المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



ترك الذنب أهون من طلب التوبة  
  
5975   03:53 مساءً   التاريخ: 9-12-2017
المؤلف : لبيب بيضون
الكتاب أو المصدر : قصص ومواعظ
الجزء والصفحة : 321-323
القسم : الاخلاق و الادعية / قصص أخلاقية / قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم /

(نورد هذه القصة عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) بتصرّف (1).

قال (عليه السلام): كان عابد في بني اسرائيل يعبد الله في صومعته ، زاهداً بالدنيا وما فيها ، فأعيا أمره على الشيطان كيف يضله .

فصاح ابليس صيحة جمع بها أعوانه.

فقال : من منكم لهذا العابد ؟

قال أحدهم : أنا له.

فقال : من أين تأتيه ؟

فقال : من ناحية المال!

قال : لست بصاحبه ، إنه يكره المال ؛ وقال الثاني : فانا له.

قال : من اين تأتيه؟

قال : من ناحية النساء!

قال : لست له ، لأنه لم يجرب النساء .

وقال الثالث : فانا له.

قال : من اين تأتيه ؟

قال : من ناحية الشراب والملذات!

قال : لست له ، ليس هذا بهذا .

فقال آخر : انا له.

قال من اين تأتيه؟

قال اتيه من ناحية البر والعبادة!

قال : انت صاحبه ، فانطلق الى مهمتك.

فانطلق هذا الشيطان الى موضع الرجل ، وقد تمثل له بصورة انسان .. فدخل الصومعة وأقام بجانب العابد يصلّي ، وهو لا يمل من العبادة.

وكان الرجل يستريح والشيطان لا يستريح ، والرجل ينام ، والشيطان لا ينام.

فتعجب العابد من عبادة الشيطان ، واستصغر عبادته أمام عبادته.

وتحول اليه ليكلمه فقال : يا عبد الله بأي شيء قوِيت على هذه الصلاة؟

فلم يجبه.

ثم أعاد عليه السؤال ، فلم يجبه .

ثم أكد عليه السؤال ، فقال : يا عبد الله اني أذنبت ذنباً ثم تبت منه ، فإذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة.

قال : فأخبرني بذنبك أعمل مثله وأتوب ، فإذا فعلته قويت على الصلاة ؛ قال : انزل الى المدينة فسل عن فلانه البغية ، واعطها درهمين ، ونل منها .

قال : ومن اين لي الدرهمين؟

وما ادري ما الدرهمان!

فتناول الشيطان من تحت قدمه درهمين ، فناوله اياهما .

فقام العابد ، فدخل المدينة بالبسة اهل الدين ، وسأل عن منزل البغية ، فأرشده الناس اليها ولم يشكو به بل ظنوا جاء ليهديها.

فلما جاءها وجدها جالسه على باب دارها .

فرما اليها الدرهمين ، وقال لها : قومي. 

فدخلت المنزل وقالت له ادخل ، فلما راودها عن نفسها ، قالت : اعوذ بالله منك ، جئتني بلباس العابد لتفعل المنكر؟

إن مثلك لا يأتي الى مثلي! فاخبرني عن حالك.

فقص عليها قصته.

فقالت : يا عبد الله ان ترك الذنب اهون من طلب التوبة (2)، وليس كل من طلب التوبة وجدها .

وما أظن أن الذي جاءك إلا شيطان تمثل لك ليغويك ، فانصرف فإنك لا تراه في صومعتك.

فانصرف عنها .. وماتت المرأة من ليلتها.

وما أصبح الصباح إلا وقد كتب على بابها : أحضروا فلانة فإنها من أهل الجنة. فارتاب الناس من أمرها ، ومكثوا ثلاثة أيام لا يدفنونها.

فأوحى الله عز وجل الى نبي تلك الأمة ـ وهو موسى بن عمران (عليه السلام) ـ أن ائت فلانة فصل عليها ، وائتمر الناس ان يصلوا عليها ، فإني قد غفرت لها ، وأوجبت لها الجنة ، لأنها عصمت عبداً من عبادي عن معصيتي.

العبرة من هذه القصة

تعلمنا هذه القصة أشياء كثيرة منها :

1ـ حبائل الشيطان كثيرة ، فيجب على المؤمن ان يكون حذراً منها.

2ـ العبادة بدون علم لا يكفي ، ولو كان هذا العابد عالما لما وقع في المحذور.

قال امير المؤمنين (عليه السلام) :

((المتعبد على غير فقه كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح ، وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل ، لأن العالم تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه ، وتأتي الجاهل فتنسفه نسفاً ، وقليل العمل مع كثير العلم ، خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة))(3).

___________________

(1) هي من كتاب بحار الأنوار ، ج13، ص495 ـ باب نوادر بني اسرائيل).

(2) حكمة الإمام علي (عليه السلام) وردت في نهج البلاغة تحت رقم 156.

(3) سفينة البحار : للشيخ عباس القمي ، ج2 ، ص115.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.