة من هذه القصة
تعلمنا هذه القصة أشياء كثيرة منها :
1ـ حبائل الشيطان كثيرة ، فيجب على المؤمن ان يكون حذراً منها.
2ـ العبادة بدون علم لا يكفي ، ولو كان هذا العابد عالما لما وقع في المحذور.
قال امير المؤمنين (عليه السلام) :
((المتعبد على غير فقه كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح ، وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل ، لأن العالم تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه ، وتأتي الجاهل فتنسفه نسفاً ، وقليل العمل مع كثير العلم ، خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة))(3).
___________________
(1) هي من كتاب بحار الأنوار ، ج13، ص495 ـ باب نوادر بني اسرائيل).
(2) حكمة الإمام علي (عليه السلام) وردت في نهج البلاغة تحت رقم 156.
(3) سفينة البحار : للشيخ عباس القمي ، ج2 ، ص115.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|