المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مستحضرات التجميل Cosmeceutics
13-12-2017
عموم قاعدة « الفراغ والتجاوز » لغير الصلاة والوضوء
10-3-2022
أساليب الدراسة في جغرافية المدن - الأسلوب التقني المعاصر
21/9/2022
الاشخاص الذين لا ربا بينهم
4-6-2019
جينوم الخلايا حقيقية النواة
13-1-2016
Autoantibody
8-12-2015


قاعدة وجوب دفع الضرر المحتمل ودورها في حفظ البيئة  
  
5310   04:38 مساءً   التاريخ: 6-11-2017
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص167-168
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-16 1556
التاريخ: 21-1-2016 2385
التاريخ: 2023-09-19 973
التاريخ: 2023-10-22 1100

معنى القاعدة : هو أنه إذا احتُمل الضرر في عمل من الاعمال يجب دفعه (بحصول المؤمّن).

وذكر الفقهاء (أعلى الله مقامهم) بأن المراد من الضرر هنا هو الضرر الأخروي (العقاب) لعدم الدليل على وجوب دفع الضرر الذي كان ما دون العقاب، اضِيف إلى ذلك ان الضرر الأخروي هو المتيقن الا ان المحقق النائيني (رحمه الله) عمم القاعدة على الضرر الدنيوي فقال : اذا اريد من الضرر المحتمل الدنيوي، فلو استقل بوجوب دفعه لحكم الشارع على طبقه، بقاعدة الملازمة (الملازمة بين حكم العقل وحكم الشرع)، فإن حكم العقل بذلك واقع في مرتبة علل الاحكام أي علل الاحكام الشرعية، دون معلوماتها، وما كان كذلك يكون مستتبعاً للحكم الشرعي، إلّا ان إستقلال العقل بذلك في غير الاعراض والنفوس والاموال في الجملة ممنوع (1).

ومن المعلوم والواضح الضرر الناتج عن تلويث البيئة الذي يشكل في عالمنا المعاصر أحد أهم وابرز الاخطار التي تهدد المجتمع البشري، وكما ذكرنا في قاعدة الملازمة فان العقل يحكم بوجوب دفع هذا الضرر والخطر الكبير الذي يهدد المجتمعات البشرية.

من هنا فرق السيد الخوئي (رحمه الله) بين نوعين من الضرر الدنيوي.

الاول : هو الضرر الدنيوي الذي لا يترتب ولا يتحقق من خلال إرتكاب الحرام.

الثاني : هو الضرر الدنيوي المترتب على إرتكاب المحرمات.

يقول السيد الخوئي: (لا ملازمة بين ارتكاب الحرام وترتب الضرر الدنيوي، بل ربما تكون فيه المنفعة الدنيوية، كما في موارد الانتفاع بمال الغير غصبا، نعم يترتب الضرر الدنيوي على ارتكاب بعض المحرمات، كأكل الميتة وشرب السم).

ولنا ان نسال :

أليس الإضرار بالغير من خلال الاضرار بالبيئة هو من المحرمات التي يترتب عليها ضررا دنيويا ؟

ولنا ان نسال ايضا:

أليس هذا النوع من الاضرار هو من المحرمات التي يترتب عليها ليس ضررا دنيويا فحسب، بل ضررا وعقابا اخرويا؟

فإن البحث في اسباب العقاب الأخروي يقودنا إلى القول بأن هذا النوع من الضرر- الذي هو مورد بحثنا- هو مما يترتب عليه اعظم انواع العقاب من الله في الاخرة.

____________

1ـ الخوئي، أجود التقريرات، ج2، ص188.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.